ثلاثة وسبعون عاماً مرت على استشهاده في سبيل الله، ومازالت دماؤه الزكية تروي شجرة الحرية ومازالت دعوته الإسلامية الوسطية الشاملة تنطلق في أنحاء الأرض . فقد ظن أعداء دعوة الإخوان المسلمين، في داخل مصر وخارجها، أن اغتيال الإمام حسن البنا، في مثل هذا اليوم قبل 73 عاما، سوف ينهي وجودها إلى الأبد، ولم يُمكّنهم تقديرهم الخاطئ وفكرهم القاصر من إدراك أن قدر الله غالب ( ... وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ... ) [ سورة الرعد: 17]؛ وأن دم الإمام الشهيد ودماء من لحقه من أتباعه على طريق الشهادة، روت شجرة هذه الدعوة المباركة؛ فاشتد عودها وأورقت وأثمرت وامتدت ظلالها إلى أكثر من 80 دولة حول العالم، وبات أتباعها بالملايين.
لقد اغتالوا البنا وهللت لجريمتهم الدوائر الصهيونية والغربية وكل أعداء الإسلام، واغتالوا - ومازالوا –على امتداد أكثر من سبعين عاما المئات من قادة وشباب وشيوخ الجماعة، وما زالوا يزجون بالآلاف في زنازين الاعتقال والتعذيب، ويبذلون كل ما في وسعهم من مخططات وجهد ومال؛ للقضاء على هذه الدعوة الإسلامية الوسطية النقية، متناسين أنها عاشت مع البنا 21 عاماً و صمدت من بعده 73 عاماً وصار عمرها اليوم 94 عاماً، وباتت - بحول الله وقوته - عصية على الاستئصال رغم كل الصعاب والمحن، لأن "أصلها ثابت وفرعها في السماء".
واليوم ... نجدد العهد مع الله ثم مع الإمام الشهيد على مواصلة المسيرة ما دام فينا عرق ينبض، انطلاقاً من ثوابتنا ووفاءً لبيعتنا .
حفظ الله دعوتنا ورحم الله إمامنا الشهيد و شهداءنا الأبرار وكل شهداء الحق والحرية وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
والله أكبر ولله الحمد
جماعة " الإخوان المسلمون "
السبت ١١رجب ١٤٤٣هـ؛ الموافق ١٢ فبراير ٢٠٢٢ م.