هشام عبد الحميد

لقد تعرضنا في مقال سابق للفنان إيمان البحر درويش وجرأته وشجاعته، بل وانفلاته في الفيديو الذي بثه بمواقع التواصل الاجتماعي، والذي انتشر كما النار في الهشيم، وأثار حفيظة البعض وتأييد الكثيرين. كما أنه أثار غضب رجال الدولة وأجهزتها، فانبرى الإعلاميون ليصبوا جام غضبهم وسخطهم عليه.

تنوعت الاتهامات له، وكذلك الوعيد؛ فمنهم من ذهب إلى أنه يعاني من خلل في التفكير نتيجة لإصابته السابقة بجلطة المخ، ومنهم من رفض هذا التفسير وطالب بمحاكمته على انفلاته الأخلاقي؛ وأنه كان الأولى به أن يصبح قدوة لجمهوره وبالذات من الشباب. منهم من ذهب إلى أنه مجرد باحث عن الشهرة بعدما انزوت عنه الأضواء؛ ويبحث عن دور في القادم من الأيام مستغلا بانتهازية ووصولية الموقف الحرج التي تمر به البلاد.

لكن إيمان ظهر بفيديو أخر يحمل المسئولين المسئولية عن سلامته الشخصية.. ولكن فجأة اختفى إيمان البحر درويش وانقطعت أخباره، وبدأت التكهنات؛ فمن ذهب إلى أنه تم اعتقاله وأنه لن يرى النور جراء فعلته الشنيعة التي ارتكبها، ومنهم من ذهب إلى أنه اختطف ليودع بمستشفى الأمراض العقلية حتى تسهل برمجته وإظهاره بالصورة المطلوبة.

منهم من رأى أن إيمان هرب بجلده بالفعل خارج البلاد، وأنه سيطل علينا في الوقت المناسب، وهناك من رأى أن هناك اتفاقا تم بين الأجهزة الأمنية مع إيمان على الاختفاء والظهور في الوقت الذي يرونه مناسباً.

أيّا ما كانت التكهنات أو التوقعات، فالحقيقة الوحيدة التي لا تقبل الجدل أو المناقشة هي اختفاء إيمان، سواء بإرادته أو رغماً عنه.

والسؤال: أين ذهب إيمان البحر درويش؟

هذا ما سيجيب عليه القادم من الأيام.. وأتمنى أن يكون قريبا.