أيها الآباء ..... أيتها الأمهات

أنتم تواجهون اليوم جيلا مختلفاً عن كل الأجيال السابقة، والاختلاف الذي أعنيه هنا في كل شيئ؛ فالبيئة الاجتماعية وصحبة الأقران والتعليم والتكنولوجيا حتى الأطعمة والملابس كل ذلك مختلف اختلافا تاما عما رأيناه من قبل، سرعة التغيير والتغير فيه أسرع من القطار الكهربائي، لا يكاد يستقر ويسكن حتى ينطلق بسرعة لا تتخيلها حتى أنك ربما لا يستطيع نظرك ملاحقته .

وظهرت مع هذه السرعة في التغير والتغيير مشاكل كثيرة منها مشكلتنا التي نتعرض لها اليوم :

 إدمان الهاتف

فكيف نتعامل معها ونصل إلى حلول تتناسب مع زمن التكنولوجيا الضوئية، إن من صنعوا هذه التقنيات هم أول من حذر من الإدمان عليها، وأقاموا لذلك الدراسات والبحوث، بل وضعوا البرامج لعلاج من يدمن على الاستخدام.
وإذا كان أولادنا  أعمارهم صغيرة فإن الأخطار تتضاعف؛ لأن الإدمان على استخدام الصغار المفرط لوسائل التقنية والتواصل يُوصل إلى التوحد الكاذب، ويقتل الإبداع، ويلوث الفطرة، ويشوش على المبادىء والأخلاق والقيم؛ لأن المحتوى إما أن يكون غربيا يهدم الأخلاق، أو شرقيا يهدم العقائد، ويخرب الفطرة الصحيحة التي يخرج بها الأطفال من بطون أمهاتهم. وعليه فنحن نقترح عليكم هذه الحلول:
1- اللجوء إلى الكريم الحافظ سبحانه.
2- تخصيص وقت للأطفال وإشباعهم عاطفيا.           3- شغلهم بأنشطة بدنية ومشاركتهم في ألعاب يدوية.
4- الاجتهاد في تغيير مواعيد نومهم.                       5 - مراقبة مشاهداتهم والألعاب التي يحبونها .
6- عدم الاستجابة لهم في حالة إصرارهم حتى لو بكوا، والبكاء لا يضر.
7-  القرب منهم، وملاطفتهم والتواصل الجسدي معهم، بمسح شعرهم وتقبيلهم.
8- كونوا قدوة في استخدامكم للهاتف.                  9-- تجنبوا الخلاف أمامهم، ووحدوا خطة التعامل معهم.

إن التربية ليست عملية سهلة، ولا تتم بشكل صحيح إلا من خلال الإطلاع والقراءة والسؤال، وتُعد مرحلة الطفولة  المرحلة الأساسية لبناء شخصية الطفل وإكسابه المهارات والخبرات والقيم التربوية الإسلامية الصحيحة، لكي تتبلور شخصيته بما يحقق له التكيف النفسي والاجتماعي على مستوى الذات وعلى مستوى البيئة المحيطة.

ومع التطور العلمي وانشغال الأمهات أصبحت الإلكترونيات هي الملاذ الأكبر للأطفال، ورغم معرفتنا بمخاطرها فإننا نستسلم لها، الإلكترونيات  ثبت علمياً أنها:

– ذات تأثير سلبي في البناء النفسي والاجتماعي للطفل خاصة في المراحل الأكبر حيث ينعزل الطفل عن العالم المحيط.

– تشير بعض الدراسات العلمية إلى تأثر الجهاز الدماغي بالذبذبات الكهرومغناطيسية الصادرة عن الهاتف، وقد رأيت حالة لطفل في السابعة من العمر في العناية المركزة وقد تأثر دماغه وأصبح كالصريع بسبب هذه الالكترونيات.

– تصيب بعض حالات الأطفال بالتوحد وقد سعت مراكز التوحد للتحذير وبشدة.

– تشير بعض الدراسات العلمية إلى تأثر الوظائف المعرفية وهي الذاكرة والانتباه.

ويرتبط الطفل بالجوال لكونه لا يجد البديل من قبل الوالدين في الرعاية واللعب فيلجأ إليه، بالإضافة لعدم تمتع الآباء بالصبر في إشباع حاجات الطفل للتعبير عن ذاته وممارسة نشاطاته، مما يجعلهما يلجآن للحلول السريعة لإشغال الطفل بنفسه، والتخلص من إزعاجه، وهذا خطأ كبير يقلل من قوة علاقة الطفل بوالديه خاصة في مرحلة المراهقة.

بالإضافة إلى عدم توفير بيئة مناسبة لتفريغ طاقات الطفلة واستنفاذها بطريقة سليمة، والتعامل الخاطئ مع الطفلة المتمثل في استجداء طاعتها واستجابتها من خلال مكافأتها باستخدام الهاتف.

أطفالنا أمانة من الله يجب أن تتعب في تربيتها، لذلك يجب التحلي بالصبر في التعامل مع المشكلة وحلها بهدوء وروية ودون تعصب، وإعداد جدول يومي منظم يلتزم به جميع أفراد الأسرة على أن يشارك الأطفال  في وضع برامجه وتنويع الألعاب والأنشطة التي ستقوم بها وهي كثيرة من العاب البازل، والقص واللزق، والتلوين والأنشطة الفنية المتنوعة وقراءة القصص بل وتأليف القصص مع رسمها والصلصال والفخار والتلوين على الجبس والخشب وغيرها الكثير والكثير،  ومراقبة سلوكها خلال تنفيذ تلك الأنشطة وتعديلها بأساليب تربوية سليمة بعيدًا عن التوتر وحدة الغضب، والطفل في هذه الفترة لا يحتاج لطفل في سنه ليلعب معه، فلعب الوالدين معه يكفي!!

ويجب التحدث بين الزوجين أمام الأطفال عن مخاطر الهاتف واستخداماته، وأنكما تعقدان العزم على تقنين استخدامه وكتابة ذلك كاتفاقية يوقع عليها الجميع حتى الأطفال الصغار– على الرغم من أنها لا تكتب-  وهذا للتعزيز الإيجابي، وذلك من خلال تحديد مواعيد الاطلاع على الرسائل والرد عليها واستخدام الألعاب، وكذلك تقليل استخدامكم للهاتف في غير الرد على الهاتف أمامهم.

الالتزام التام بالجدول الزمني والصبر على ذلك، مع مراعاة أنكما سوف تواجهان صعوبة شديدة في ذلك ونؤكد في ذلك على الصبر، وعدم الركون للحلول السريعة السلبية للتخلص من ضغوط الأطفال عليكما .