- الجامعة العربية تنفي أن زيارة الخطيب وأبو الغيط للكيان تمثلها

- مسئولون بريطانيون يكشفون عن اتصالاتهم بحركة حماس

 

تقرير: حسين التلاوي

تابعت صحف العالم الصادرة اليوم الخميس 26/7/2007م، التحركات الدبلوماسية في الشرق الأوسط والتي كان آخرها زيارة وزيري الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، والأردني عبد الإله الخطيب إلى الكيان، بالإضافة إلى تصريحات رئيس حكومة الوحدة الفلسطينية إسماعيل هنية حول الاتصالات بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وبريطانيا.

 

فيما يتعلق بتصريحات هنية حول الاتصالات بين حماس وبريطانيا، ذكر تقرير في الـ(جارديان) أن هنية أكد أن الاتصالات بين حماس وبريطانيا قد تزايدت في الفترة الأخيرة بعدما عمل الطرفان معًا على إنهاء أزمة اختطاف الصحفي البريطاني آلان جونستون في غزة، وأضاف هنية قائلاً إنه لا يمكن أن ينكر وجود اتصالاتٍ بين الحركة والمسئولين البريطانيين على مستويات عليا، لكنه قال إنه ليس طرفًا في تلك الاتصالات.

 

 الصورة غير متاحة

إسماعيل هنية

وأوضح هنية- وفق التقرير الذي أعده كونال أوركهارت في غزة- أن الهدف الرئيسي من تلك الاتصالات هو تطوير مستوى الديمقراطية والحكم الرشيد في الأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى أن تلك الاتصالات جزءٌ من سلسلة اتصالات مشابهة تجري بين حركة حماس والعديد من الحكومات الأخرى حول العالم.

 

ونقلت الجريدة نفي المسئولين البريطانيين لوجود تلك الاتصالات السياسية إلا أنهم أقروا بوجود اتصالات على المستوى الإنساني إلى جانب وجود تعاملات بين بعض منظمات المجتمع المدني البريطاني مثل منظمتي منتدى الصراعات والتفكير في المستقبل وحركة حماس، وأضاف التقرير أن منظمة التفكير في المستقبل تهدف إلى بحث آفاق التسوية مع الأطراف السياسية التي تعاني من العزل في كلٍّ من الأراضي الفلسطينية والكيان الصهيوني.

 

وذكرت الجريدة أن هناك العديدَ من الاتصالات التي تمت بين مسئولين من حماس والسلطات البريطانية في السابق، ومن بينها زيارة كلٍّ من غازي حمد المتحدث باسم هنية وأحمد يوسف المستشار السياسي لهنية إلى الأراضي البريطانية إلى جانب الاتصالات التي جرت بين الجانبين من أجل إنهاء قضية احتجاز آلان جونستون مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) والذي اختطف لمدة 4 أشهرٍ في القطاع، وأضاف التقرير أنه لما انتهت الأزمة وجَّه وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الشكر إلى حركة حماس.

 

وأعطت الجريدة صورةً عن واقع تعامل بريطانيا مع حماس فقالت إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يصنفان حماس على أنها "حركة إرهابية"؛ لأنها لا تعترف بالكيان الصهيوني ويمارسان إستراتيجية المقاطعة السياسية تجاهها حتى تعترف به.

 

لكن التقرير نقل عن هنية تأكيده أن الحركة لن تغير من موقفها الرافض للاعتراف بالكيان، موضحًا أن اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية به قبل 15 عامًا لم يؤد إلى أية نتيجة إيجابية للفلسطينيين بل على العكس أدى إلى نتائج سلبية تتمثل حاليًا في توسع المغتصبات وبناء الجدار الصهيوني العنصري في الضفة الغربية، وأضاف أن المشكلة ليست في الاعتراف ولكنها في شيء آخر لم يوضحه وإن كان هذا الأمر واضح وهو عقلية الاحتلال الصهيونية.

 

كما أكد هنية تصميم حماس على إحلال الأمن والاستقرار وتطبيق القانون في قطاع غزة، وعلى الرغم من أنه أقر بأن خاطفي جونستون لا يزالون خارج السجون إلا أنه قال إنهم يخضعون لنظام مراقبة قوي لا يمكنه التصريح بتفاصيله.

 

تحركات دبلوماسية

الـ(واشنطن بوست) تناولت التحركات الدبلوماسية التي يشهدها الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة وركزت في التقرير- الذي أعده صمويل سوكول- حول المباحثات التي أجراها أحمد أبو الغيط وعبد الإله الخطيب في الكيان الصهيوني على 3 نقاط الأولى أن المباحثات كانت نيابةً عن جامعة الدول العربية مما جعل الكثيرين يعتبرونها "زيارةً تاريخيةً" لأنها تمثل أول تحرك من الجامعة العربية باتجاه الكيان الصهيوني ولم تشر الجريدة إلى نفي الجامعة العربية لكون أبو الغيط والخطيب يمثلانها.

 

والثانية هي أن الزيارة لم تسفر عن أية نتيجة؛ حيث قال التقرير إن الزيارة لم تؤد إلى أي من النتائج المرجوة ولم تحقق "اختراقًا كبيرًا" في الجمود الراهن في عملية التسوية الشرق أوسطية.

 

 الصورة غير متاحة

عباس وبلير

أما النقطة الثالثة فهي أن الزيارة تأتي ضمن حراكٍ دبلوماسي عالي المستوى في المنطقة؛ حيث جاءت بعد أيام قليلة من انتهاء جولة توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية إلى الأراضي الفلسطينية والكيان الصهيوني، لكن التقرير نقل عن الفلسطينيين قولهم إنهم لا يتوقعون الكثير من هذه التحركات لاستمرار الأزمة الرئيسية في الأراضي الفلسطينية وهي غياب الحوار بين حركتي حماس وفتح، ولم تذكر الجريدة الدعوات المختلفة التي وجهتها حماس إلى فتح للدخول في حوار بما ينهي الأزمة الفلسطينية الراهنة ويخلي أذهان الفلسطينيين للهدف الرئيسي وهو استعادة حقوقهم المشروعة.

 

(لوموند) الفرنسية قالت أيضًا في تقرير لها إن الزيارة كانت عبارةً عن بعثة من جامعة الدول العربية للكيان، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى نفي كل من مصر والأردن لذلك، وذكرت الجريدة أن الزيارة لم تسفر عن الشيء الكثير فلم تناقش إلا فكرة إقامة الدولة الفلسطينية وفق المبادرة العربية للتسوية دون مناقشة أي من القضايا الحساسة المعروفة باسم "قضايا الوضع النهائي"، وفي مقدمتها حدود الدولة الفلسطينية فضلاً عن الكيفية التي ستكون عليها تلك الدولة المفترض تأسيسها وفق المبادرة، بالإضافة إلى عدم مناقشة الوزيرين العربيين لوضع مدينة القدس المحتلة مع المسئولين الصهاينة!!

 

مراوغة صهيونية

أما الصحف الصهيونية فقد ركزت على الردود التي قدمها المسئولون والساسة الصهاينة خلال الزيارة فقالت الـ(يديعوت أحرونوت) إن وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني أكدت ضرورة التفاوض، مشيرةً إلى أن المبادرة العربية لا يمكن أن تكون بديلاً عن التفاوض مع الفلسطينيين فيما يعتبر مؤشرًا على أن الصهاينة لا يأخذون المبادرة العربية على محمل الجد وإنما هي مجرد بوابة للتفاوض وبالتالي فإن بنودها قابلة للتعديل.

 

 الصورة غير متاحة

بنيامين نتنياهو

كذلك أشارت الجريدة إلى أن بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود أكد لأبو الغيط والخطيب أنه يرفض المبادرة العربية فيما أعرب شيمون بيريز رئيس الكيان عن اعتقاده بأن "الرياح التي تهب في الشرق الأوسط هي رياح السلام"، وهو تعبير مطاط لا يعني الموافقة على المبادرة ولا حتى يعني رفضها!!

 

وتعني تلك الردود أن الصهاينة يرفضون المبادرة العربية للتسوية ولكن بعضًا منهم لا يريد الإعلان عن ذلك في محاولة لاستغلال المبادرة كوسيلة لإجراء المزيد من اللقاءات مع المسئولين العرب وهو ما يعتبر مكسبًا للصهاينة بكل المقاييس.

 

تسليح عباس

ولا زلنا مع الصحف الصهيونية وفي نفس الملف الفلسطيني ولكن في سياقٍ آخر، فقد أشارت الـ(هاآرتس) إلى أن السلطات الصهيونية سمحت بنقل ألف بندقية من طراز "إم 16" إلى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية عن طريق الأردن في كمية هي الأكبر من نوعها منذ سنوات.

 

وأشارت الجريدة إلى أن الشحنة وصلت إلى الضفة قبل 3 أسابيع وأنها تأتي في إطار محاولات الصهاينة تدعيم فتح في مواجهة حركة حماس بعدما سيطرت حماس على قطاع غزة الشهر الماضي، موضحةً أن هناك كمياتٍ أخرى من السلاح قد وصلت إلى القطاع والضفة مطلع هذا العام إلى أيدي عناصر فتح من جانب الصهاينة، إلا أن التقرير أوضح أن أنباء هذه الشحنة ظلت في طي الكتمان لمدة طويلة حتى لا يؤدي أي تسريب إلى الإضرار بصورة رئيس السلطة محمود عباس.

 

وذكر التقرير أيضًا أن الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية اتفقا على إعادة التنسيق فيما بينهما في شئون الإدارة المدنية، وأشار التقرير إلى أن أولى معالم التنسيق بين الجانبين كان إقامة "حفل" على شرف أسرى حركة فتح الذين تم الإفراج عنهم بمقتضى اتفاق بين أولمرت وعباس بامتناع الأسرى المفرج عنهم عن القيام بعملياتٍ للمقاومة.