أُدِين ضابطٌ بفرقة "حراس كولدستريم"، التابعة للجيش البريطاني، بالإساءة العنصرية لزميل، بعدما أعرب عن سعادته بتعرض المسلمين لـ"الذبح" عقب 10 أيام من واقعة الهجوم الإرهابي على مسجد في نيوزيلندا، بحسب ما ذكرته صحيفة The Daily Mail البريطانية، الجمعة 18 سبتمبر/أيلول 2020.

كان الضابط ديريك ماكهيو، برتبة وكيل رقيب، يعمل في غرفة الحراسة في ثكنات ببلدة وندسور، حين تظاهر بأنه يُطلِق النيران من بندقية قائلاً إنه "أحب" ما فعله مُنفِّذ الهجوم اليميني المتطرف.

"المسلم الحقير"
وصف الضابط البالغ من العمر 37 عاماً زميله العريف مومودو سونكو بـ"المسلم الحقير"، قبل التعبير عن إعجابه بالمتعصب للجنس الأبيض الذي حصد أرواح 51 شخصاً في هجومه على مسجدين في كرايستشيرش.    

بمواجهته، أقرّ ماكهيو أنه لا يحب الثقافة الإسلامية، وأخبر ضباط الشرطة العسكرية الملكية أنه "لا يرى أي شيء خاطئ في ذلك".

كما أوضح العريف سونكو للمحكمة العسكرية المنعقدة في هذا الشأن أنه في أثناء عمله قائداً للحرس في ثكنات فيكتوريا، بتاريخ 25 مارس 2019، تلقى خطاباً بحاجة للتمرير للمركز الطبي، ومن ثم بدأ يُوجِّه للسيدة التي سلّمت الخطاب القليل من الأسئلة، لكن وكيل الرقيب ماكهيو قاطعه وقال له: "اتركه فحسب".   

أخبر سونكو المحكمة: "قلت له مازحاً: قد تكون هناك خطورة أمنية، لكنه لم يرد… ربما لأنه لم يرَ أية خطورة في ذلك، أو لأنه لم يهتم لما أقول".
أضاف سونكو: "بعد رحيل المرأة مباشرة كنت أجلس إلى مكتبي وأعمل على جهاز الحاسوب الخاص بي، حين سمعت فجأة: أيها المسلم الحقير….".
ولفت سونكو إلى أنه لم يكن بالغرفة غيره هو وماكهيو وجندي آخر -لم تُكشَف هويته- أي أنه كان المسلم الوحيد في الغرفة.

كما قال العريف، الذي ينحدر من غامبيا، وهو فرد من كتيبة المشاة "1 ريفلز" بالجيش البريطاني، إنه تجاهل تعليقه لأنه سمع ماكهيو يتلفظ بتعليقات مماثلة في مرات عديدة سابقة.

العنصرية مثل "شرب الماء"
أخبر سونكو المحكمة أنَّ العنصرية بالنسبة للحارس المخضرم في فرقة "كولدستيرم" هي "مثل شرب الماء"، إلى جانب أنه يستخدم بانتظام لغة "مهينة" في الحديث عن الأقليات.  
إضافة إلى ذلك، عَلِمَت محكمة بلفورد العسكرية أنَّ وكيل الرقيب ماكهيو وقف بعدها بدقائق وقال: "أحببت الطريقة التي اقتحم بها ذلك الرجل المسجد و…"، بينما يرفع بندقيته متظاهراً بإطلاق النيران.

من جانبه، قال المدعي سولومون هارتلي: "ينفي ماكهيو أنه قال تلك العبارات، لكنه لا ينفي كراهيته للمسلمين". وإهانات ماكهيو ما هي إلا الأخيرة في سلسلة طويلة من التعليقات العنصرية الموجهة ضد الجنود المسلمين والسود.

وجّهت المحكمة العسكرية إلى ماكهيو تهمتين باستخدام عبارات مهينة أو مسيئة وبسلوكيات تهديد عنصرية عن عمد. وستُصدِر المحكمة لاحقاً حكمها النهائي بشأن معاقبة ماكهيو.