أشاد قائد القوات الجوية الباكستانية الفريق أول مجاهد أنور خان بقوة العلاقات بين بلاده وتركيا، ووصفها بأنها لا مثيل لها بين الدول الأخرى.

جاء ذلك في حديث لـ "الأناضول"، قال أنور خان: إن العالم كله يغبط البلدين على علاقاتهما الرائعة.

وأضاف أن تركيا هي "الوطن الثاني" للباكستانيين، مؤكداً أن مواطنيه والأتراك هم في الأصل "أمة واحدة في دولتين".

وأردف أنور خان أن البلدين الشقيقين تجمعهما مصالح مشتركة إضافة إلى الروابط الدينية والثقافية المشتركة.

ووصف العلاقات بين بلاده وتركيا بأنها "رائعة لا مثيل لها"، مشيراً أن العالم كله يغبط أنقرة وإسلام آباد على هذه العلاقات.

ولفت إلى ضرورة العمل على استمرار هذه العلاقات بين الأجيال القادمة في البلدين.

وأكد أنور خان أن باكستان تقف إلى جانب تركيا فيما يتعلق بقضية قبرص والتحديات الأمنية الأخرى في سورية والعراق ومكافحة الإرهاب.

وأشار إلى أهمية استمرار التعاون بين البلدين للتغلب على هذه التحديات، وأن تنظيمي "بي كا كا"، و"داعش" الإرهابيين يمثلان تهديداً مباشراً لتركيا، موضحاً أن باكستان تواجه تحديات مماثلة على حدودها.

وأوضح أنور خان أن كلاً من تركيا وباكستان لديهما رؤية مشتركة لإرساء دعائم الاستقرار والسلام بالمنطقة وخاصة بالدول الإسلامية، وأن الدعم الكبير الذي تقدمه تركيا لأذربيجان خير دليل على ذلك.

وأعرب عن سعادته بالتطور المتنامي في التعاون في مجال الدفاع بين البلدين، مشيراً إلى استمرار اللقاءات الثنائية المثمرة على أعلى مستوى.

ولفت أنور خان إلى التقدم الكبير الذي حققته الصناعات الدفاعية التركية، مشيراً إلى أن الطائرات المسيرة التركية أدت دورًا محورياً في انتصار أذربيجان ونجاحها في تحرير "قره باغ" من الاحتلال الأرميني.

وأضاف أن الصناعات الدفاعية الباكستانية أيضاً شهدت تطورات مهمة، مؤكداً أهمية استمرار التعاون بين تركيا وباكستان في هذا المجال.

وأوضح أن لدى البلدين قدرات دفاعية مختلفة، وأن التعاون العسكري بينهما يجب أن يقوم على التعاون الاقتصادي.

وأشار إلى أن المشروعات والإنتاج المشترك، والمناورات العسكرية المشتركة، والتدريب، ونقل التكنولوجيا من أهم النقاط التي يمكن التعاون بها في مجال الدفاع.

وذكر أنور خان أن هناك تغييرات طرأت على النظام العالمي، إذ بدأ التحول من النظام أحادي القطب إلى النظام متعدد الأقطاب الأمر الذي جلب معه الكثير من التحديات الجديدة.

وأضاف أن المخاوف الاقتصادية باتت تطغى على القيم الأخلاقية في كل أرجاء العالم، وأن ما يحدث في فلسطين وكشمير وأذربيجان من أبرز الأمثلة على ذلك.

وأعرب أنور خان عن امتنانه وشكره لتركيا على دعمها باكستان في قضية كشمير.

وتابع: تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية مولود جاووش أوغلو، ورئيس البرلمان مصطفى شنطوب في كثير من المحافل الدولية عن قضية كشمير التي تحولت لتهديد وتحد أمني جديد بالمنطقة.

وصرح أنور خان أن باكستان "مدت يدها بالسلام" للهند، ولكن الأخيرة رفضت، مشدداً على أن باكستان تسعى إلى الحفاظ على علاقات صداقة وود مع دول الجوار.

وقال أنور خان: إن ثمة منظمات تعمل لصالح الهند بالوكالة تنشط في أفغانستان، وتعمل على زعزعة الاستقرار فيها، وهي مسئولة عن بعض الهجمات الإرهابية هناك.

نشكر تركيا على دعمها باكستان في قضية كشمير التي أصبحت تحدياً أمنياً وتهديداً بالمنطقة

وبخصوص الهجوم الجوي الهندي على باكستان عام 2019 قال: كان هذا خطأ فادحًا، فقد قام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بهذا لتحقيق هدف سياسي، ولم تحترم الهند وحدة الأراضي الباكستانية، كان هذا سبباً للحرب، وكان علينا الرد، وقد كان ردنا قويا ًوواضحاً للغاية.

وفي 26 فبراير 2019 شنت الهند غارة جوية على ما قالت: إنه "معسكر إرهابي" في الشطر الذي تسيطر عليه إسلام آباد من الإقليم، للمرة الأولى منذ حرب عام 1971، ليعلن الجيش الباكستاني، في اليوم التالي، أسر طيار بعد إسقاط مقاتلتين تابعتين لسلاح الجو الهندي، اخترقتا مجاله الجوي، وتم تسليم الطيار لبلاده في وقت لاحق.

وحول ما يتعلق بالديناميات الإقليمية، أفاد أنور خان أن العلاقات الباكستانية مع الصين التي أصبحت قوة عالمية وعملاقاً اقتصادياً تسير بشكل طيب للغاية، وأن البلدين يدعمان بعضهما بعضاً في جميع المجالات بدءًا من العلاقات السياسية إلى العسكرية.

وأضاف أنور خان أن مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني المزمع تنفيذه سيعمل على إرساء السلام والازدهار والاستقرار في المنطقة باعتباره مشروعاً اقتصادياً وتجارياً.

وحول التطورات في أفغانستان، أعرب أنور خان عن دعم باكستان لعملية السلام الأفغانية، وأنهم يأملون أن تؤدي إلى نتائج إيجابية رغم كل التحديات.

واختتم أنور خان حديثه قائلًا: لا شك أن إرساء الاستقرار في أفغانستان سيكون في مصلحة باكستان