حديث أنس رضي الله عنه أن رجلاً كان عند النبي ﷺ فمر رجل به فقال: يا رسول الله، إني لأحب هذا، فقال له النبي ﷺ: أأعلمتَه؟ قال: لا، قال: أعلِمْه؛ فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الله الذي أحببتني له رواه أبو داود بإسناد صحيح.

إن إخبار من تحبه بحبك له يشعره بالود والرحمة ويديم التآلف بينكما وإن من أعظم مشاعر الحب هذا الحب الفطري بين الأبوين وأولادهما، ولكن ربما في كثير من الأحيان لا يخبر الأبوان أولادهما بهذا الحب، ظناً منهما أن الأولاد يشعرون بذلك، ولكن الحاجة إلى الإشباع العاطفي لابد أن تظهره لهم في أفعال وأقوال وإليكم بعض مظاهر التي تشعربها أبناءك أنك تحبهم :

-اقض بعض الوقت مع أولادك كل منهم على حدة، سواء أن تتناول مع أحدهم وجبة الغذاء خارج البيت أو تمارس رياضة المشي مع آخر، أو مجرد الخروج معهم كل على حدة، المهم أن تشعرهم بأنك تقدر كل واحد فيهم بينك وبينه دون تدخل من إخوته الآخرين أو جمعهم في كلمة واحدة، حيث يتنافس كل واحد فيهم أمامك على الفوز باللقب ويظل دائما هناك من يتخلف وينطوي دون أن تشعر به.

-ابن داخلهم ثقتهم بأنفسهم بتشجيعك لهم وتقديرك لمجهوداتهم التي يبذلونها، وليس فقط تقدير النتائج كما يفعل معظمنا.

-احتفل بإنجازات اليوم، فمثلا أقم مأدبة غداء خاصة لأن ابنك فلان فقد سنته اليوم ، أو لأن آخر اشترك في فريق كرة القدم بالمدرسة، أو لأن الثالث حصل على درجة جيدة في الامتحان؛ وذلك حتى يشعر كل منهم أنك مهتم به وبأحداث حياته، ولا تفعل ذلك مع واحد منهم فقط حتى لو كان الآخر لا يمر بأحداث خاصة ابحث في حياته وبالتأكيد سوف تجد أي شئ، وتذكر أن ما تفعله شئ رمزي وتصرف على هذا الأساس حتى لا تثير الغيرة بين أبنائك فيتنافسوا عليك، ثم تصبح بينهم العداوة بدلا من أن يتحابوا ويشارك بعضهم بعضا.

-علم أولادك التفكير الإيجابي بأن تكون إيجابيا، فمثلا بدل أن تعاتب ابنك لأنه رجع من مدرسته وجلس على مائدة الغداء وهو متسخ وغير مهندم قل له "يبدو أنك قضيت وقتا ممتعا في المدرسة اليوم".

 - اخرج ألبوم صور أولادك وهم صغار واحك لهم قصصا عن هذه الفترة التي لا يتذكرونها.

- ذكرهم بشئ قد تعلمته منهم

  -قل لهم كيف أنك تشعر أنه شئ رائع أنك أحد والديهم وكيف أنك تحب الطريقة التي يشبّون بها.

-اجعل أطفالك يختارون بأنفسهم ما يلبسونه فأنت بذلك تريهم كيف أنك تحترم قراراتهم.

-اندمج مع أطفالك في اللعب مثلا كأن تتسخ يديك مثلهم من ألوان الماء أو الصلصال وما إلى ذلك.
-اعرف جدول أولادك ومدرسيهم وأصدقاءهم حتى لا تسألهم عندما يعودون من الدراسة بشكل عام "ماذا فعلتم اليوم" ولكن تسأل ماذا فعل فلان وماذا فعلت المدرسة فلانة فيشعر أنك متابع لتفاصيل حياته وأنك تهتم بها.

- عندما يطلب منك ابنك أن يتحدث معك لا تكلمه وأنت مشغول في شئ آخر كالأم عندما تحدث طفلها وهي تطبخ أو وهي تنظر إلى التلفزيون أو ما إلى ذلك ولكن اعط تركيزك كله له وانظر في عينيه وهو يحدثك.

- شاركهم في وجبة الغداء ولو مرة واحدة في الأسبوع، وعندئذ تبادل أنت وأولادك التحدث عن أحداث الأسبوع، وأكرر لا تسمعهم فقط بل احك لهم أيضا ما حدث لك.

- اكتب لهم في ورقة صغيرة كلمة حب أو تشجيع أو نكتة وضعها جانبهم في السرير إذا كنت ستخرج وهم نائمون أو في حقيبة مدرستهم لكي يشعروا أنك تفكر فيهم حتى وأنت غير موجود معهم.

- اسمع طفلك بشكل غير مباشر وهو غير موجود (كأن ترفع نبرة صوتك وهو في حجرته) حبك له وإعجابك بشخصيته.

-عندما يرسم أطفالك رسومات صغيرة ضعها لهم في مكان خاص في البيت واشعرهم أنك تفتخر بها.

-لا تتصرف مع أطفالك بالطريقة التي كان يتصرف بها والداك معك دون تفكير فإن ذلك قد يوقعك في أخطاء مدمرة لنفسية ابنك.

 - بدلا من أن تقول لابنك أنت فعلت ذلك بطريقة خطأ قل له لما لا تفعل ذلك بالطريقة الآتية، وعلمه الصواب.

 - اختلق كلمة سر أو علامة تبرز حبك لابنك ولا يعلمها أحد غيركما.

 - حاول أن تبدأ يوما جديدا كلما طلعت الشمس تنسى فيه كل أخطاء الماضي فكل يوم جديد يحمل معه فرصة جديدة يمكن أن توقعك في حب ابنك أكثر من ذي قبل وتساعدك على اكتشاف مواهبه.

   -احضن أولادك، وقبلهم، وقل لهم إنك تحبهم كل يوم، فمهما كثر ذلك هم في احتياج له دون اعتبار لسنهم، صغارا كانوا أو بالغين أو حتى متزوجين ولديك منهم أحفاد.