أعرب أعضاء المجتمع المسلم في بريطانيا عن صدمتهم وحزنهم لمقتل نائبهم في البرلمان ديفيد أميس.
وقال الشيخ محمود الحسن، إمام مسجد "ترست" في إسكس، إن أميس كان "صديقنا، وكان شخصا مقربا للغاية منا"، مضيفا أن الإسلام دين سلام وإذا تأكدت الصلة التي أعلنتها الشرطة "فسنشعر بالصدمة والخجل كمسلمين"، وفق وكالة أسوشييتد برس.
ووصف روح شمس الدين، الأمين المساعد للمسجد الجامع في إسكس، أميس بأنه كان صديقا جيدا للمجتمع ولوالده، مضيفا أن القاتل "ليس بشرا".
وأثنى افتخار الحق، وهو إمام مسجد "البعثة الإسلامية في المملكة المتحدة" في ساوث إند، على أميس أيضا، وكذلك مشاركة الأخير طويلة الأمد في الحياة اليومية للمجتمع، لا سيما "أخلاقه (أميس) وشخصيته ودعمه، كان منفتحا للغاية على الجميع".
وتعرض البرلماني البريطاني المخضرم للطعن حتى الموت في ما وصفته الشرطة بأنه هجوم إرهابي، وقالت إن تحقيقها المبكر "كشف عن دافع محتمل مرتبط بالتطرف".
وألقت الشرطة القبض على شاب بريطاني ذي أصول صومالية يبلغ من العمر 25 عاما على خلفية الهجوم.
وذكرت تقارير إعلامية بريطانية، السبت، أن المهاجم كان قد أحيل في الماضي إلى برنامج وطني مخصص للأفراد الذين يُعتقد أنهم معرضون لخطر الجنوح نحو التطرف.
وقالت الشرطة البريطانية في وقت متأخر، السبت، إن أمام المحققين مهلة حتى الجمعة 22 أكتوبر لاستجواب المشتبه به المعتقل بموجب قانون الإرهاب الذي سمح لهم بتمديد اعتقاله.
وأشارت الشرطة إلى أنها تحقق في "دافع محتمل مرتبط بالتطرف الإسلامي".
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إنها تلقت تأكيدا من مسئولين بأن الرجل يدعى علي حربي علي. وأشارت إلى أن علي، المواطن البريطاني من أصل صومالي، أحيل قبل بضع سنوات إلى برنامج "بْريفِنْت" الخاص بالأفراد الذين يُعتقد أنهم معرضون لخطر التطرف.
وقالت "بي بي سي" إنه يُعتقَد بأن علي لم يُمض وقتا طويلا في هذا البرنامج التطوعي، ولم يشكل أبدا بشكل رسمي "موضع اهتمام" بالنسبة إلى وكالة الأمن الداخلي "إم آي 5".
وذكرت صحيفة "صندي تايمز" أن الشرطة وأجهزة الأمن تعتقد أن المهاجم تصرف بمفرده وجنح نحو "التطرف بشكل ذاتي"، وأنه ربما استلهم العملية من حركة الشباب الصومالية المرتبطة بالقاعدة.
وأكد والد علي، حربي علي كلان، المستشار السابق لرئيس الوزراء الصومالي، لصحيفة "صندي تايمز" أن نجله محتجز، وقال: "أشعر بصدمة شديدة".
وقالت الشرطة إنها أجرت عمليات تفتيش في ثلاثة عناوين في منطقة لندن.
وذكرت صحيفة "ذا صن" أن المهاجم طعن النائب أميس مرات عدة أمام ناظري امرأتين، قبل أن يجلس وينتظر وصول الشرطة.
وكانت الحكومة البريطانية أمرت بمراجعة تدابير حماية البرلمانيين بعد هذه الواقعة.
واعتُقل الرجل البالغ 25 عاما، الجمعة، في الكنيسة الميثودية، حيث كان النائب البالغ 69 عاما والأب لخمسة أطفال قد استقبل ناخبيه في لي-أون-سي على بعد حوالي ستين كيلومترا شرقي لندن.
وأحدث مصرع أميس النائب والذي أشاد به برلمانيون من جميع التيارات، صدمة في البلاد.
وتعبيرا عن الوحدة، وضع رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون وزعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر إكليلين من الزهر معا في موقع المأساة صباح السبت.
ووضع سكان المنطقة كذلك بمن فيهم أبناء الجالية المسلمة باقات من الزهر قرب موقع الجريمة.