حذّر أهالي قرية لفتا المهجرة غرب القدس المحتلة من مخطط احتلالي لبناء مئات المباني على أراضي القرية والتي تصنف مناطق أثرية ومحميات طبيعية.

وفي بيان لهم أوضح أهالي قرية لفتا المهجرين منذ عام 1948، أن الاحتلال يهدف إلى بناء 259 فيلا فخمة ومركز تجاري وفندق بـ 120 غرفة، ومبانٍ أخرى خدماتية وطرق، على المعالم التاريخية والأثرية والأماكن المقدسة من مسجد ومقامات ومقبرة.

وأشار أهالي القرية إلى أن المخطط الذي لم يأخذ بعين الاعتبار الحقوق التاريخية لأهالي قرية لفتا المهجرين في أراضيهم وبيوتهم وذاكرتهم وتاريخهم المهدد بالمحو والإزالة عن وجه الأرض.

وأوضحوا أن الاحتلال يهدف لمحو وإزالة معالم القرية والأماكن المقدسة في لفتا؛ منها: مسجد القرية الذي يعود لأكثر من 800 عام، والمقامات والمقبرة التي تضم رفات الآباء والأجداد منذ مئات السنين، ومعاصر الزيتون والعنب ومدرجات -مصاطب- المباني، والمشهد الطبيعي الرائع وبقايا السلاسل التاريخية للمدرجات الزراعية المثيلة للحدائق المعلقة البابلية في بغداد.

وأضاف أهالي القرية أن المخطط يهدّد كذلك التنوع الحيوي البيئي الغني الحيواني والنباتي المحمي في معظمه والنادر في كثير منه، إضافة إلى خطر تهديد المباني الأثرية والتاريخية فوق الأرض وتحتها بالدمار والسقوط.

ولفتوا إلى أن المخطط قديم جديد، وسبق للمحكمة المركزية أن قضت ببطلان وإلغاء مناقصة لبيع أراضي لفتا إثر الاعتراضات الكثيرة عليه من سكان القدس في شباط 2012م.

وأكدوا أن لفتا تتكون من 10 مستويات أثرية تاريخية، تحتوي في باطنها على بيوت سكنية ومبنى يعتقد أنه المبنى الأصلي الأول وسوق مسقوف وست معاصر للزيتون والنبيذ وأدوات زراعية تعود للعهود الروماني والبيزنطي والصليبي والعثماني.

وشددوا على أن قريتهم كانت البلدة الصناعية للقرى من حولها، وأنها موقع أثري يجب أن يبقى أثريا، والتعامل معها وحدةً واحدة.

وتقدم أهالي لفتا عامة والذين يسكنون في القدس على بعد عشرات الأمتار من بيوتهم وأرضهم بالالتماس لمحكمة الاحتلال لرفض مخطط دائرة ما تسمى أراضي "إسرائيل" الذي يتناقض مع نتائج واستنتاجات المسح الأثري، ويجعل خطر دمار الموروث التاريخي الحضاري الإنساني في لفتا أمرًا واقعا.

وأشار أهالي القرية إلى أن منظمة اليونسكو العالمية UNESCO  سجلت منذ  سنوات قرية "لفتا" في السجل التمهيدي للمحميات الثقافية الخطرة، كذلك سبق أن سجل صندوق التراث العالمي WMF في نيويورك قرية لفتا ضمن قائمة من أکثر 25 موقعا تراثيا مهددا في العالم.

وتعد لفتا كذلك محمية أثرية ومحمية طبيعية منذ أكثر من ستة عقود بموجب قانون سلطة الآثار، وقانون منظمة اليونسكو العالمية والقوانين والاتفاقيات والمواثيق والشرعة الدولية.

وعلى مدار السنوات لم يتوقف الاستهداف للقرية؛ ففي عام  2004  أعلن الاحتلال عن مشروع استيطاني لبناء أكثر من 247 فيلا فخمة في القرية علاوة على الفنادق والخدمات والأسواق التجارية.

يشار إلى أن لفتا واحدة من 38 قرية مقدسية تعرضت للتهجير، ومن أصل 774 قرية فلسطينية محتلة، وجزء من  534 قرية مدمرة.

وأطلق نشطاء مقدسيون ورواد مواقع التواصل حملة ضد مخططات الاحتلال، ودشنوا منشوراتهم بوسم #أنقذوا_لفتا و #savelifta، على غرار ما حصل في الشيخ جراح وسلوان.