أحيت وزارة الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينية الذكرى السابعة والعشرين لمجزرة المسجد الإبراهيمي اليوم الخميس، وهي التي شكلت مفصلا مهما في تاريخ اعتداء الاحتلال الصهيوني على المساجد الفلسطينية.
وذكرت في بيان لها ، أنه "مع فجر الجمعة الخامس عشر من رمضان لعام 1414 للهجرة، الخامس والعشرين من فبراير لعام 1994، أقدم مستوطن على جريمة نكراء، راح ضحيتها 29 شهيدا، هذه الجريمة التي لحقتها جرائم كثيرة، ما زال المسجد الإبراهيمي ورواده يتعرضون لها منذ ذلك الوقت وحتى اللحظة الراهنة".
وأكد البيان أن من أخطر الجرائم التي تعرض لها المسجد، إضافة إلى إغلاقه لثمانية شهور متواصلة إثر المجزرة، القرارات التي صدرت عن ما تسمى بـ"لجنة شمغار"، التي قضت بتقسيمه بين المسلمين والمستوطنين، وبموجب ذلك استولى المستوطنون اليهود وبالقوة على 54 في المائة من مساحة المسجد الإسلامي.


وأشار إلى أنه تم منع المسلمين أصحاب المكان وزائريه من حرية دخوله أو تأدية العبادة فيه، وهو الأمر الذي يحاول تطبيقه في المسجد الأقصى المبارك من خلال سياسة التقسيم المكاني والزماني العنصرية، والتي تضرب بعرض الحائط الحق الإسلامي الخالص في المسجدين.


ولفت إلى أن الاحتلال الصهيوني  لا يزال يحاول، ضمن سياسة ممنهجة، السيطرة على المسجد الإبراهيمي وإلغاء السيادة الفلسطينية، وإلغاء اعتباره وقفا إسلامياً خالصا، منوها إلى أنه في عام 2020، على سبيل المثال لا الحصر واصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على المسجد الإبراهيمي بإغلاقه لـ77 يوما ومنع الأذان 599 وقتا.
وأفاد البيان بأن المسجد شهد طيلة العام المذكور، اقتحام العشرات من جنود جيش الاحتلال، بالإضافة إلى قيام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يرافقه عدد من وزرائه، باقتحامه وهو أمر أدى إلى زيادة الاقتحامات والانتهاكات للمسجد، وأدى إلى تجرؤ المستوطنين بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، على نصب "شمعدان" كبير على سطح الحرم الابراهيمي.
وشددت وزارة الأوقاف الفلسطينية على حرمة المسجد وإسلاميته ومكانته التاريخية والدينية، وأنه وقف إسلامي خالص للمسلمين، لا يشاركهم في هذا الحق أيٌّ أحد .
وطالبت الوزارة الدول التي صوتت على قرار تسجيل المسجد الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر في منظمة اليونسكو، بتحمل مسئولياتها تجاه الحرم، داعية المؤسسات المحلية والدولية كافة إلى وضع حد لهذا العبث الخطير بحاضر المسجد الإبراهيمي ومستقبله من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
كما أنها طالبت بعودة المسجد الإبراهيمي كاملا للسيادة الفلسطينية، وإخراج المستوطنين من القسم المغتصب فيه، ووقف كل أشكال التعديات والانتهاكات والإجراءات، التي تعرقل وصول المصلين المسلمين إليه.
ودعت الشعب الفلسطيني إلى ضرورة إعمار المسجد الإبراهيمي، وزيارته وحمايته على مدار الأيام، حتى يبقى يصدع بصوت الله أكبر، رغم أنف المحتلين الحاقدين.