لا يزال استبداد نظام الأسد يفعل فعله بالشعب السوري في جميع مناحي الحياة، فمن دمار شبه كامل للبنية التحتية الخدمية، وانهيار كامل في الاقتصاد، وتسلط وإجرام أمني وعسكري، إلى فاجعة جديدة في الناحية الصحية والطبية في ظل انتشار جائحة كورونا التي تعاني منها الدول القوية قبل الدول الضعيفة.

لقد أكدت التقارير الحقوقية والطبية، وأيضا بعض التقارير الخاصة من مناطق النظام، أن أعداد من أصيبوا بالفيروس يصل إلى عشرات الآلاف، وأن الوفيات اليومية قد تصل المئات، وهو أمر متوقع في ظل غياب بنية طبية تساعد على مواجهة هذا الوباء، وفي ظل غياب المسؤولية الأخلاقية التي هي واجب على عاتق الدولة في رعاية مواطنيها.

 لقد انتهج نظام الأسد سياسة تدميرية تجعل الإنسان السوري بين فكي الموت في كل الاحتمالات، حتى أصبح المجتمع السوري غير قادر على توفير أدنى متطلبات البقاء على قيد الحياة.

ومما يزيد المأساة وجعاً، وجود عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون النظام المكتظة، دون أي إجراءات صحية أو طبية أو وقائية، مما يجعل المعتقلين فريسة سهلة لهذا الفيروس الذي يفتك بالمجتمعات الصحية فضلاً عن سجون هي أقرب للمقابر.

إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية للعمل الفوري لتوفير المساعدات الطبية للشعب السوري، وإجبار نظام الأسد على توفير الحد الأدنى من الرعاية الطبية لهذا الشعب الذي ينهشه الفقر والمرض والجوع، بدلاً من توجيه ميزانيات الدولة ومقدراتها للحملات العسكرية والأمنية ضد السوريين.

كما ندعو جميع السوريين في الخارج للعمل من أجل دعم أهلنا في الداخل السوري ومدهم بالمساعدة الإنسانية والطبية، والتحرك على كافة المستويات لفضح تكتم نظام الأسد على حقيقة الفاجعة المترتبة على تفشي هذا المرض، إلى جانب ممارساته الممنهجة التي تهدف لإنهاء كل أشكال العيش الكريم لهذا الشعب الحر، في سوريا أو خارجها.

جماعة الإخوان المسلمين في سورية
١٥ من ذي الحجة ١٤٤١ ٥ أغسطس ٢٠٢٠