خفقات قلب فى ظلال الشعار الخالد: (الله غايتنا)

ها أنا ذا أعود إلى كنفك فلا بديل لي عنك وعساك تقبل من شابت ناصيته، وهو يخاف مقامك.

أعود إليك لأحتمي من ذل الشهوة، ووطأة الشبهة، ودواعي الغواية.

كم هو مغبون من أراد عزا في غير طاعتك.

كم هو مفتون من طلب الهدى في غير كتابك.

كم هو مأفون من أعرض عن ذكرك واتبع هواه، وكان أمره فرطا.

انقضت الشهوات وما خلفت إلا الحرمان، وصالت الشبهات وما بلت صدى الحيران، وهل يقر القلب المحجوب عن رب لطيف منان؟

ضاقت بي السبل ولا سبيل لي إلا سبيلك، وانقطعت بي الحيل ولا حول لي ولا قوة إلا بك، بك أصول، وبك أجول، وبك أسير ، وبك أحيا، وبك أموت، وإليك النشور.

أطمعني كرمك الذي لايضيق عن مثلي، أغراني عفوك الذي سبق عقوبتك، أرجو رحمتك التي وسعت كل شيء.

لا أجد خالقاً غيرك لأعبده، لا أجد رازقاً سواك لأشكره، لا أجد نداً لك فأدعوه.

لغيرك لا تشد الرحال، كم في سبيلك أزهقت أرواح وأنفقت أموال، ولك الفضل والمن فأنت خالق النفوس وواهب الأموال.

لا شيء يعدل القرب منك، ما ذاق طعم الحياة من لم يذق طعم السجود، ما أدرك معنى الوجود من غفل عن التدبير الخفي والمشهود، ما أسعد الذين آمنوا وما أشقى الغارقين في ظلمات الجحود.

قلوب المؤمنين بمحبتك في شغل، لا يضطرب قلب في لقائك أمله ورجاؤه، ولا يجزع قلب منك خوفه وفي ذكرك هناؤه، ولا يغفل عنك من كان في الغفلة شقاؤه.

أنت الذي تنصر من نصرك، النصر من عندك لا من عند غيرك، أنت الذي تنصر رسلك والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، القيام لك لا هزيمة معه، وكيف يعد مهزوماً من كان قتله شهادة، وسجنه خلوة، وأمره كله له خير.

كيف يزعم محبتك من لا يذكرك؟

كيف يستقيم إيمان من يرى المنكر فلا ينكره؟

كيف يطمع في معيتك من لم يبلغ رسالتك؟

كيف يطيب عيش من شغل عن محبتك بمحبة ما سواك؟

حسن الظن بك هو بضاعتي، طاعتك في السر والعلن هي حرفتي، اليقين بآياتك يملأ قلبي، التوكل عليك سر قوتي، والجهاد فيك هو طريقتي.

أنت الذي تفضلت عليّ بالإيجاد، ولولاك كنت نسيا منسياً.

أنت الذي هديتني للإسلام، ولولاك لصرت كافراً وشقياً.

أنت الذي علمتني، ولولاك لبقيت على الجهالة الأصلية.

لن أطيع في معصيتك الظالمين، لن أخاف فيك لوم اللائمين، لن أذل يوما للمتكبرين.

لن أحيد عن الإسلام أبداً ماحييت.

لن أقبل حكما غير حكمك، لن أرضى بغير شرعك.

لن أساوم على القرآن الذي جعلته نوراً وهدى للناس.

لن أخون الإسلام أفضل شريعة لبني الإنسان.

ما أشقى الناس إذا لم يؤمنوا بك رباً ومالكاً.

ما أجهل الذين يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا ولايؤمنون بك خالقاً ورازقاً.

ما أحلمك على خلق يأكلون من رزقك ويعيشون في ملكك ويكذبون رسلك.

سوف أدعو إليك بالحكمة والموعظة الحسنة، لن نقهر أحداً على اعتقاد ما لايريد، فلا إكراه في الدين.

سوف ندعو الناس إلى الخير الذي نحمله.

سوف ندعوهم إلى كرامة الدنيا وسعادة الآخرة.

سوف نعلم الجاهل، سوف نرشد الضال.

سوف نجمع عليك قلوباً قد فرقتها المصالح، ومزقتها الأهواء؛ حتى لا يستعلي صاحب البشرة البيضاء على البشرة السوداء بعد أن أظلهم عدل الإسلام فهم بمعيار الحقوق والواجبات سواء.

سوف أنشر العدل الذي أمرت به، سوف ألتزم الإحسان عساني أرتقي به.

سوف أبشر بكلمتك في مجامع الناس وفي محافلهم.

سوف نفتح أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً.

مساكين هؤلاء الذين يهاجمون الإسلام، شرعة الله، ذلك بأنهم قوم لايعلمون.

أبعد عدل الله عدل يقال، وهل جاء الإسلام إلا لإشاعة العدل، ومحاربة الظلم، ومنع استعباد الإنسان لأخيه الإنسان، «الناس لآدم وآدم من تراب».

والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل