تسنيم عبد الرحمن النمر

عندما كنت صغيرًا كنت أتمنى لو كنت الطفل الوحيد لأبوي يدللانني ولا يهتمان إلا بي، ويجلبان لي ما أشاء من الألعاب والأطعمة. كان خيالي جامحًا ومبالغًا فيه بعض الشيء، فالحقيقة أنني نشأت مع ستة إخوة ووالدي كانا رائعين معنا للغاية. وأنا الآن ممتن لوجود إخوتي وللحياة التي منحها إياي أبي، حيث كان كل هذا سببًا لتعلمي تحمل المسئولية والإيثار والاجتهاد في العمل وغيرها من المهارات والعادات الحسنة. فأن تكون الطفل الوحيد قد يغدو حلم البعض، ولكنه ليس أمرًا سهلًا أبدًا وعلى الآباء الذي يربون طفلًا واحدًا أن ينتبهوا لسبعة أمور مهمة أثناء التعامل مع طفلهم الوحيد:

1- لا تفسد طفلك بالتدليل الزائد:

فالعطاء حينها يكون سهلًا على الأبوين حيث لا يوجد أطفال آخرون يطالبون بألعاب وملابس وحلوى، وهنا يقع الكثير من الآباء في شَرَك تدليل الطفل الوحيد بحجة عدم وجود طفل آخر ينازعه في هذا الحق . ولكي تمسك العصا من المنتصف، حدد عدد اللعب التي ستشتريها له في مدة زمنية معينة (خلال شهر مثلًا) وعيِّن له مصروفًا ثابتًا، وأي شيء إضافي يطلبه اجعله يبذل مجهودًا ليحصل عليه، مثل أن تطلب منه المشاركة في بعض أعمال المنزل في مقابل الحصول على لعبة جديدة إضافية.

2- لا تعامله كشخص بالغ:

فالكثير من الأطفال الوحيدين يبدأون في التصرف كبالغين في سن الثامنة أو التاسعة تأثرًا بوالديهم ولعدم وجود قرين لهم في المنزل، ولكن هذا ينافي طبيعته كطفل. فلا تتماشى مع هذا السلوك ولا تنسى أنه ما يزال طفلًا وعامله من هذا المنطلق.

3- اجعله يختلط مع أقرانه:

فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الوحيدين يجدون صعوبة في حل المشاكل التي تقابلهم مع أقرانهم، لعدم وجود إخوة لهم يتعلمون منهم كيفية التعامل مع من هم في سنهم. فعليك أن تحرص على أن تجعل طفلك يختلط بقرنائه واحرص كذلك على إعطائه فرصة لحل مشاكله معهم بنفسه. ونتحدث هنا عن المشاكل العادية البسيطة المتعارف عليها بين الأطفال في ذلك السن. فغالبًا ما يود الوالدان التدخل لحماية طفلهما من أي أذى أو سوء تفاهم بسيط لئلا يتأذى طفلهما نفسيًا أو عاطفيًا، ولكن تكون النتيجة أن يضره هذا على المدى البعيد حين لا يجد من يسانده وقت الخلاف في المدرسة أو في مكان العمل.

4- فلتكن توقعاتك منطقية:

فعادة ما يتطلع الآباء للكثير من أبنائهم الوحيدين، وينسون أن لأطفالهم أحلامهم وطموحاتهم الخاصة . وعادة ما لا توجد هذه المشكلة مع الآباء الذين يملكون أكثر من طفل، فيرون أن كل واحد من أطفالهم فيه ما يميزه وسيحقق بشكل ما بعضًا من طموحاتهم أو أحلامهم؛ لذا فمن غير العدل أن يتطلع والد الطفل الواحد لتحقيق جميع طموحاته وآماله في شخص ذلك الطفل الذي يملك آماله وطموحاته ومواهبه وقدراته الخاصة.

5- أسند إليه عملًا ليتحمل المسئولية:

فمن السهل ترتيب وتنظيف المنزل بوجود طفل واحد، أما من يمتلك أكثر من طفل فتجده عادة ما يُشرك الأطفال في أعمال المنزل فيصيرون أكثر تحملًا للمسئولية وأقل إحداثًا للفوضى. ولكن من المهم للطفل الوحيد كذلك أن يتحمل المسئولية ومهارات الحياة المختلفة من تنظيف وغسيل وطبخ لاحتياجه لها لاحقًا وحتى ينشأ معتمدًا على نفسه ومتحملًا للمسئولية.

6- لا تكن أنت وسيلة الترفيه والترويح عن النفس الوحيدة له:

فمن الجميل أن تخصص وقتًا لتقضيه مع ولدك أو ابنتك الوحيدة، ولكن لا تصحبه على مدار الأربع والعشرين ساعة، بل ليكن هناك وقت مخصص له ولدروسه وتنمية مهاراته واللعب مع أقرانه.

7- فلتكن لطفلك أنشطة يمارسها مع أصحابه:

مثل قراءة القصص واللعب بالألعاب المختلفة أو حتى الاختلاط بأقرانه في الأماكن العامة كالحدائق. كذلك فإن ذهاب الطفل للحضانة وإن لم يكن بشكل دوري واختلاطه بالأطفال يسهم بشكل كبير في نمو شخصيته وتنمية تفكيره.

وأخيرًا، فالتربية بشكل عام مهمة شاق وتحتاج من الوالدين بذل مجهود كبير لجني الثمرة. وتربية طفل واحد وإن بدت هينة للبعض فهي قطعًا لها ما لها، وعليها ما عليها ولا تخلو قطعًا من تحدياتها.

المصدر: بصائر