نشر موقع "Middle East Eye" (ميدل إيست آي) البريطاني تقريرا أكد وجود حالة من الغضب لدى أهالي الضفة الغربية من الفلسطينيين وأسرة الفتي الفلسطيني التي قتل جنود الاحتلال أبنهم بضربه حتى الموت بدم بارد صباح اليوم الأحد.
واستشهد عامر صنوبر، 18 عاما، من سكان قرية يتما في منطقة نابلس، في ساعة مبكرة من صباح الأحد.

وأكدت أن استشهاده على يد القوات الخاصة للاحتلال، أثار غضبًا وتساؤلات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، فيما تبحث عائلة المراهق عن إجابات.
وقال والده عبدالرحيم إنه استيقظ على مكالمة هاتفية في حوالي الساعة الواحدة صباحًا من ضباط الأمن الفلسطينيين في قرية ترمسعيا، على بعد حوالي 15 كيلومترًا جنوب منزل سنوبار في يتما، أخبره أن الجنود الكيان الصهيوني قد قبضوا على ابنه و كانوا "يضربونه".

وأضاف أنه وجد انهم "ضربوه حتى الموت ولم يسمحوا لأحد بمعالجته". وأوضح عبد الرحيم أنه عندما وصل إلى مدخل ترمسعيا مع بعض الأقارب، أوقفهم جنود الكيان الصهيوني المسلحون، ورفضوا السماح لهم بالوصول إلى سيارة ابنه التي تبعد بضع مئات الأمتار فقط.

وقال: "لقد وضعونا تحت تهديد السلاح ولم يسمحوا لنا بالمرور، مهما توسلنا إليهم بشدة"، مضيفًا أنه، على حد علمه، لم يقدم أي من جنود الكيان الصهيوني الرعاية الطبية لابنه.

قال عبد الرحيم: "أخبرنا المسعفون أنهم عندما وصلوا لم يسمحوا لهم بالاقتراب من ابني على الفور". "كأنهم كانوا ينتظرون موته، قبل أن يسمحوا لأحد أن يلمسه ويحاول إنقاذه.

وكان عامر صنوبر وصديق له يجمعان علب الصفيح والأشياء المعدنية الأخرى لبيعها للحدادين المحليين، وهو عمل كان عامر يقوم به لفترة بعد ترك المدرسة الثانوية.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، إلى جانب مسئولين من مجمع فلسطين الطبي في رام الله إلى حيث تم إجلاء عامر، أنه تعرض للضرب حتى الموت، مشيرين إلى علامات واضحة لصدمة جسدية على جسده تتفق مع تعرضه للضرب بأشياء حادة، مثل مؤخرة بندقية.

وأدعت صحيفة "هآرتس" الصهيونية أن رواية جيش الاحتلال أن "عامر تعثر و"سقط وضرب رأسه" أثناء مطاردة على الأقدام، مما أدى إلى وفاته"!.
ونفى بيان الجيش دورهم في مقتل عامر، وقال إن الجنود قدموا الإسعافات الأولية إلى عامر، وهو ادعاء يتعارض بشكل مباشر مع روايات شهود عيان لمسعفين فلسطينيين وأفراد عائلة عامر الذين كانوا في الموقع، بحسب (م.إ.آي).

وقال جمعة أبو عالية لـ"ميدل إيست آي": "نحن كفلسطينيين ليس لدينا أي حقوق، ولا يمكننا الدفاع عن أنفسنا. علاوة على ذلك، لا يُحاسب جنود الكيان الصهيوني أبدًا على أفعالهم، لذلك يفعلون ما يريدون. الشخص الوحيد الذي سيحكم عليهم هو الله ولكن بالنسبة لنا لا عدل هنا على الارض".

وقال ربيعة عمة عامر وهي تمسح الدموع من على وجهها: "لا نعرف سبب مقتله، لكن لا عذر لقتل فتى بهذه الطريقة وضربه حتى الموت. ما المبرر للقيام بذلك؟ "الطريقة التي قتلوه بها كانت عدوانية للغاية. إنها حيوانية، أن تهاجم طفلًا مثل هذا بهذه الطريقة. الأشخاص الذين فعلوا ذلك به ليسوا بشرًا، وليس لديهم روح أو مشاعر في قلوبهم".