لهاذا أعدموه؟

"ماجاء رجل بمثل ما أتيت به إلا عودي"

..لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) الأنفال

إن كلماتنا تظل عرائس من شمع حتى إذا متنا فى سبيلها دبت فيها الروح و كتبت لها الحياه

لقد جمعت شخصية الرئيس الشهيد محمد مرسي ومسيرته السياسية وسجله الاجتماعي والأكاديمي كل المقومات والصفات التي تجعل من أي نظام عسكري وديكتاتوري ومن يرتبطون به من أحلاف إقليمية ودولية يكنون له العداء الشديد والخصومة المشبعة بالحقد المختلط بالمؤامرات والدسائس المغلفة بكل وسائل الغدر والخيانة العاملة على إزاحته من المشهد السياسي بأي ثمن حتى لو كان هذا الثمن ممزوجًا بدماء الأبرياء وأنات المعتقلين ومعاناة المطاردين والمنفيين، ولو كان الثمن قلب التوازنات في المنطقة بأكملها، وإرجاعها للوراء وغرقها في مستنقع من الاستقطاب والتمزيق، وإنفاق مئات المليارات حتى لا تفكر الشعوب أن يخرج من بين ظهرانيها مرسي جديد يهدد منظومة الاستغلال والتبعية والاستبداد المستظلة برعاية غربية وصهيونية لا يخدم مصالحها أن تختار شعوب الربيع العربي من يمثل مصالحها ويرعى حقوقها.ومع حلول الذكرى الثانية لإستشهاد الرئيس محمد مرسي ، صابرًا خلف قضبان الاعتقال في 17 يونيو 2019، يعيش الواقع العربي حالة صراع بين تيار يدعم “الثورات المضادة” ويُسوِّق لسياسة التطبيع و الانفتاح على الكيان الإسرائيلي، ومحاولة دمجه بالمنظومة العربية باعتباره “فرصة”، وبين إرادة الشعوب الرافضة لذلك، والتي تتوق للتخلص من نير الظلم والاستبداد، وتحاول شق طريق الحرية والتقدم منذ بدايات “ الربيع العربي ولا شك أن الفترة التي نعيش فيها هي فترة مخاض قاسية لن تطول؛ حيث ستدرك الشعوب عاجلاً أم آجلاً من يعمل لمصلحتها ورفاهيتها وتطورها، ومن يعمل على مراكمة الثروات وتبديدها، ويتطوع لخدمة المصالح غير الوطنية، فالصهيونية ليست حركة سياسية قاصرة على الوطن القومي لليهود أو الدولة المزعومة بالتقسيم الذي يسعون لتحقيقه، ولكنها ثمرة تدابير وجهود اليهودية العالمية، التي تهدف إلى تسخير العالم كله لحكم اليهود ومصلحة اليهود وزعامتهم، وليست دولتهم المزعومة من النيل إلى الفرات إلا نقطة ارتكاز تنقض منها الصهيونية على الأمة العربية دولة فدولة، ثم على المجموعة الإسلامية أمة بعد أمة.

"لن نترك غزة وحدها، ومصر اليوم مختلفة تماماً عن مصر الأمس" (مرسي)

على الرغم من الفترة القصيرة التي قضاها مرسي في رئاسة مصر فإنَّ ما خطه من سياسات ومواقف وتصريحات تجاه القضية الفلسطينية، شكَّل نقطة فارقة ضمن الإمكانات والظروف المتاحة. أسس مرسي نهجًا جديدًا في التعاطي مع العدو الإسرائيلي، هذا النهج الذي قام على الأسس الدينية والقومية والتاريخية في مقاربة الصراع مع الاحتلال، كان من المتوقع، لو لم يتم الانقلاب عليه بعد سنة من حكمه، أن يُصبح نموذجًا ومثالًا يُحتذى به لدى قادة الدول العربية والإسلامية، خصوصًا في الدول التي كانت تسير في ركب “الربيع العربي”، قبل أن يتم إفشال ثوراتها مع هبوب رياح “الثورات المضادة” المدعومة من بعض الأنظمة المتضررة من نتائج وانعكاسات “الربيع العربي”. وقد لاقت القضية الفلسطينية والفلسطينيون في عهد مرسي الدعم والمساندة، ونعِم قطاع غزة بتسهيلات لم يسبق لها مثيل؛ وبسبب سياسة غض النظر نشطت عمليات إدخال السلاح والعتاد من خلال الأنفاق، والتي كان لها دور كبير في التصدي للعدوان الإسرائيلي سنة 2014، كما نشط إدخال المواد الغذائية والبضاع باختلاف أنواعها، وكسرت الحواجز والعوائق مع القطاع، وأصبح معبر رفح مفتوحا للزائرين والمسافرين.ولم تكن غزة وحدها التي حظيت بدعم ومساندة الرئيس المصري الراحل، فكانت القدس حاضرة في خطاباته، حيث قال في إحداها: "نفوسنا تتوق إلى بيت المقدس، وأقول للمعتدي: خذ من التاريخ الدروس والعِبر، أوقِفوا هذه المهزلة وإراقة الدماء، وإلا فغضبتنا لن تستطيعوا أبداً أن تقفوا أمامها، غضبة شعب وقيادة".يقول الشيخ رائد صلاح: أن الرئيس المصري الراحل محمد مرسي كان يعتزم إطلاق مشاريع لنصرة القدس والأقصى.

المقاومة الفلسطينية تُجدِّد شرعيتها "الدينية والسياسية"

واليوم صوت الشعب الفلسطيني في القدس كما في باقي الضفة الغربية وقطاع غزة وفي فلسطين المحتلة 1948 كما في الخارج "صوَّت" للمقاومة وأكد شرعيتها الشعبية وشرعيتها المقاومة من خلال وقوفه خلفها في تصعيدها الانتفاضي والمسلح ضدّ الاحتلال.
والشعوب العربية والإسلامية "صوَّتت" للمقاومة بعد أن تفاعلت بشكل هائل مع الحالة الانتفاضية في القدس ومع التصعيد المقاوم في فلسطين، وبعد أن ظنّت الأنظمة المُطبّعة أنها تمكنت من عزل الشعوب عن قضيتها المركزية، وعن قلبها النابض في الأقصى. واضطر العديد من الأنظمة إلى محاولة استيعاب الموجة من خلال رفع سقف التصريحات السياسية وزيادة "جرعات" الإدانة للكيان الصهيوني، بعد أن أدركت أن المقاومة على الأرض ستعيدها إلى "المربع الأول" وستعصف بمسارات التطبيع أو تُعطّلها على الأقل، بل وقد تتسبب بتصاعد غضب شعوبها تجاهها.

إن إصرار أهل غزة والقدس على "الانتصار لا الإنكسار" إنما تكحل به العيون عزاً وفخاراً

يقول "ابن غزة"الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه فى معجم البلدان ( 4 / 203). :

وإني لمشتاق إلى أرض غــزة .. وإن خانني بعد التفرق كتمــاني

سقى الله أرضا لو ظفرت بتربها .. كحلت به من شدة الشوق أجفاني

واليوم يسطّر المجاهدون أروعَ الملاحم في الثبات والفداء، وفي التضحية وقوة الإيمان والعزّو الإباء. ويلتف الشعب المؤمن هناك حولهم: يؤيدهم ويناصرهم في نموذج رائع من نماذج البطولة والعزّة لفت أنظار العالم: تُقصف بيوتُهم وتُحرق أراضيهم وتتعالى صرخاتُ أطفالهم ويُمنَعون حتى من الغذاء والماء، وهم مُحتسبون صابرون، بقضاء الله راضون، ولفداء دينه مستعدون.فصمود أهل غزة لم يكن مصادفة ، بل هو خيرية ربانية ، وَ خبرٌ من أخبار النبوّة فعَنْ عبدالله بْنِ حَوَالَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : .... فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ.(1)   وعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ ... َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: طُوبَى لِلشَّامِ ، فَقُلْنَا: لِأَيٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا.(2)    فقد دل الحديثان على فضيلة الشام ، وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: (طُوبَى لِلشَّامِ) ، وقوله: (مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا) ، وقوله: (إن الله توكل لي بالشام وأهله) أي ضمن لي حفظها ، وحفظ أهلها القائمين بأمر الله. (3) يقف اليوم الجيش الصهيونى مقهوراً عاجزاً أمام فتية آمنوا بربهم لم يبالوا بوحشية الاحتلال وما أعده من عتاد، عملوا بالأسباب صنعوا برغم إمكاناتهم المحدودة قوة قادرة على المقاومة والمقارعة بل على قهر الاحتلال إنه خبر الصادق المصدوق قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، قيل أين هم يا رسول الله؟ قال: ببيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس" رواه أحمد في مسنده..إوتبقى ضربات المقاومة القاهرة، فهم لعدوهم قاهرون .. بثبات أسر تقسم أبنائها بين العائلات والأحياء لتضمن استمرا رالمقاومة.لعدوهم قاهرون .. بالحجر وبالسكين و بالبندقية و بالصواريخ وبالطائرات المسيرة وانطلاقا بالغواصات البحرية برغم حصار الأعداء والأصدقاء!.

الأقصى فجر العيد القادم"3" ..{وفاءً لمرسى والمسرى والأسرى}