تحل الذكرى الثانية لاستشهاد الشهيد _بإذن الله تعالى _عبدالله مرسي نجل الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي تمت تصفيته على يد جلاوزة النظام الانقلابي لموقفه في الحفاظ على ثورة 25 يناير وحقوق الشعب المصري ومكاسبه في الحرية.

عبدالله مرسي هو ذلكم الشاب الثائر الذى كان يقتفي أثر والده _رحمه الله _الذى لم يركن للظلم ولا للفساد حتى لقي ربه شهيداً .

ومع حلول ذكرى استشهاد عبدالله مرسي .. فإننا نؤكد على أن دماءه ومعه دماء الآلاف من الشهداء والضحايا في مذابح العسكر في رابعة وأخواتها.. سيأتي بإذن الله تعالى اليوم الذى سيُرَدُّ فيه الاعتبار لكل هؤلاء الشهداء والجرحى والمظلومين ليتحقق فينا قول الرئيس الشهيد محمد مرسي : "ليعلم أبناؤنا أن آباءهم وأجدادهم كانوا رجالًا ، لا يقبلون الضيم ، ولا ينزلون أبدًا على رأي الفسدة ، ولا يعطون الدنية أبدًا من وطنهم أو شرعيتهم أو دينهم».

 والشهيد عبدالله مرسي هو ذلك الشاب الثوري الذي  قال بعد استشهاد والده رحمه الله: "والله يا أبي لا يشفِ صدرى ويجبر روحى المكسورة ويذهب حزني إلا أن ألحق بك على دربك وطريقك" فقد تحققت أمنيته فلحق بأبيه ليلتقي به بعد 80 يومًا فقط من استشهاده .

كانت تصريحات الشهيد عبدالله مرسي مزعجة لسلطات الانقلاب التي لا تريد أن تسمع صوتًا معارضًا، لأنها ألِفَتْ التطبيل والتضليل من خلال إعلام الأرجوزات؛ فقررت تصفيته بسبب هذه التصريحات؛ فكانت التصفية الجسدية بطريقة تنمُّ عن الخسة والندالة لهذه العصابة المجرمة!!

وبالرغم من أن رواية سلطات الانقلاب أن وفاة الشهيد عبدالله مرسي جاءت إثر أزمة قلبية مفاجئة (وهي رواية معروفة عند السلطات الانقلابية في مثل هذه الظروف) فى محاولة منها لغسل يديها من دماء الشهيد عبدالله مرسي رحمه الله .

إلا أن والدته كان لها رأي آخر حول ملابسات وفاة ابنها فقالت فى نعيها لابنها: "أسأل الله أن يجعل دمك لعنة على قاتليك".

وقالت فى ذكرى ميلاده: "عند الله تجتمع الخصوم، وما حدث هو أنه ارتقى لنا شيهد مع شهدائنا الأبرار" .

عبدالله مرسي الذي كشف وفضح جرائم النظام الانقلابي وممارساته الفاشية فى التعامل الوحشي مع والده من خلال منع  الدواء والعلاج عنه ولو على حسابه الخاص .

وكان مما نشره الشهيد عبد الله مرسي صور وأسماء 15 من القيادات العسكرية التي انقلبت على والده الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي عام 2013 ، وعلى رأسهم السيسي ومحمد إبراهيم .

وقال معلقاً على هذه الصورة : "هؤلاء هم القتلة ، تذكَّروهم جيداً ، هؤلاء من خططوا وأمروا كلابهم بقتل شهدائنا، قسمًا لنقتصَّن منكم، وبالله لنثأرنَّ لشهدائنا".

"لا تنسوا أن وزيرَي الداخلية وتحديدا الحالي محمود توفيق والسابق مجدي عبد الغفار والأمن الوطني والمخابرات العامة وكثيرًا من القضاة المصريين وتحديدا القضاة شيرين فهمي وشعبان الشامي وأحمد صبري – والنائب العام نبيل صادق، شركاء للسيسي ومدير مخابراته عباس كامل في قتل الرئيس الشهيد مرسي ".

وأعلن عبدالله ساعتها أنه يسير على درب والده؛ فنشر تدوينة له على "تويتر" قبل وفاته عن الثورة المصرية، مقتبسًا كلمات لوالده التى قال فيها :“إننى قد رفضت، ومازلت أرفض كل محاولات التفاوض على ثوابت الثورة ودماء الشهداء، تلك المحاولات الهادفة إلى أن يستمر المجرمون وينعموا باستعباد شعبٍ لم يستحقوا يوما الانتماء إليه، وإنني كذلك أشدد على تعليماتي لكل الثوار الفاعلين على الأرض بقياداتهم ومجالسهم وتحالفاتهم ورموزهم ومفكريهم وطلابهم وشباب مصر أنه لا اعتراف بالانقلاب، ولا تراجع عن الثورة، ولا تفاوض على دماء الشهداء”.

" إذا ما تم إعدامي فهذا أقصي ما أتمناه، أما أنتم فقد عرفتم أهل الحق وأهل الباطل فاستكملوا مسيرتكم وثورتكم."

وكانت صيحته الأخيرة "أنا جاهز للاعتقال أو القتل، ولأى شيء، ولن يروا منا ضعفًا أبدًا".

وكما منعت سلطات الانقلاب جنازة والده وتم دفنه تحت جنح الظلام؛ فهكذا فعلوا مع  الشهيد عبدالله من خلال فرض طوق أمنيٍ على جثمانه أثناء غسله وتكفينه ودفنه .

وهو مايؤكد فرضية التصفية الجسدية للشهيد عبدالله مرسي لأن النظام الانقلابي لايلجأ لمثل هذه الإجراءات إلا عندما يريد إخفاء معالم الجريمة التي ارتكبها.

ولم يكتف النظام الانقلابى بمنع جنازة الشهيد عبدالله مرسي، بل أوعز إلى أراوجوزات الفضائيات فى الإعلام المأجور لإطلاق حملة ممنهجة للنيل من الشهيد عبدالله مرسي بنسج قصص من خيالاتهم المريضة حول الشهيد عبدالله مرسي .. ((سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ)) -!!

وكان مما كتبه أحمد مرسي فى رثائه لشقيقه الشهيد عبدالله مرسي: "مال الفتى قبل أشهر ليضع أباه فى القبر ، وبينما هو مشغول بتلحيد الجسد في موضعه، سقط قلبه فى المقبرة دون أن يراه ، ثم واراه التراب، استغرق البحث عنه ثمانين يوما حتى يجده، ووجده في قبر أبيه، فذهب ليتسلمه من قسم الأمانات الذي هناك في السماء ."

وبالرغم من مرور عامين على استشهاد عبدالله مرسي؛ فإنه لم يفتح تحقيق حول ملابسات وفاته، ومازال الجاني حراً طليقاً .

لكن إذا ظن الظالم أنه قد أفلت اليوم من العقاب الدنيوي فإنه لن يفلت حتمًا من العقاب الأخروي أمام محكمة العدل الإلهية .

و إن غداً لناظره قريب !!