- قوات الأمن فتشت كل الشقة بما فيها الحمام والغسالة

- استولوا على شيك بمائة ألف جنيه ضمان لدين على شخص آخر

- والدنا نائب سابق له مواقفه الوطنية وسنطالب بالإفراج عنه

 

حوار- شيماء جلال:

"لن يضيعنا الله"، هذا هو لسان حال أسرة النائب السابق محمد العزباوي الذي اعتقل فجر يوم الخميس ضمن مجموعة الـ 13.

 

والأستاذ العزباوي عُرف بخلقه الحسن وقوة صبره واحتماله، فقد اعتقل ثلاث مرات سابقة؛ منها خمس سنوات بالسجن الحربي خلال حكم الرئيس جمال عبد الناصر أتمَّ خلالها حفظ القرآن الكريم كاملاً.

 

والأستاذ العزباوي بالإضافة إلى أنه نائب سابق في البرلمان المصري وكانت له إسهاماته الواضحة في مجال التعليم والبحث العلمي، هو أيضا مربٍّ كبير له شهرته في محافظة الغربية؛ حيث تولى مسئولية مدارس الجيل المسلم قبل أن تستولي عليها الحكومة.

 

وعلى الرغم من أنه في الستينيات من عمره إلا أنه يمتاز بروح وهمة عالية، ويزرع الثقة فيمن يتعامل معه، (إخوان أون لاين) التقى بمحمد نجل النائب السابق وأجرينا معه هذا اللقاء الذي اشترك فيه أيضًا زوجته ونجله الثاني محمود.

 

** ما الذي حدث يوم اعتقال والدك؟

* كانت ليلة شديدة الحلكة الممتزجة بالظلم؛ فأنا أسكن بالطابق الذي يعلو شقة أبي وكنت قبلها قد صعدت لشقتي من أجل النوم؛ وفي حدود الساعة الثانية بعد منتصف الليل، كان الاقتحام الهمجي من قِبَل قوات الأمن على المنزل ولم تكن طرقاتهم على الباب بالعادية أو المألوفة، ولكنها كانت بمثابة طلقات مدفعية مصوَّبة تجاه باب الشقة، فضلاً عن إزعاجهم لباقي ساكني العقار الذي نقطن فيه؛ حينها هُرِع والدي إلى الباب ظنًّا منه بأن هناك كارثة سيجدها أمام المنزل، ولكنه وجد عددًا كبيرًا من قوات الأمن دون سابق إنذار، أو استئذان يريدون أن يقوموا بتفتيش كل جزئية بالمنزل حتى الحمام والغسالة لم تسلم من التفتيش؛ وحينما أخبرهم أنه لا يخفي شيئًا قالوا له افتح لنا حجرة النوم وأخرج زوجتك منها، وبالفعل قام بإخراج والدتي من الحجرة وقاموا بقلب محتويات الغرفة رأسًا على عقب؛ وقد استمر التفتيش حتى الرابعة فجرًا بعد أن تم تفتيش حجرة النوم لأكثر من أربع مرات؛ على الرغم من أن والدتي مريضة ومسنة ولا تتحمل بشاعة الموقف الذي رأته.

 

** وما الأشياء التي استولوا عليها من ممتلكات الوالد ومن المنزل؟

* كانت المداهمة غاية في الوحشية وكأنهم لصوص يسرقون ويروعون الآمنين؛ فقد استولوا على شيك بقيمة مائة ألف جنيه كان والدي قام بتقديمه على فترات سلفةً لأحد الزملاء وتم استردادهم من خلال شيك؛ ليس هذا فحسب بل قاموا بالاستيلاء على عدد كبير من الكتب والدراسات والأسطوانات وفلاشة حاسب آلي عليها أعمال خاصة بعملي.

 

إجراء مفاجئ

** هل كنتم تتوقعون مثل هذا الإجراء؟

* لم يكن الاعتقال في الحسبان، ولم يكن متوقعًا بأي شكل من الأشكال؛ لأن والدي كبير في السن وبلغ من العمر عتيًّا وحاليًا بالمعاش وخروجه قليل للغاية؛ فكان مستبعدًا أن يكون أبي من ضمن تلك الحملة المسعورة، كما أنه نائب سابق ومعروف بمواقفه الوطنية التي لا تقبل مزايدة.

 

** وماذا عن الاتهامات التي تم توجيهها لوالدك؟ وكيف كان استقبالكم لها؟

* كان هناك سيل من الاتهامات، وكأنها كانت مجهزة من قبل التحقيق معه؛ خاصة أنه لم يثبت وجود أي شيء يدينه بعد تفتيشه وتفتيش المنزل؛ فقد وجهت النيابة لأبي تهمة التعامل والتخابر مع جهات أجنبية والاتصال بجمعيات ومؤسسات دولية في أمريكا والسويد وإيطاليا؛ بالإضافة إلى تهمة غسيل أموال وتجميع تمويلات لغزة؛ أما عن استقبالنا لتلك الاتهامات المفبركة فقد كان صدمة كبيرة للأسرة جميعها وأثارت سخطنا وبغضنا أكثر للنظام الظالم الذي يروع أمننا وينتهك حرمتنا.

 

اتهامات باطلة

 الصورة غير متاحة
 
** في رأيك، لماذا يفتعل النظام كل تلك الأزمات مع الإخوان؟

* الاتهامات لا يصدقها أي إنسان عاقل أو حتى طفل عرف أبي وشاهده وهو يعطف على الناس وتحبه ويحبهم؛ ويتضح كذب وافتراء هذه الاتهامات التي وجهوها لوالدي حينما قالوا إنه يتعامل مع جهات أجنبية في أمريكا وإيطاليا والسويد في حين أن أبي لم يسافر هذه البلاد ولا يتابع أخبارها؛ وعن تهمة غسيل الأموال فهذا أمر لا يصدقه عقل لأن والدي بالمعاش، ولا يخرج من بيته إلا للضرورة؛ وفيما يخص التعامل الأمني معنا بهذا الشكل فهذا أمر بات طبيعيًّا لدى أجهزة إرهاب الدولة وليس أمن الدولة كما يدَّعون؛ فالأمن يوجِّه للإخوان الشرفاء تهمًا مزيفة في حين أن هناك مفسدين لا يوجه لهم أي تهم، ولا يمارس عليهم أي شكل من أشكال العقاب كما يحدث معنا.

 

** ذكرت أن حالته الصحية سيئة فمم كان يعاني؟ وعلى أساس ذلك ما الإجراءات القانونية المتوقع تنفيذها خلال الفترة القادمة؟

* بالفعل والدي مريض وأجريت له العديد من العمليات بسبب حدوث انزلاق غضروفي له، فضلاً عن مرضه بالسكر والضغط، وعلى أثر ذلك سوف نتقدم بطلب استئناف للنيابة من أجل قبول أوراقه الصحية التي تفيد أن حالته الصحية لا تتحمل ظروف الاعتقال خاصة في ظل كبر سنه، كما أنه شخصية عامة باعتباره نائبًا سابقًا في البرلمان.

 

اعتقالات سابقة

** لوالدك تاريخ من الاعتقال، فهل من الممكن أن نطلع عليه؟

* لقد تم اعتقال والدي ثلاث مرات سابقة لتلك المرة؛ كانت أول مرة في الخمسينيات وكان الاعتقال في السجن الحربي، وقضى فيه خمس سنوات، وبعد أن أفرج عنه تم اعتقاله على خلفية قضية الشهيد الأستاذ سيد قطب، وحكم على والدي وقتها بالأشغال الشاقة، قضى منها 9 سنوات، حصل خلالها على ليسانس الآداب وكانت المرة الثالثة لمدة ستة شهور على خلفية أحداث شركة سلسبيل بداية التسعينيات.

 

إنجازاته

 الصورة غير متاحة

العزباوي قدم خدمات جليلة لدائرته خلال وجوده بالبرلمان

** كان الوالد عضوًا بمجلس الشعب خلال الفترة من 2000 إلى 2005م، فما الإنجازات التي قام بها خلال تلك الفترة؟

* لقد أتمَّ والدي العديد من المهام خلال فترة توليه لعضوية مجلس الشعب؛ فقد قام بعلاج ما يزيد عن ثلاثة ونصف المليون أسرة على نفقة الدولة، فضلاً عن تنظيم حملات تبرع بالدم، مع توفير 700 فرصة عمل لشباب بعقود مؤقتة، و900 فرصة عمل ثابتة، وقد تمكَّن من الحصول على 82 تأشيرة لإقامة أكشاك للمواطنين ممن يعانون تحت خط الفقر، وأسهم في تأسيس مبنى للتأمين الصحي بطنطا، ورَدْم 5 مصارف وتحويلهم إلى مصرف مغطًّى، وقد تقدم بالعديد من الطلبات لصرف راتب شهري لعدد 150 أسرة فقيرة.

 

** وهل كان للوالد دراسات أو أبحاث قدمها استفاد منها الجميع؟

* لقد قام الوالد بالعديد من الدراسات البحثية؛ من أهمها دراسة عن "كيفية إصلاح التعليم في مصر، وأخرى عن العمل الإسلامي في مصر وكيفية النهوض به".

 

الزوج المؤنس

** الزوجة الصابرة والمحتسبة.. هل لك من تعليق أو رسالة على ما حدث؟

* لا أجد حديثًا أعلق به، ولا كلمات على ما حدث سوى كلمة واحدة هي "حسبنا الله ونعم الوكيل" فلقد كان زوجي مؤنسًا لي يساعدني وأساعده، فهو قد كبر في السن وأنا مثله، وعلى الرغم من ذلك كان يعطيني الدواء ويساعدني في أمور المنزل.. والآن أنا لا أستطيع أن أصدق أن يبتعد عن البيت ولا أراه، أو أسمع عنه تهمًا مزيفة لا يمكن تصديقها عنه.

 

رسالتي لمن اعتقلوا زوجي: "اعلموا أن الله لن يضيعنا، وأننا أصحاب حق، وأصحاب دعوة لذلك نُبتلى"، وأقول لمن تهجَّموا على منزلنا: "كيف لكم أن تروِّعونا وتداهموا منازلنا في وقت متأخر من الليل"، وأقول لزوجي: "لا تحزن فالله معنا وسنكون بخير وسيظهر الحق قريبًا بإذن الله".

 

كما وجه محمود النجل الثاني العزباوي رسالة قال فيها: "يا أبي أنا على دربك وعهدك ووصيتك، وأمي وإخوتي في قلبي وبين عينيَّ، وأعلم يا أبي أن الظلم نهايته سريعة، ولن تدوم كثيرًا؛ لأن أحلك لحظات الظلم دائمًا ما يأتي بعدها ضياء ونور".