منذ عام  كنت أغادر زغرب عائدآ إلى بلدي  بعد مؤتمر حزين عُقد لمناصرة مسلمي البوسنة والهرسك.. كان التشاؤم يصبغ تفكيري والقلق على مستقبل الإسلام يهز أقطار نفسي، ويرجع ذلك إلى أمرين:

أولهما: أن التعصب الديني كان يحرّك أعداء الاسلام بقوة ويغريهم بمزيد من العدوان والتحدّي..
والآخر: أن الاسلام الرسمي كان بارد الأنفاس واهن القوى، تسودة نزعات علمانية ونظريات في الكتب عن حقوق الإنسان وكرامات الشعوب وكلمات جوفاء عن حرية التدين..  وهي كلمات لا تعني إلا ضرب الإسلام وإعادتة إلى الصحراء من حيث جاء، ثم تمكين العنصرية والشذوذ والطغيان من مستقبل الأرض كلها..

وبقيت مُدّة وأنا أرقب الميدان المائج عن بُعد، حتى قرأت أخيرا هذا النبأ في صحيفة الاتحاد تحت عنوان:
"الاستعداد لتحويل جامع (آيا صوفيا) إلى كنيسة"، كتب مصطفي نجاني أوزفاتورة في جريدة تركيا يقول: اتخذت العناصر المؤيدة للاتحاد الأوروبي وروسيا مع اتحاد الكنائس المسيحية أُهبة الاستعداد  لبدء الحملة الصليبية الخامسة عشرة ضد الإسلام والعالم التركي، وذلك لتحقيق أهداف ثلاثة:

(١) محو الوجود الإسلامي وكل الآثار العثمانية في البلقان، وذلك باستخدام اليونان والصرب والكروات.
(٢) إخضاع شمال وجنوب القوقاز من جديد لسيطرة روسيا الاتحادية التي تتلقى الأوامر من الغرب وتستأصل المسلمين في القوقاز وجورجيا وأرمينيا.
(٣) وضع القانون الأساسي لدولة دينية جديدة تشبة الفاتيكان في إسطنبول، تضم فنار الروم والمناطق البيزنطية داخل أسوار المدينة وعلى رأسها آيا صوفيا.

وتمهيدًا لإقامة الدولة الجديدة للأرثوزكس في العالم فإن الزعيم الروحي لهذه الطائفة سيشارك في أعمال البرلمان الأوروبي لشرح الأسس القانونية لتلك الدولة، ولفرض الأمر الواقع على تركيا التي لا تزال واقفة على باب الاتحاد الأوروبي تنتظر الإذن لها بالدخول!.

ونحن نعلم..
- أن الكاثوليك أقاموا دولة الفاتيكان للإشراف على شئونهم..
- وأن اليهود أقاموا دولة إسرائيل لجمع شتاتهم..
- وأن الأرثوزكس يريدون أن تكون لهم دولة حول مسجد آيا صوفيا بعد تحويله إلى كنيسة كما كان، وقد شرعوا في رسم حدود هذه الدولة..
- أما العالم الاسلامي فقد قامت به حركات سياسية كبيرة لإحلال القومية محل الدين، ولا مكان فيها للإسلام..
هل تكشفت الخطط ووضحت النيات؟؟.
----
نُشر بجريدة الشعب في فترة التسعينيات