قال رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت إن هناك من يريد أن يحوّل المعركة من وجه الفساد الى معركة صراعات نفوذ حتى يستمر في ممارسته للفساد والمحاصصة.
وفي حديث إلى إذاعة "الفجر" اللبنانية ربط "الحوت" بين محاولات الخروج من الحالة المأزومة التي يمر بها لبنان اقتصاديا وفي مواجهة الأزمات المختلفة ومنها أزمة كورونا وبين محاولة إدخال "الجماعة الإسلامية" ضمن بؤرة تلك المحاصصة والكيدية وتصفية الحسابات.
واعتبر الحوت أن "محاولات شيطنة بعض المناطق لا سيما طرابلس تأتي من أن هناك متضررين كثر يبدو من مشهد تحرك الناس في "١٧ تشرين" بعيداً عن البعد الطائفي والمذهبي والمناطقي والحزبي، ومن تسمية طرابلس بـ "عروس الثورة" مثلاً، فأرادوا أن يشوهوا الصورة لأسباب متعددة:
- فمن هؤلاء من يريد أن يحوّل المعركة من وجه الفساد الى معركة صراعات نفوذ حتى يستمر في ممارسته للفساد والمحاصصة.
- ومنهم من يريد أن يصرف التركيز عن تقديمه أولوياته الإقليمية على أولوياته الداخلية وانعكاسات ذلك على واقع الأزمة اللبنانية.
- وهناك على مستوى الأنظمة في المنطقة من يشعر بأنه متضرر من أي تحرّك شعبي نحو الإصلاح والتحرر من سلطة الطبقة السياسية الحاكمة فيسعى الى اختلاق صراعات داخلية بينية لوقف هذه التحركات الشعبية الإصلاحية.
وأعلن رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية بلبنان "رفض استخدام لبنان كورقة في الصراعات الدولية - الاقليمية وتحييده عن كل هذه الصراعات ما عدا الصراع مع العدو الصهيوني".
وأكد "عدم الاستجابة الى من يريد إشغال الناس بصراعات نفوذ على مستوى المناطق أو تحويل الصراع الى صراع طائفي أو مذهبي بينما هو في حقيقته صراع حريات ومطالب محقة".

مقال "الأخبار"
وتحت عنوان "«تتريك» في الشمال.. تركيا في لبنان على خطى الإخوان المسلمين: «التمكين» أوّلاً" كتب فراس الشوفي  اليوم الإثنين 13 يوليو مقالا بالأخبار اللبنانية يسير على نفس الاتهام وقال إنه "منذ ما قبل زيارة أردوغان لعكار، تزامن الاندفاع التركي نحو لبنان مع الاندفاع نحو سوريا، الذي توّج بسلسلة تفاهمات اقتصادية وسياسية بين 2009 و2010".
وادعى الكاتب أن أردوغان طرح على.. بشار الأسد مشاركة تنظيم الإخوان المسلمين في الحكومات السورية، وانهارت تماماً مع التحوّلات الاميركية تجاه سوريا مطلع عام 2011 وتطور الأعمال العسكرية في إدلب وحماة ضد القوات السورية، وعمليات تشجيع السوريين على النزوح إلى الداخل التركي".
وضمن مزاعمه أن النظام التركي يستثمر في الفروع العربية لتنظيم الإخوان المسلمين، قال "فراس": "ولبنان ليس محيّداً عن هذا النشاط. فمنذ العام 2006، ودخول القوات التركية كجزء من قوات اليونيفيل إلى لبنان، وجّه الأتراك منظمة «تيكا» (TIKA)، أو «وكالة التعاون والتنسيق التركية»، للعمل في لبنان..".
وادعى أن "..النشاط التركي في لبنان يتخّذ أشكالاً عديدة، تصبّ جميعها في اتجاه واحد، هو تعزيز النفوذ التركي داخل بيئة المسلمين السنّة في لبنان، وتحديداً في الشمال، ومواجهة النفوذ السعودي ــ الإماراتي المتآكل أصلاً، في حرب قيادة «العالم السنّي» المندلعة بين السعودية وحلفائها من جهة، وتركيا وحلفائها من جهة أخرى، على امتداد العالم القديم، من جاكرتا إلى نواكشوط".
وزعم أن "الخطّ الآخر (لدى الأتراك) ، هو حالة الاحتضان لعدد من الشخصيات السلفية في الشمال، مثل الشيخ سالم الرافعي، بعد أن لمست تلك المجموعات تراجعاً سعودياً عن الاهتمام بلبنان، بالتوازي مع الدعم التركي المستمر للجماعة الإسلامية، الفرع اللبناني لتنظيم الإخوان المسلمين".

مقالات التعبئة
وفي بُعد أكثر وضوحا قال المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الشمال اللبناني ايهاب نافع في بيان إن هناك "ممارسات لشيطنة مدينة طرابلس وأهلها عبر زجّ اسم هذه المدينة الصابرة على أنّها جزء من مخطط تركي، تارة لاحتلالها وأخرى لشراء ذمم أهلها ومكوناتها السياسية والشعبية".
وأبدى نافع التعجب بقوله: "وبدلاً من أن ينشغل ممولو الموقع المعروفون لكلّ اللبنانيين بمحاولة إظهار تقصير الدولة وغيابها عّن ممارسة دورها الإنمائي، يذهب الموقع وأصحابه بعيداً عبر استجلاب خطاب التعبئة الخطيرة خدمة لمشاريع إقليمية مشبوهة، تعمل ليل نهار على بثّ الشائعات واختلاق الأخبار التي يدرك أهلنا في الشمال أنها تدليس وكذب".
وعن محاولات مقالات صحفية تمارس هذا الدور تكرارا ومنها موقع "أساس ميديا" وأخرى لم يسمها أوضح "يهمنا في الجماعة الإسلامية أن نشير إلى أن مقالات الكاتبة زجت باسم الجماعة مراراً على أنها جزء من المخططات التركية عبر اختراع ممنهج لأسماء تدّعي أنها جزء من الجماعة ومن الناشطين في صفوفها، وما هذا إلا افتراء جديد يسيء للمهنية الصحفية وأدبياتها".
وحذر نافع من أن الجماعة تجدد رفضها المستمر لهذا الأسلوب الخطير الذي هو أحد أدوات محور الثورات المضادة العربية الرافض للتحرر من أغلال العبودية للزعيم".
وختم بيانه قائلا: "نؤكد على هوية المدينة التي تعتبر الجماعة مكوناً أساسياً فيها، يهمنا أن نشدد على حرصنا الثابت على علاقة طرابلس بمحيطها العربي والإسلامي وأن شغلها الشاغل هو في خروجها من النفق المظلم الذي أدخلت إليه ظلماً وعدوانا من قبل السلطة وأدواتها، وما ممولو المواقع المشبوهة إلا أحد أركانها".

تتريك الجماعة
واستغلت بعض الصحف والمواقع اللبنانية ومنها "الأخبار" اللبنانية المعروفة بولائها لحزب الله الشيعي، زيارة تمت في 11 يوليو الجاري، من وفد من قيادة الجماعة الإسلامية في صيدا المستشفى التركي، ولقاء مدير المستشفى واستعراض كافة شؤون المستشفى ووضعه السابق والحالي، واعمال الصيانة والاجراءات المطلوبة لإطلاق العمل فيه.
وكان من الوفد أن أبدى حرص الجماعة الإسلامية على افتتاح هذا الصرح الطبي الفريد من حيث اختصاصه واستعداد الجماعه لبذل كافة الجهود وتذليل الصعاب وتأمين الاتصالات والاحتياجات للإسراع في انجاز عمليات التحضير والصيانة والافتتاح.
ووجه الوفد الشكر لتركيا، رئيسا وحكومة وشعبا، ومؤسسة تيكا(للإغاثة الإنسانية)، أصحاب الأيدي البيضاء في بناء وتقديم هذا الصرح للشعب اللبناني متمنين عليهم متابعة جهودهم ودعمهم لاستكمال افتتاح المستشفى لما خصص له.

مهاجمة الحكومة
ولمشاركة الجماعة سياسية ببيانتها الرسمية في انتقاد السلوكيات الحكومية تجد بالمقابل تصيدا لأعمالها حتى وإن كانت خيرية واجتماعية، ففي 7 يوليو أصدرت الجماعة الإسلامية في طرابلس بيانا قالت إن "حكومة التكنوقراط أغرقت طرابلس بالظلام الدامس"
واستغربت "الجماعة" التصدي لطرابلس (باعتباره منطقة تمركز سنية) وقال بيانهم "لماذا الظلم الأكبر يقع على طرابلس فقط ؟ لماذا النسبة الأكبر من الحرمان هي في طرابلس فقط ؟ لماذا التعاطي السلبي من قبل المسؤولين المعنيين تُحقق فيه طرابلس أرقاماً قياسية ؟ لماذا أسعار السلع والمواد الغذائية هي الأكثر ارتفاعاً في طرابلس فقط في ظل غياب تام لأجهزة الرقابة التابعة لوزارة الاقتصاد ؟ ولماذا... ولماذا... ولماذا... ؟".
واعتبر بيانهم أن "الواقع المجحف بحق مدينة طرابلس العاصمة الثانية بالاسم وليس بالفعل قد يؤدي إلى ولادة وضعٍ هو الأكثر بؤساً بين كافة المناطق والمدن اللبنانية والأكثر استتباباً للأمن لأنها تنعم بالأمن، بغضّ النظر عن بعض الأقاويل الكاذبة والمفبركة عن احتمالات لا تبشر بالخير والقصد منها زيادة الظلم والسمعة السيئة بحق هذه المدينة المحرومة".