إلى الأعزاء الكرام الذين سطَّروا بثباتهم ملحمةً مضيئةً مشرفةً في تاريخ تلك الجماعة التي قادت لله وعملت لله ولم تنتظر أجرًا إلا من الله، واحتسبت أبناءها الرجال بعطائهم وتجردهم عند الله.

 

تلك الجماعة التي سطرت تاريخها بدماء الشهداء على مرِّ العصور والأزمان وبعرق المجاهدين في كل مكان كان فيه صراعٌ بين الحق والباطل وبأنات المعذبين الذين لم تكن جريمتهم إلا أنهم قالوا ربنا الله: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)﴾ (البروج).

 

ودموع الأرامل والثكالى اللاتي حرمن من أقرانهن دون جرم أو ذنب ارتكبوه إلا أن صدعوا بالحق، ودموع الأيتام والأطفال الذين حيل بينهم وبين آبائهم ظلمًا وعدوانًا.

 

لنا ولكم أن تفخروا بهذا التاريخ "وأن تسعدوا بهذا الانتماء وأن تحافظوا على تلك المسيرة فلن يستطيع أن يحملها إلا أصحاب العزائم وذوو المروءة والعطاء وأنتم بفضل الله وبرحمته أهل لذلك".

 

ها هي الأيام تمر وحصيلة الثواب والجزاء الطيب بإذن الله تتزايد في ميزانكم وفي المقابل تتنامى حصيلة الظلم والجور عند ظالميكم فشتان بين صورة وصورة.

 

وستظلون دائمًا وأبدًا ملء القلب، نسعد بذكراكم، ندعو لكم في كل وقت وحين ونفخر بثباتكم وصدق رضاكم بقدر الله فما أعظمها منزلة وما أجمله موقفًا.

تنام عيناك والمظلوم منتبه   يدعو عليك وعين الله لم تنم

 

ونقول لهم: لقد سجَّلتم بأفعالكم تاريخًا مليئًا بالخزي والعار والهوان، سطورًا كتبتها أيدٍ لم تخش الله يومًا ولم تعمل للآخرة باعت نفسها رخيصة مقابل عرض زائل وصفقة مهينة... وسوف تكشف الأيام سوء أغراضهم وخسة أعمالهم وليراجع هؤلاء كيف كانت نهاية كل ظالم. فأين عبد الناصر؟ وأين صلاح سالم وعبد الحكيم عامر؟ وكيف مات جمال سالم وعبد العال سلومة وشمس بدران وغيرهم؟!

 

هل اتعظ هؤلاء؟ وهل يأخذون من التاريخ عبرةً؟ فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. عين الله ترعاكم وترعى أبناءكم. فهم بفضل الله جادون في دراستهم موفقون في حياتهم، قلوبهم موصولة بالله، حياتهم تسير بخير وعلى خير، وها هم قد تزوَّج منهم مَن تزوَّج ليمتد بهم تاريخ دعوتكم وجماعتكم.

 

وثقوا في نصر الله؛ فإنَّ الله لا يضيع أجر المحسنين، ولا يصلح عمل المفسدين.

-----------

* عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين