أعلن ممثلون عن المنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني بتونس، الإثنين، تنظيم إضراب عام في ولاية صفاقس جنوبي البلاد في 10 ديسمبر المقبل، احتجاجا على أزمة النفايات المستمرة منذ أكثر من شهرين.

أفاد الناطق الرسمي باسم الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس سليم المراكشي، في تصريحات إذاعية، أن المنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني بصفاقس قررت تنفيذ يوم غضب بالجهة، ينتظم خلاله إضراب جهوي عام، وذلك احتجاجا على تفاقم الوضع البيئي بالولاية.

وأضاف: "سيتم خلال يوم الغضب غلق كافة منافذ المدينة وإيقاف جميع الأنشطة بها ما عدا الأنشطة الحيوية"، وفق تصريحاته.

وأوضح المسئول بمنظمة الأعراف أن هذا القرار جاء على خلفية مواصلة السلط المركزية تجاهل جهة صفاقس باعتبار الملف البيئي لها ليس من أولويات الحكومة، حسب تقديره، مؤكدا أن "الوضع بالجهة كارثي بيئيا وصحيا ووبائيا، بسبب تراكم الفضلات منذ أكثر من 60 يوما".

وتعاني ولاية صفاقس من تردي الأوضاع البيئية في المدينة نتيجة تكدس النفايات إثر الغلق المفاجئ للمصب المراقب بمنطقة القنة من معتمدية عقارب بولاية صفاقس، بقرار قضائي.

وتسبب إغلاق مكب النفايات في بلدة عقارب، التابعة لولاية صفاقس ثاني أكبر المدن التونسية، في تراكم آلاف الأطنان من النفايات المنزلية منذ نحو شهر في الشوارع والأسواق وحتى أمام مستشفيات المحافظة.

وأثار تراكم النفايات المنزلية في الشوارع غضبا واسعا في صفاقس. وتظاهر الآلاف في صفاقس خلال الشهر الحالي قائلين إن السلطات تتعمد قتلهم وانتهاك حقهم في الحياة.

وفي عقارب، قتل أحد المتظاهرين جراء الاستعمال المكثف للغاز المسيل للدموع من قبل قوات الشرطة، قبل أن تنسحب لاحقا ويحل مكانها الجيش لتأمين المؤسسات والمنشآت الحكومية.

وتم إغلاق مكب عقارب الذي يقع على بعد 20 كيلومترا من صفاقس هذا العام بعد شكوى سكان البلدة الذين قالوا إن الأمراض انتشرت وإنهم يعانون من كارثة بيئية بسبب المكب الذي بلغ طاقته القصوى.

وعقب إعلان الإضراب، استقبل الرئيس قيس سعيّد وزيرة البيئة، ليلى الشيخاوي، بالقصر الرئاسي بقرطاج.

وتم التطرّق، خلال هذا اللقاء، إلى الوضع البيئي في تونس والجهود المبذولة لمعالجة الإشكاليات القائمة من أجل تحقيق بيئة سليمة لجميع المواطنين، حسب بلاغ لرئاسة الجمهورية.

وسبق أن تعهد سعيّد بحل أزمة النفايات "خلال 3 أيام فقط"، في أعقاب احتجاجات عقارب.