اشتكى نشطاء مصريون على موقع فيسبوك من شطب إدارة الموقع لمنشوراتهم المتعلقة بمذبحة رابعة، وذلك بعد جدل كبير خلفه مسلسل "الاختيار2" الذي تبثه فضائيات مصرية، يزور فيها أحداث الواقعة لتتماشى مع رواية النظام المصري.
وبعد كتابة عدد من النشطاء لروايتهم عن الواقعة، تفاجأ بعضهم بشطب المنشورات من إدارة الموقع، وإرسال إشعارات تفيد بأن حساباتهم مهددة بالوقف بدعوى "مخالفة شروط النشر" على الموقع.
وأكد نشطاء أن منشوراتهم لا تخالف أي معايير، بل هي روايتهم للأحداث في مواجهة الرواية الرسمية.
كما أشار عدد من الصفحات تلقيها إشعارات مشابهة وتهديدا بوقف الصفحة إذا خالفت المعايير مجددا.

 


وطالت انتقادات واسعة محتوى مسلسل "الاختيار2"، المذاع بالموسم الدرامي الرمضاني لعام 2021، والذي يتناول بحلقاته الأولى احتشاد آلاف المعتصمين من أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي ورافضي الانقلاب العسكري منتصف العام 2013، بميدان رابعة العدوية.

وبحسب متابعين، فإن المسلسل الذي يعرض بكثافة على فضائيات "ON E"، و"أبوظبي"، و"art حكايات"، ومنصتي "Watch IT"، و"شاهد "VIP"؛ يتناول أحداثا ووقائع مغايرة للحقيقة التي عاشها المعتصمون وبثتها كاميرات عشرات الفضائيات في بث مباشر على مدار 24 ساعة من الميدان لحظة بلحظة.
"الاختيار 2" تنتجه "المتحدة للخدمات الإعلامية"، التابعة لجهات سيادية مصرية، من بطولة كريم عبد العزيز وأحمد مكي، وأظهرت مشاهد المسلسل، الاعتصام الذي استمر بميداني "رابعة"، و"النهضة"، منذ 28 يونيو 2013، حتى تم فضه بالقوة بأوامر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، في 14 أغسطس 2013.

 

 

 

وتؤكد شكاوى النشطاء ما جاء في صحيفة الغارديان البريطانية في تحقيق أجرته مراسلتها، جوليا كاري وونغ، بأن موقع التواصل الاجتماعي الأشهر، فيسبوك، يسمح لقادة الدول الفقيرة وغير الغربية بخداع المواطنين ومضايقتهم.

ولفت التحقيق إلى أن الشركة سمحت مرارا لقادة العالم وسياسيين من دول فقيرة وغير غربية باستخدام منصتها لخداع الجمهور، أو مضايقة المعارضين، على الرغم من تنبه موظفيها لهذا الأمر.

وبحسب وثائق اطلعت عليها الصحيفة، يظهر كيف تعامل الموقع مع أكثر من 30 حالة في 25 دولة تتعلق بسلوك سياسي ملتو تم اكتشافه بشكل استباقي، لكن الموقع سمح به.

وبسحب ما نقلت "بي بي سي" يظهر التحقيق كيف سمح الموقع بالانتهاكات الجسيمة لمنصته في البلدان الفقيرة وغير الغربية، من أجل إعطاء الأولوية لمعالجة الانتهاكات التي تجذب وسائل الإعلام الغربية، وتؤثر على بلدان مثل الولايات المتحدة، أو دول أخرى غنية.