قدمت عضوة مجلس بلدية العاصمة الأمريكية واشنطن "بروك بينتو" تشريعا يدعو إلى إطلاق اسم الصحفي جمال خاشقجي على الطريق المار من أمام السفارة السعودية، في خطوة تكريمية للصحفي الراحل الذي قتله عملاء سعوديون عام 2018.

وسلمت "بينتو" التشريع، الخميس، واصفة "خاشقجي" بأنه كان "مدافعا قويا عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وسيادة القانون"، وفق تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

جرت جريمة قتل "خاشقجي"، الذي كان من سكان واشنطن، داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، في 2 أكتوبر2018، في قضية هزت الرأي العام الدولي، مع اتهامات بأن ولي العهد "محمد بن سلمان" هو من أصدر أمر اغتياله.

وقالت "بينتو"، في بيان، إن الطريق المقرر تسميته باسم "Khashoggi Way" (طريق خاشقجي) يمر من أمام السفارة السعودية مباشرة؛ "لتذكير كل من يزور السفارة السعودية بشجاعة خاشقجي".

وأضافت: "كان خاشقجي يعلم أنه يُعرض حريته وحياته للخطر بتسليطه الضوء على السعودية والبحث عن الحقيقة".

وأكدت أنه "لا يجب أن نسمح لأولئك الذين يُرهبون أصحاب الرأي بالنجاح؛ فالهجوم على الصحافة هو هجوم على حريتنا وديمقراطيتنا".

وما يزال التشريع بحاجة إلى طرحه للتصويت من جانب رئيس مجلس بلدية واشنطن "فيل مندلسون"، وفي حال تمريره، يجب أن تُوقع عليه العمدة "مورييل باوزر" لاعتماده رسميا.

وكانت منظمة "الديمقراطية من أجل العالم العربي الآن"، التي أسسها "خاشقجي" نشرت بيانا الخميس حثت فيه مجلس بلدية واشنطن على المضي قدما في التصويت وتمرير التشريع.

إذ قالت المديرة التنفيذية للمنظمة "سارة ليا ويتسن" إن "إعادة تسمية الشارع المقابل للسفارة السعودية في واشنطن هي تكريم لإرث خاشقجي الذي دفع أغلى ثمن لحرية التعبير، كما سيُذكّر مسؤولي الحكومة السعودية يوميا بأن جرائمهم البشعة لن تُنسى".

تأتي هذه المبادرة بعد جهود مستمرة من قبل جهات رسمية وشعبية لتكريم لائق لـ"خاشقجي"؛ حيث تتوافق مع تحقيق المقررة الأممية "أجنيس كالامار" في عام 2019 حول اغتيال "خاشقجي" خارج نطاق القضاء، حين أوصت بإطلاق اسمه على نصب تذكاري أو شارع مُطل على السفارة تكريما له.

كما دعا ناشطون في واشنطن إلى إعادة تسمية الشارع باسم "خاشقجي" للمرة الأولى بعريضة حملت 10 آلاف توقيع، وقُدمت إلى لجنة الحي الاستشارية المحلية حيث تقع السفارة.

لكن تلك الجهود لم تنجح حينها؛ لأن القانون يحظر إطلاق اسم أي شخص على مكان عام ما لم يمضِ عامان على الأقل على وفاته.

بدورهما، رحب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، وجماعة "كود بينك" المناهضة للحرب بخطوة "بينتو".

وفي بيان، وصف مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الخطوة بأنها "تكريم لائق لناشط ديمقراطي لا يعرف الخوف، ولم يتمكن قتلته من إسكاته حتى بعد موته".

وقال المدير التنفيذي لـ"كير"، "نهاد عوض": "في حين سعى العديد من الزعماء العالميين إلى تجاهل أو التستر على جريمة القتل الوحشية التي دبرها محمد بن سلمان، ظل أصدقاء خاشقجي وأنصاره ملتزمين بضمان عدم نسيان إرثه".