سيظل الرئيس الشهيد محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً، أيقونة الثورة ورمز الصمود، وسيظل اسمه وتاريخه محفوراً في ذاكرة ووعي الشعب المصري، وستظل مواقفه التاريخية وكلماته عنواناً لوطنيته الناصعة، التي دفع حياته ثمناً لها، وثمناً لاستكمال ثورة يناير، التي نصح جماهير الأمة - في آخر خطاب مذاع له - بألا تُسرق منهم، قبل أن يختطفه العسكر ويخفوه، ويسمموا غذاءه، ويقتلوه غدرا.
وإن حملات التشويه الممنهجة والمتواصلة لسمعته وتاريخه ومواقفه عبر أدوات الانقلاب العسكري ومنظومته الإعلامية السوداء لم - ولن - تفلح في هز صورته في وجدان وضمير الشعب المصري وشعوب الأمة والعالم الحر، رغم مرور ثلاث سنوات على استشهاده .
ففي مثل هذا اليوم من عام 2019م، سقط  فارس الحرية، مغشياً عليه في ساحة محكمة الظلم والبهتان، بعد أن وقف بكل شموخ وصلابة في وجه الطغاة، مدافعاً عن كرامة الشعب المصري وحقه في العيش الكريم، غير مفرط في أرض البلاد أو ثرواتها ومائها ومقدراتها.
وجماعة "الإخوان المسلمون"، ومعها أحرار الشعب المصري العظيم وأحرار العالم أجمع، إذ تتذكر مناقب الرئيس محمد مرسي في ذكرى  استشهاده، يعتصرها – وكل حر - الألم لما وصل إليه حال بلادنا على يد الانقلابيين الذين جرّوا مصر إلى قاعٍ سحيق، فأضافوا إلى ستة عقود من الاستبداد والفساد عقداً جديداً مظلماً ذاق فيه المصريون – ومازالوا - مرارات الظلم والفقر والقهر وغياب استقلال القرار الوطني .
واليوم نؤكد ما أكده الرئيس الشهيد من أن استكمال ثورة يناير، التي يحاولون دفن ذكراها بكل الطرق،  لن يتحقق إلا بمواصلة طريق الكفاح ودفع ثمن باهظ في سبيل الحرية، برفض النزول على رأي الفسدة، وهو ما يقوم به كل أحرار الشعب المصري، وفي القلب منهم جماعة "الإخوان المسلمون "-  قولاً وفعلاً- منذ يناير 2011 م وحتى اليوم.
إننا نؤمن بأن حرية المصريين جميعا رهنٌ بوقوفهم صفاً واحداً في وجه الاستبداد والفساد وإهدار ثروات مصر ومقدراتها، كما نوقن بأن مواصلة هذا الطريق بثبات وجسارة، وبلا تردد، هو الوسيلة الأكيدة لنجاح الثورة واستعادة الوطن إلى أيدي أبنائه، وانتزاع الحقوق المسلوبة، والانطلاق نحو مستقبل مشرق لمصر وشعبها العظيم بإذن الله  .
لقد رحل الرئيس محمد مرسي شامخا مرفوع الرأس دون أن يغير أو يبدل أو تلن له قناة، وستظل مواقفه وتضحياته خالدة في التاريخ، وسيظل رمزاً ملهماً لأبناء الأمة ولكل الأحرار.
رحم الله الرئيس الشهيد، وكل شهداء الحرية، وأعاد لمصرنا مجدها وعزها وأمنها وأمانها  .
"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " ( آل عمران - 169)
والله أكبر ولله الحمد
جماعة " الإخوان المسلمون "
 18 ذو القعدة 1443ه‍، الموافق 17 يونيو 2022م

 

#الرئيس_الشهيد #محمد_مرسي

#كانو_رجالا