قصفت طائرات حربية للعدو الصهيوني، اليوم الاثنين، موقعاً عسكرياً في ريف درعا الشمالي يحوي العديد من الدبابات، كانت قد هجرته قوات الجيش السوري عقب سقوط نظام المخلوع بشار الأسد.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن القصف استهدف الرحبة التابعة للفوج 89 في محيط مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، مشيرة إلى عدم سقوط ضحايا بسبب خلو الموقع من الحركة، أو العناصر منذ 8 ديسمبر الماضي. وأوضحت المصادر إلى أن القصف استهدف عدداً من الدبابات ولم تحدد نوعها أو عددها.
وكانت طائرات الاحتلال الصهيوني قد قصفت قبل أيام مواقع عسكرية في مدينتي درعا وإزرع، سقط على إثرها عدد من المدنيين بين شهيد وجريح، إضافة إلى وقوع خسائر مادية كبيرة، وذلك ليلة الاحتفال بذكرى انطلاق الثورة السورية.
وبشأن التوغلات الصهيونية، قال الناشط محمد البكر لـ"العربي الجديد"، إن سيارات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال دخلت عبر وادي الرقاد من جهة قرية جملة بمنطقة حوض اليرموك، وانتشرت على الطريق الرابط بين قرية جملة وقرية صيصون، ومفرق وادي الرقاد في جملة. وأشار البكر إلى أن دوريات الاحتلال في النقاط المذكورة تقوم بتوقيف المارة واستجوابهم.
وكانت قوات تابعة للاحتلال قامت في 28 فبراير الماضي بالتوغل إلى المناطق المذكورة من الطريق ذاته ونصبت حاجزاً مؤقتاً لإيقاف المارة واستجوابهم.
إلى ذلك؛ أعرب عمر الحفري من ريف درعا عن مخاوف الأهالي من تصاعد وتيرة الغارات الصهيونية المتكررة. وقال لـ"العربي الجديد"، إن القصف يستهدف مواقع عسكرية مهجورة، لكن الذعر يسيطر على الأهالي، خاصة مع سماع أصوات الانفجارات. وأعرب عن خشيته "في أن تتحول مناطقنا إلى ساحة مواجهة مفتوحة"، مضيفاً أن "التوغل الصهيوني الأخير في وادي الرقاد عرّض أبناءنا للمضايقات على الحواجز".
وأفاد سامي العبدالله مواطن من ريف دمشق الجنوبي لـ"العربي الجديد"، بسماع صوت انفجار بالقرب من مطار بلي العسكري بريف دمشق الجنوبي، بالتزامن مع تحليق للطيران الصهيوني. وهو ما أكدته أيضاً شبكة درعا 24 العاملة في محافظة درعا.
ويعزو العبدالله التوغلات الصهيونية في المنطقة إلى "غياب سلطة مركزية قادرة على فرض الأمن، ما يجعل المنطقة فريسة سهلة للاحتلال، الذي يسعى لتحويلها إلى منطقة عازلة تُضعف أي تهديد محتمل لكيانه. ويُضيف "إسرائيل لا تخشى رد السلطات، بل تستفيد من صمتها وانشغالها بالصراعات الداخلية".
وفي سياق متصل، أكدت الخارجية الفرنسية اليوم الاثنين، أن "أي انتشار عسكري في المنطقة الفاصلة بين إسرائيل وسورية يشكل انتهاكاً لاتفاق فض الاشتباك 1974"، داعية إلى "احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها تطبيقاً لمضمون ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي".
ومنذ هروب المخلوع بشار الأسد وسقوط النظام السوري، كثّف العدو الصهيوني توغلاته في محافظة القنيطرة، ذات الموقع الاستراتيجي المتاخم لهضبة الجولان المحتلة، مستغلا الوضع الأمني المتردي في سورية وانسحاب عناصر الجيش السوري السابق من المنطقة الحدودية، حيث أقام جيش الاحتلال سبع نقاط عسكرية بمواقع استراتيجية في المحافظة ونصب حواجز مؤقتة وفرض قيوداً على حركة المدنيين.