يحيي الأذربيجانيون، الأربعاء، الذكرى السنوية الـ 103 لتحرير عاصمة بلادهم، باكو، من العصابات البلشفية والأرمنية، على يد جيش القوقاز الإسلامي، والتي تصادف الـ15 من سبتمبر.

ويستذكر سكان أذربيجان، أفراد وعناصر جيش القوقاز الإسلامي، بالرحمة والاحترام والامتنان، حيث هبّوا لنجدتهم قادمين من مختلف مناطق الأناضول (تركيا حالياً)، بقيادة القائد العثماني نوري باشا كيلّيجيل.

وتعود بدايات تأسيس جيش القوقاز الإسلامي، إلى ما بعد إعلان أذربيجان استقلالها يوم 28 مايو 1918، حين وقعت أولى اتفاقياتها مع الدولة العثمانية.

الاتفاقية التي أبرمت بين الجانبين يوم الرابع من يونيو 1918، في مدينة باتومي بجورجيا، نصت على تأسيس علاقات الصداقة بين الدولة العثمانية وأذربيجان في المجالات السياسية، والقانونية، والتجارية والعسكرية.

لاحقاً وبموجب المادة الرابعة من الاتفاقية المذكورة، طلبت أذربيجان المساعدة من العثمانيين، ضد الاحتلال الأرمني والبلشفي، لتردّ عليه الحكومة العثمانية بالإيجاب.

على إثر ذلك، كلّف وزير الحربية العثماني، أنور باشا، شقيقه نوري باشا بتأسيس جيش مَهمته تقديم المساعدة لأذربيجان.

بدوره، قام نوري باشا بتأسيس جيش القوقاز الإسلامي، والتوجه به نحو أذربيجان.

ومع انضمام قرابة ألف شخص من الفيالق الأذربيجانية إليه، وصل تعداد جنود جيش القوقاز الإسلامي، إلى 12 ألف عسكري استطاعوا في الوهلة الأولى تحرير المناطق الواقعة على مسارهم وهي جوي تشاي، وصاليان، وآغصو، وكوردمير من قبضة الأعداء.

وعقب معارك عنيفة استمرت لـ 30 ساعة، تمكّن جيش القوقاز الإسلامي من تحرير باكو يوم 15 سبتمبر 1918.

استقبل سكان باكو الجنود العثمانيين بحفاوة في شوارع المدينة التي شهدت استعراضات عسكرية قام بها عناصر ووحدات جنود جيش القوقاز الإسلامي.

إلا أن خروج الدولة العثمانية منهزمة من الحرب العالمية الأولى، منع جيش القوقاز الإسلامي من المكوث طويلاً في باكو. حيث اضطر لترك المدينة يوم 16 نوفمبر من عام 1918، وذلك بموجب أحكام هدنة مودروس التي أبرمت في 30 أكتوبر من العام ذاته.

يُذكر أن هدنة مودروس أجبرت الدولة العثمانية على الانسحاب إلى الحدود التي كانت عليها قبل الحرب العالمية الأولى.

وبالرغم من أن جيش القوقاز الإسلامي لم يظل في باكو سوى شهرين تقريباً، إلا أنه استطاع تحقيق وحدة الأراضي الأذربيجانية، وساهم بدور كبير في إعلان باكو عاصمة لأذربيجان.

** شهداء وتضحيات

قدّم جيش القوقاز الإسلامي 1130 شهيداً خلال معاركه لتحرير باكو من الاحتلال. وتضم مدنا أذربيجانية عدة في يومنا الحالي، مقابر لشهداء الجيش العثماني.

في المقابل، تستقبل مقبرة الشهداء الأتراك في حديقة "داغ أوستو" بالعاصمة الأذربيجانية باكو، يومياً مئات الزوار. حيث يرقد هناك مئات من جنود جيش القوقاز الإسلامي القادمين من مناطق مختلفة من الأناضول.

وفي حديثه للأناضول، قال عاكف أشيرلي، الباحث في أنشطة جيش القوقاز الإسلامي، إن الشعب الأذربيجاني يستذكر دوماً بالوفاء والامتنان، شهداء الجيش العثماني.

"أشيرلي" الذي لديه أيضاً مؤلفات حول جيش القوقاز الإسلامي، أوضح أن الشاعر الأذربيجاني الكبير، أحمد جودت، كتب أبياتاً من الشعر يخاطب فيها الأذربيجانيين موضحاً لهم أن رفات شهداء الجنود الأتراك، أمانة في أعناقهم.

وأشار "أشيرلي" إلى أن رفات جنود الجيش العثماني في باكو، مؤشر في يومنا الحالي على الجذور التاريخية بين تركيا وأذربيجان.