بسم الله الرحمن الرحيم
" مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " ( الأحزاب - ٢٣ ).
تنعي جماعة " الإخوان المسلمون " المفكر الكبير والمؤرخ المشهود له بالنزاهة والمصداقية، والفقيه الدستوري الجليل ،المستشار طارق البشري( ٨٨ عاما ) ؛ الذي توفي صباح اليوم الجمعة ١٤ رجب ١٤٤٢هـ الموافق ٢٦ فبراير ٢٠٢١م ، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا .
ويُعد الفقيد الراحل - يرحمه الله - من قادة الفكر العربي والإسلامي ؛ فقد أثرى الساحة الفكرية والسياسية بالعديد من الأبحاث والدراسات والمحاضرات الرصينة والموضوعية ، كما أثرى الساحة القضائية بالعديد من الأحكام والاجتهادات التاريخية المشهود لها .
وهو سليل بيت علم شرعي وفقه وقانون؛ فقد تولى جده لأبيه الشيخ سليم البشري- شيخ السادة المالكية في مصر - شياخة الأزهر، وكان والده المستشار عبد الفتاح البشري رئيسا لمحكمة الاستئناف حتى وفاته سنة ١٩٥١م، كما أن عمه عبد العزيز البشري هو الأديب المعروف .
شغل العديد من المناصب وتدرج في سلك القضاء حتى شغل منصب النائب الأول السابق لرئيس مجلس الدولة المصري؛ وأصبح رئيساً للجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع لعدة سنوات .
في فبراير ٢٠١١م تم اختياره رئيساً للجنة التعديلات الدستورية وذلك عقب نجاح ثورة ٢٥يناير ٢٠١١م وأنجز المهمة بنجاح وبمهنية القاضي العادل وراعى فيها حاضر الوطن ومستقبله .
ترك ثروة غالية من الفتاوى والآراء الاستشارية التي تميزت بالعمق والتحليل والتأصيل القانوني المحكم، وقبل ذلك ترك للأجيال خُلقاً رفيعاً يشهد له به كل من تعامل معه وعايشه .
ورغم انشغاله بعمله الذي أحبه في سلك القضاء إلا أنه تمكن من إصدار العديد من المؤلفات الفكرية والتاريخية والوطنية ؛ أبرزها : الحركة السياسية في مصر ( ١٩٤٥م - ١٩٥٢ م ) -  الديمقراطية ونظام ٢٣ يوليو ١٩٥٢م -  المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية -  بين الإسلام والعروبة - منهج النظر في النظم السياسية المعاصرة لبلدان العالم الإسلامي..
نسأل الله أن يجزيه خير الجزاء على ما قدم لأمته، وأن يرحمه رحمة واسعة، وأن يجعل مستقره الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا:"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" ( الفجر ٢٧- ٣٠)، كما نسأل الله تمام الصحة والعافية للسيدة الفاضلة زوجته الكاتبة الصحفية عايدة العزب موسى .
وتتقدم جماعة "الإخوان المسلمون "بخالص العزاء والمواساة لأسرته الكريمة، و إلى أهله وذويه، وتلاميذه ومحبيه حول العالم ، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يلهمهم جميعًا جميل الصبر، وحسن العزاء. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الإخوان المسلمون
الجمعة ١٤ رجب ١٤٤٢هـ الموافق؛ ٢٦ فبراير ٢٠٢١م