كشف المواطن أحمد ممدوح، مصور "الفيديو" الذي أثار جدلا واسعا من داخل غرفة العناية المركزة في مستشفى الحسينية بالشرقية عن تفاصيل الساعات العصيبة التي انتظر فيها مرضى فيروس "كورونا" إمدادات الإكسجين لنحو 12 ساعة.

وفي مقطع "فيديو" جديد، نشره "ممدوح"، عقب الانتشار الواسع للفيديو الذي وثق وفاة المرضى في العناية المركزة، قال إنه اشتكى من أن "تانك" الأكسجين في المستشفى بدأ في الانتهاء من الساعة 10 صباحًا، وأن عملية إعادة الملء بدأت في 10 مساءا، ولكن بعد وفاة المرضى.

ولفت إلى أن إدارة المستشفى أبلغته منذ منتصف النهار، أن السيارة ستصل خلال دقائق، إلا أنها لم تصل إلا بعد وفاة المرضى.

وروى "ممدوح"، وهو نجل شقيق إحدى المتوفيات داخل العناية المركزة في المستشفى، أن اﻷطباء والتمريض اشتكوا منذ صباح السبت من قرب نفاد "تانك" الأكسجين بالمستشفى، وأنه في العاشرة صباحًا كان مؤشر الأكسجين في مدخل المستشفى يشير إلى وجود 400 لتر فقط، والتي قال إنها كمية ضئيلة جدًا لا تكفي المرضى الموجودين بالمستشفى الذي يضم 4 أقسام للعناية المركزة بالإضافة إلى القسم المخصص لعزل مصابي "كورونا".

وأضاف أنه، وعدد من أهالي المرضى، طالبوا مدير المستشفى ومسئوليه بسرعة توفير اﻷكسجين، وأنه حاول إحضار أنبوبة أكسجين لإنقاذ عمته، ولكن المسئولين في المستشفى كانوا يطمئنونه بوجود أنابيب احتياطية للطوارئ، وأن عربة الأكسجين ستصل قبل نفاد "التانك".

وتابع: "الساعة 1 ظهرًا قالوا لنا فيه 28 أنبوبة أكسجين احتياطي في المستشفى، وهنوصلهم بغرف الرعاية لو الأكسجين اتأخر، وبعدها بساعتين قالولنا عربية الأكسجين وصلت (مركز) الصالحية، لكن حتى التاسعة والنصف مساءً لم تصل، ولم يستخدم المستشفى أنابيب الأكسجين".

وأضاف: "كنت قاعد جنب عمتي، وكانت عايشة ونبضها ونَفَسها كويس لغاية الساعة 9:30، وسِبتها ونزلت أسأل عربية الأكسجين وصلت ولا لأ، ولاقيت شخص نازل من المستشفى بيصرخ وبيقول الناس بتموت، طلعت لاقيت عمتي ماتت ومات معاها كل اللي كانوا في العزل".

وأكد "ممدوح" أن جميع ما سيذكره سيتحمل مسئوليته كاملة، مشددًا على أن إمدادات الأكسجين توقفت بفعل فاعل، دون أن يتهم أحدا بعينه.

وأوضح أن الفيديو الذي انتشر تم تصويره الساعة 10:11، ووقتها وصلت عربية الأكسجين المستشفى وبدأت ملء "التانك."

وأضاف: "يوم الجمعة الماضي، هناك اثنان ماتا في العزل، وصوّرتهما، ويومياً يخرج من المستشفى 7 أو 8 متوفين من المصابين بفيروس كورونا. لقد أحضرتم الوباء للبلد، لأن الناس بتغسل وتدفن بمعرفتها، ومبنى العزل بالكامل كان محبسه مغلقاً، ولا يوجد به أي أكسجين".

ما قاله "ممدوح" يتطابق مع ما نقلته صحف محلية، عن نجل ضحية أخرى للحادث، قال إن والده (44 سنة) لم يكن يعاني من أية أمراض مزمنة، أو تدهور بالغ في حالته الصحية، وأن أحد اﻷطباء أخبره أنه تخطى مرحلة الخطر، قبل أن تبلغه إدارة المستشفى بوفاته.

وقال إنه عندما ذهب للمستشفى "لقيت كل اللى في العناية ماتوا، مش أبويا بس اللى معندوش أمراض مزمنة، كان في شاب كمان صحته كويسة وداخل على رجله، مش عارف إزاي يموتوا".

هذه الشهادة توافقت أيضا مع إحدى الممرضات بالعناية المركزة بالمستشفى، والتي نقلت عنها صحيفة "الوطن"، أنه "مع تمام الساعة التاسعة والنصف مساءً، حدث خلل في أسطوانات الأكسجين ما أدى إلى ضعف وصول الأكسجين للمرضى، الأمر الذي نتج عنه اختناق عدد كبير من حالات العزل".

وأضافت: "فجأة الأكسجين ضغطه قل، والحالات جالها اختناق، وحاولنا بكل الطرق نسعفهم وفشلنا لأن حالتهم كانت متدهورة بالفعل من قبل موضوع نقص الأكسجين".