للعام السابع على التوالي، يصر المنقلب عبدالفتاح السيسي على أن يمنع مسجد رابعة العدوية بحي مدينة نصر أن يذكر فيه اسم الله، ساعيا إلى خرابه ما بقي حيا.
ويرى مراقبون أن عقاب المسجد لا لشئ إلا لأنه كان عنوانا لاعتصام تحالف أنصار الشرعية ورفض الانقلاب في مصر، وعلى مدار 7 سنوات، تارة يغيرون اسمه وأخرى يعِدون بفتحه ثم ينكسون وعودهم خشية أن يصبح منطلقا لثورة جديدة.

ففي مايو 2019، أعلن مختار جمعة وزير أوقاف الانقلاب عن تغيير أسماء 516 مسجدًا بينهم مسجد “رابعة العدوية”، بالقاهرة، الذي شهد مجزرة فض الاعتصام أغسطس 2013.
وكان الاسم الجديد لرابعة العدوية "الرحمة".. وأفصح "جمعة" عن موغرات صدره فادعى أن "رسالة المساجد لا تُستخدم لصالح أية جماعة أو حزب أو فصيل، وألا يُزج بها في الصراعات الحزبية أو السياسية أو الأيدولوجية". وأعلنت وزارة الأوقاف عدة مرات؛ أن موعد فتح المسجد اقترب، دون أن تحدد موعدا لهذه الخطوة.

جهات سيادية
في حين أن وزير أوقاف الانقلاب  نفسه، هو من أكد أن "جهات سيادية" تقف خلف تأجيل افتتاح المسجد مجددا. وفي مايو 2017، أقام أحد المحامين دعوى قضائية الأسبوع الماضي أمام محكمة القضاء الإداري، يطالب فيها بوقف قرار وزير الأوقاف بمنع فتح مسجد رابعة العدوية لأداء الصلوات، واختصم في الدعوى وزيرا الأوقاف والداخلية ومحافظ القاهرة بصفتيهما.

وفي 2014 انتهت أعمال ترميم المسجد بعدما أحرقه الجيش والداخلية بمن فيه من المعتصمين الجرحى والأطباء الأحياء، وعلّق وكيل اوقاف الانقلاب جابر طايع أن مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر مازال مغلقاً رغم الانتهاء من جميع أعمال الترميم التى أجريت له مبررا ذلك بـ"الدواعي الأمنية".
وقال "طايع": "وفى حال افتتاحه سيكون كغيره من المساجد التي تخضع لوزارة الأوقاف.

ومطلع 2015 صدر قرار بالتحفظ على ممتلكات الجمعية، وتعيين المفتي السابق علي جمعة، رئيسًا لها، في إطار حظر نشاطات جماعة الإخوان المسلمين. وفي 14 أغسطس 2013، نفذت قوات من الجيش والشرطة مجزرة بحق اعتصامين لرافضي الانقلاب على د. محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا في مصر، بميداني النهضة ورابعة العدوية الذي يضم مسجدًا يحمل الاسم ذاته.

وفي نوفمبر 2013، أعادت السلطات فتح ميدان رابعة أمام حركة المرور، فيما أبقت على المسجد مغلقا حتى الآن على الرغم من إعلان انتهاء ترميمه.
وتحاصر قوات الشرطة المسجد وتمنع المواطنين من الاقتراب منه أو تصويره، كما تمنع أي شخص من الوقوف في الميدان.

المسجد في سطور
ومسجد رابعة العدوية هو أحد أشهر المساجد بالقاهرة، يقع المسجد بحي مدينة نصر بشرق القاهرة عند تقاطع طريق الأوتوستراد مع شارع الطيران، وترجع شهرة المسجد الكبرى لخروج جنازات المشاهير منه وذلك لقربه من مقابر شرق القاهرة. واشتهر أكثر عندما اعتصم حوله أنصار الرئيس محمد مرسي قبيل الانقلاب العسكري ضده.
وبعد امتداد الاعتصام لقرابة الخمسين يوما تخللها أحداث دامية مثل أحداث الحرس الجمهوري وأحداث طريق النصر تم فض الاعتصام بالقوة صباح يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013 من قبل قوات الداخلية، وتم خلالها اقتحام المسجد وحرقه من قوات الجيش والداخلية. وظل المسجد مغلقا منذ ذلك الحين.

واشتهرت جمعية مسجد رابعة العدوية في العام 1993 حيث تعد الجمعية أحد أهم الجمعيات العاملة في مجال العمل الخيري والتنموي بالقاهرة، يدير الجمعية مجلس إدارة مكون من 11 عضواً، كما يبلغ أعضاء الجمعية العمومية 300 عضو كلهم من المتطوعين، يرأس المستشار سيد السبكي مجلس إدارتها.
ومستشفي الجمعية الكبير تأسس في العام 1997، ويقدم المستشفى جميع التخصصات وبه وحدة للطوارئ وعيادات خارجية ووحدة للغسيل الكلوي.