تحت عنوان "إنهم يستهدفون الحياة بإدلب: الضربات السورية والروسية على البنية التحتية المدنية"، أكدت منظمة "هيومن رايتس واتش"، في بيان لها اليوم الخميس، أن النظام السوري بمساعدة روسيا ارتكبا جرائم حرب وقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية بحق المدنين في إدلب.

وكشفت المنظمة الحقوقية أنّ عشرات الضربات الجوية والبرية غير القانونية التي استهدفت والمدارس والأسواق، ما بين إبريل 2019 ومارس 2020، تسببت في مقتل مئات المدنيين، كما أضرت الهجمات بشكل خطير بالحق في الصحة والتعليم والغذاء والماء والمأوى، مما أدى إلى نزوح جماعي". ووثقت المنظمة في تقريرها العشرات من تلك الانتهاكات المرتكبة خلال أحد عشر شهرًا من العمليات العسكرية، لإعادة السيطرة على إدلب والمناطق المحيطة، حيث آخر معاقل جماعات المعارضة المسلحة.

وحذرت المنظمة من خطر تجدّد الأعمال العدائية على المدنيين يحوم بالأفق، من دون أن تكون هناك أي تدابير محلية أو دولية قد اتُخذت ضدّ المسئولين عن الانتهاكات الجسيمة، حيث لا توجد أي آلية لردع مرتكبي الجرائم وغيرهم عن ارتكاب الفظائع في المستقبل". واستعانت في توثيقها  بمقابلات مع شهود عيان ومسئولين في منظمات غير حكومية دولية، وخرائط وصور أقمار صناعية، كما بتقارير منظمات أخرى.

ويسلّط الضوء على "الاستراتيجية العسكرية التي انتهك فيها التحالف السوري الروسي بشكل متكرر قوانين الحرب الدولية ضد 3 ملايين مدني هناك، حيث كان قد نزح العديد منهم إلى المنطقة في وقت سابق بسبب القتال في أماكن أخرى من البلاد". ويلفت الانتباه إلى نزوح قرابة المليون ونصف المليون من سكان محافظة إدلب خلال تلك الفترة.

ویسمّي التقرير "عشرة من كبار المسئولين المدنيين والعسكرين السوريين والروس الذين قد يكونون متورطين في هذه الانتهاكات على أساس مسئولية القيادة: كانوا على دراية أو ينبغي أن يعرفوا بهذه الانتهاكات ولم يتخذوا أي خطوات فعالة لوقفها أو معاقبة المسؤولين عنها مباشرة".

القتلة المتورطون

ومن بين هؤلاء القادة السوريين والروس الذين قد يتحملون مسئولية القيادة عن الانتهاكات خلال تلك الفترة، "الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلادیمیر بوتین، وهما القائدان العامان لقواتهما المسلحة؛ ووزير الدفاع السوري والرجل الثاني في قيادة القوات المسلحة السورية العماد علي عبد الله أیوب؛ وقائد القوات الجویة السوریة اللواء أحمد بلول؛ ووزیر الدفاع الروسي، الرجل الثاني في قيادة القوات المسلحة الروسیة، جنرال الجیش سیرغي شویغو؛ والنائب الأول لوزیر الدفاع الروسي ورئیس الأركان العامة للقوات المسلحة جنرال الجیش فالیري جیراسیموف؛ والنائب الأول لقائد الأركان العامة للقوات المسلحة الروسیة ورئیس مدیریة العملیات الرئیسیة لهیئة الأركان العامة للقوات المسلحة العقید الجنرال سیرغي رودسكوي؛ وقائد القوات الروسیة في سوریة منذ مارس 2019  حتى 10 إبریل 2019 العقید الجنرال سیرغي فلادیمیروفیتش سوروفكین؛ وقائد القوات الروسیة في سوریة منذ 10 إبریل 2019  حتى سبتمبر 2019  العقید الجنرال أندریه نیكولای فیتش سیردیوكوف؛ وقائد القوات الروسية في سورية من سبتمبر 2019  وعلى الأقل حتى سبتمبر 2020  العماد ألكسندر یوریفیتش تشایكو".

ويشير التقرير إلى "شن التحالف السوري الروسي لعشرات الهجمات الجوية والبرية على المدنيين والبنى التحتية المدنية في انتهاك لقوانين الحرب، وضرب أماكن العمل، والعبادة، والدراسة، بما فيها المنازل، والمدارس، ومرافق الرعاية الصحية والأسواق. استخدام التحالف القذائف العنقودية، والأسلحة الحارقة، والبراميل المتفجرة العشوائية في مناطق مأهولة بالسكان، فكان لذلك أثر قاتل. قتلت الهجمات 1600 مدني على الأقل، ودمّرت وألحقت أضراراً بالبنية التحتية المدنية، وأجبرت نحو 1.4 مليون شخص على النزوح".

ويوثق التقرير "ستة وأربعين هجومًا بريًا وجويًا أصابت بشكل مباشر أو ألحقت أضرارًا غير مباشرة بالمدنيين والبنية التحتية في إدلب، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي أو قوانين الحرب".

لمشاهدة التقرير كاملاً اضغط هنا