- د. عصام عبد المحسن: النظام يتذرَّع بحجج واهية لإبقاء الشرفاء بالسجن

- ممدوح الحسيني: الخصومة السياسية ضد الإخوان منعت الإفراج عنهم

- صلاح الدسوقي: قضيتنا ليست خروج مجموعة فقط ولكن الأهم وقف الظلم

- د. فريد جلبط: أتمنَّى أن يعود النظام إلى رشده ويفرج عن كل المظلومين

- فتحي بغدادي: أملنا في الله كبير ولا بد أن ينتهي العداء ضد فئات الشعب

 

تحقيق- أحمد الجندي:

في العاشر من يوليو الجاري بلغ عمر الأحكام العسكرية الظالمة ضد شرفاء هذه الأمة وعلمائها ودعاتها ثلاث سنوات ونصفًا؛ لتكتمل بذلك نصف مدة الحبس الباطلة ضد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم نائب فضيلة المرشد العام المهندس محمد خيرت الشاطر في محاكمة عسكرية ظالمة لم يُقِمْها المحتل على المدنيين في عصر الاحتلال.

 

وتتجه الأنظار في هذا الوقت الذي يتزامن مع ذكرى ثورة يوليو- باعتبارها أقرب مناسبة وطنية- إلى أن يكفَّ هذا النظام الغاشم عن عداوته المفرطة لجماعة الإخوان المسلمين، وأن يمنحها حقوقها في الحرية والإفراج التي يكفلها لها الدستور والقانون.

 

بهذه المناسبة التقى (إخوان أون لاين) بأحرار العسكرية الذين خرجوا بعد انتهاء مدة حبسهم الجائر في نفس القضية؛ ليعرف آراءهم حول قضاء نصف المدة؟ وهل كانوا ينتظرون قرار الإفراج عند إتمام المدة، وكيف كان شعورهم في تلك اللحظات؟ فإلى التفاصيل:

 الصورة غير متاحة

د. عصام عبد المحسن

يقول الدكتور عصام عبد المحسن الأستاذ بطب الأزهر وأحد الذين قضوا ثلاث سنوات في المحاكمة العسكرية الظالمة لقيادات الإخوان: إن ظلم النظام وتعسفه وتعنُّته ضد الإخوان المسلمين منعهم أثناء فترة حبسهم من الحصول على حقوق السجناء التي يقرُّها القانون للقتلة والمجرمين واللصوص وناهبي أموال الشعب المصري، مثل الإفراجات الصحية والخروج بعد قضاء نصف مدة الحبس أو ثلاثة أرباع المدة أو الخروج في المناسبات الوطنية والأعياد.

 

ويضيف من ذكرياته خلف الأسوار أنهم كانوا ينتظرون أن يأتي عليهم موعد نصف المدة وموعد ثلاثة أرباع المدة للحصول على الإفراج، مشيرًا إلى أن أملهم في الله كان لا ينقطع، ودائمًا ما كانوا ينتظرون الإفراج من الله عزَّ وجلَّ وليس من أحد غيره.

 

ويوضح أنهم كانوا يستعدون لاستقبال هذه المواعيد من خلال قيام المحامين بتقديم الطلبات، وعمل الإجراءات القانونية من أجل الحصول على أبسط الحقوق لسجناء مظلومين أخذوا أحكامًا في محاكمات باطلة، مطالبين حتى بمساواتهم بالسجناء الآخرين الذين يحصلون على قرارات إفراج بالجملة في الأعياد والمناسبات الوطنية، أو بمرور نصف المدة أو ثلاثة أرباعها، بالرغم من أنهم قد يكونون لصوصًا أو قتلةً.

 

ويضيف أن النظام وزبانيته دائمًا ما كانوا يتذرَّعون بحجج واهية، مثل أن الإخوان المحبوسين ليسوا ملتزمين ببرامج التأهيل التي تنفِّذها مصلحة السجون للخروج بعد نصف المدة أو ثلاثة أرباع المدة، بالرغم من أن الإخوان أولى وأحق من القتلة واللصوص والمجرمين بالحصول على الإفراج بعد نصف المدة؛ لأنهم لم يرتكبوا جريمةً.

 

ويعرب عن أسفه وإشفاقه تجاه الإخوان الذين يعانون من أمراض خطيرة، مثل المهندس خيرت الشاطر والحاج صابر الشرقاوي، ولم يحصلوا على قرارات بالإفراج الصحي، بالرغم من أحقيتهم في الحصول عليها، مؤكدًا أن الحكومة بسياستها هذه تفجُر في خصومتها للإخوان، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي في عدم حصولهم على الإفراج هو أنهم من الإخوان المسلمين، فلو كانوا سجناء رأي من تيار آخر لحصلوا على كل حقوقهم.

 

ويضيف أن ما يحدث تجاه الإخوان المحبوسين في القضية العسكرية يعبِّر عن قمة التعسف الحكومي تجاه الإخوان، من أول القبض عليهم، ومصادرة أموالهم وأموال زوجاتهم وأولادهم، ومنع الزيارة عنهم في أول شهرين، ووضعهم في سجن المحكوم السيئ وتحويلهم للقضاء العسكري بالرغم من حصولهم على 4 أحكام بالإفراج من القضاء الطبيعي.

 

ويؤكد على عمق روابط الإخوة والحب بين الإخوان الذين قضوا مدتهم وخرجوا والإخوان الذين ما زالوا رهائن للظلم والطغيان وأنهم دائمًا ما يسألون عنهم ويتابعون أخبارهم ويتواصلون مع أسرهم ويشاركونهم أفراحهم وأتراحهم، وأن أولادهم يشاركون أولادهم في الأنشطة الرياضية والاجتماعية، مضيفًا أنه لولا منع النظام لهم من زيارة إخوانهم المحبوسين لزاروهم.

 

خصومة سياسية

 الصورة غير متاحة

ممدوح الحسيني

ويقول رجل الأعمال ممدوح الحسيني أحد الذين قضوا ثلاث سنوات في المحاكمة العسكرية الظالمة لقيادات الإخوان إنهم كانوا ينتظرون الفرج من الله تعالى ولا يعولون أي أمل على الظالمين؛ لأنهم ظلموهم في البداية فكيف ينصفونهم في النهاية سواءً كان في نصف المدة أو ثلاثة أرباع المدة.

 

ويضيف: كنا نأخذ بالأسباب ونتوكل على الله فيقوم المحامون بعملهم من تقديم الطلبات والطعن على قرارات الحكومة وحصلنا على أحكام، ولكن الحكومة ماطلت في تنفيذها وأسندت النظر فيها إما إلى محكمة غير مختصة أو زادت علينا أيامًا أخرى.

 

ويشير إلى أن أسر المحبوسين في القضية العسكرية وأهاليهم في الخارج كانوا لا يتوانون عن إقامة الفعاليات، وتقديم الشكاوى والطلبات، وعقد المؤتمرات والندوات في مواعيد نصف وثلاثة أرباع المدة، وأيضًا في المناسبات الوطنية والأعياد مطالبين بالإفراج عنا.

 

ويؤكد أن الخصومة السياسية بين النظام والإخوان المسلمين حالت دون تنفيذ العديد من قرارات الإفراج التي صدرت لصالحهم، وحالت أيضًا دون تمتعهم بأدنى الحقوق التي يتمتع بها المسجونون الجنائيون مثل الخروج في نصف المدة أو ثلاثة أرباعها أو في المناسبات الوطنية والأعياد التي يتم فيها الإفراج عن الكثير من المجرمين.

 

ويقول: إن رحمات الله عز وجل وسكينته كانت تتنزل علينا ونحن في الداخل، وكان الله ملهمنا الصبر والثبات، في ظل التقرب إلى الله بالعبادات وقراءة القرآن وعندما خرجنا شعرنا بأن الفترة التي اقتطعت من عمرنا خلف أسوار الظلم والطغيان كانت مؤلمةً وشديدةً، وأننا دفعنا ثمن غطرسة النظام غاليًا.

 

ويعرب عن أسفه الشديد على الأيام التي يقضيها الإخوان في السجن حاليًا ظلمًا، مشيرًا إلى أنه يشعر الآن بالسجن والغربة في الخارج، وهو بعيد عن إخوانه، وأن قلبه يكاد ينفطر عليهم من الحزن والأسى على غيابهم خلف أسوار السجون الظالمة.

 

ويؤكد أن من خرجوا لا يزالون مرتبطين بإخوانهم في الداخل ومتصلين بأسرهم ويزورونهم، ويطمئنون منهم على أحوال إخوانهم وأخبارهم بسبب منعهم من زيارتهم.

 

رفع الظلم

 الصورة غير متاحة

 د. صلاح الدسوقي

ويسترجع د. صلاح الدسوقي أستاذ الجراحة العامة بجامعة الأزهر أحد الذين قضوا ثلاث سنوات في المحاكمة العسكرية الظالمة لقيادات الإخوان ذكرياته بمناسبة مرور نصف المدة على الإخوان الحاصلين على أحكام سبع سنوات أنهم عندما كانت تمر عليهم نصف المدة كان لدينا أمل كبير في الإفراج من الله عز وجل.

 

ويضيف أنه بالرغم من أحقية الكثير منا بالحصول على إفراج في نصف المدة لانطباق شروط الإفراج الصحي عليهم، كان النظام يتعنت ضدنا ويعطي قرارات إفراج في نصف المدة للكثير من القتلة والمختلسين وحتى المعارضين السياسيين من غير الإخوان المسلمين.

 

ويقول: "إن تعنت النظام ضدنا كان لا يؤثر في أنفسنا لأننا نعلم أننا نتعامل مع نظام فاجر وفاسد يفرط في العداء للإخوان المسلمين، فلا توجد قضية أصلاً لكي نحاكم عليها"، موضحًا "أن القضية ليست صغيرة، ولكنها قضية مستمرة من نظام فاسد يعادي إنسان أعزل يريد التحرك بحرية".

 

ويضيف أن قضيتنا ليست فقط في خروج مجموعة من المسجونين ظلمًا وفقط، ولكننا نريد أن يعلم الناس أن هناك ظلمًا بينًا وقهرًا وتجنيًا وخروجًا عن العدالة والشرعية من أجل أن يخرج كل المظلومين، مؤكدًا أنه يجب أن نجاهد بكل الطرق القانونية والشرعية لمنع هذا الظلم من أن يطال أحدًا آخر، فما الفائدة مثلاً أن تخرج مجموعة من السجن وتدخل أخرى ظلمًا وعدوانًا.

 

عودوا إلى رشدكم

 الصورة غير متاحة

د. فريد جلبط

يقول الدكتور فريد جلبط أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر وأحد أحرار العسكرية إنه منذ أن بدأت أحداث هذه القضية ونحن أمام أمرٍ غير طبيعي، وكان لدينا أمل في الله عز وجل أن تنتهي هذه الأحداث ويتم الإفراج عنا؛ لأنه لم تكن هناك قضية ولا توجد تهم محددة سواءً في القضية كلها كمجموعة أو أفراد.

 

ويضيف: لقد مرَّ علينا نصف المدة من قبل وانتظرنا أن يعاملنا النظام حتى ولو كالمجرمين والجنائيين، ولكن عداوة النظام للإخوان حالت دون ذلك، ومرت علينا ثلاثة أرباع المدة أيضًا وتقدمنا بالطلبات للحصول على الإفراج الشرطي، ولكن ذلك لم يحدث بالرغم من أن سنة الجنائيين في السجن كانت 6 شهور أو 9 شهور رغم الجرائم التي ارتكبوها وصدرت ضدهم أحكام من محاكم لها قدر من الاستقلال ودرجات من العدالة، أما نحن فحوكمنا أمام محاكم من درجة واحدة.

 

ويؤكد أنه يتمنى من كل مَن ساهم في هذه المظالم أن يكفها ويعود إلى رشده إشفاقًا عليه وعلى أولاده من بعد، ويعودوا عن ظلمهم، فالعودة عن الظلم أحمد، متمنيًا أن تشهد مصر مرحلةً جديدةً من الحكم القائم على الحرية والعدل والمساواة.

 

عداوة للإخوان

 الصورة غير متاحة

فتحي بغدادي

ويؤكد رجل الأعمال فتحي بغدادي أنهم كانوا يعلمون أن النظام بعداوته للإخوان لا يمكن أن يعطيهم حكمًا بالإفراج بعد قضاء نصف المدة أو ثلاثة أرباع المدة، ويتوقع أن يتم الإفراج عن الإخوان المحتجزين حاليًّا بنصف المدة للحاصلين على أحكام بـ7 سنوات وثلاثة أرباع المدة للحاصلين على أحكام بـ5 سنوات؛ لأن المدة قد طالت، مؤكدًا أن الأمل في الله عز وجل كبير.

 

ويضيف أن المسجونين الجنائيين يطبق عليهم القانون ويحصلون على أحكام بثلاثة أرباع المدة، وكذلك في المناسبات الوطنية والأعياد دون أن يقدموا طلبات، مستنكرًا تعنت الحكومة مع الإخوان بالرغم من أنهم لم يرتكبوا أي جريمة.

 

وينتقد معاداة النظام ليس للإخوان فقط ولكن لفئاتٍ كثيرة من الشعب المصري، وكأنه نظام لشعب آخر، يقوم على الظلم والقهر ولي عنق القوانين ولا ينفذ الأحكام القضائية ولا يحترم الدستور والقانون ومواثيق حقوق الإنسان.

 

ويتمنى أن ينتهي ليل الظلم والاستبداد وتكون مصر قدوةً للمنطقة كلها في الحرية والديمقراطية، وتنتهي حالة العداء التي نصبها النظام للشعب.