إنها القدس، منها أسري بالنبي محمد صلى الله وسلم، وفيها كان اجتماع خير خلق الله أجمعين، كان أبرك وأطهر وأنقى وأجمل وأحلى اجتماع شهدته البسيطة منذ خلق آدم عليه السلام.

كان الاجتماع الذي سلم فيه رسل الله، منذ آدم، الراية لخاتم النبيين، حيث تقدمهم جميعا وأمهم صلوات ربي وسلامه عليه، في دلالة لا يخطئها لبيب.

دعونا نقول بصراحة؛ إنها القدس شرارة المقاومة وعنصر التثوير لمن أراد أو كان في نيته التحرير، وهي عقبة ومعضلة لمن كان يسعى للتأمين والتسليم ووضع اليد مع المحتلين.

إنها فرصة للمقاومين لإشعال الأرض تحت أقدام المحتلين، لكنها غصة في حلق المستسلمين الذين ينطبق عليهم قول الشاعر:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها   واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

أجندتان مختلفتان تماما.

لكن القدس تبقى رمز الثورة ورمز التحرير، وهي البوصلة التي توجه العمل الوطني وتحدد له الطريق، وكل من يحيد عن ذلك الطريق تلفظه الأمة ويلفظه التاريخ وقد تلفظه الجغرافيا.

إنها القدس توزع أوسمة العز والفخار لمن يستحقها لتسجله في سجلاتها، وهي التي تصم بالذل والعار والشنار كل من يتخاذل عن نصرتها ونصرة أهلها.

إنها القدس فرصة للأحرار لإحياء الأمة، وعبء على غيرهم من قصيري النظر الذين لا يفكرون سوى بتأمين مناصبهم ومستقبلهم.

 

نقلا عن موقع "السبيل"