حمّلت حركة مجتمع السلم ”حمس” الجزائرية، السلطات الفرنسية أزمات الشعب الليبي منذ البداية إلى الآن، وكذا الدول العربية الراعية للفتن المعادية لإرادة الشعوب.

وقالت الحركة في بيان لها اليوم الأربعاء، إن متسببين آخرين من الدول العربية والأجنبية ومرتزقة "فاجنر" وغيرهم دعموا اللواء المتقاعد خليفة حفتر في رفضه للحلول السياسية في "اجتماع برلين" الذي كانت الجزائر طرفا أساسيا فيه. وأشار البيان إلى أن "حفتر كاد يدخل طرابلس ويصل إلى الحدود الشرقية للجزائر لو لا هزيمته واندحاره".

وجاء البيان بالتزامن مع إعلان فرنسا الانسحاب من عملية للأمن البحري لحلف الناتو في المتوسط بسبب خلافاتها مع تركيا حول ليبيا.
حيث أعلنت "وزارة الجيوش الفرنسية" اليوم الأربعاء، أن فرنسا قررت الانسحاب موقتا من عملية للأمن البحري لحلف شمال الاطلسي في المتوسط بسبب خلافات مع تركيا مستمرة منذ أشهر بسبب النزاع في ليبيا على وجه الخصوص.

وأضافت "الوزارة" في مؤتمر عبر الهاتف، أنه "بظل أجواء توتر شديد بين باريس وأنقرة، قررنا سحب وحداتنا موقتا من عملية سي جارديان بانتظار تصحيح الوضع".
واتهمت الخارجية الفرنسية تركيا باستهداف إحدى فرقاطاتها أثناء فحص سفن يشتبه بانتهاكها حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، لكن أنقرة نفت ذلك.

تقرير "الإندبندنت"

ويلقى المشير حفتر دعم الإمارات العربية المتحدة ومصر وروسيا وفرنسا رغم نفي الأخيرة، ومن جانبها أكدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن دعم فرنسا لمليشيات الانقلابي خليفة حفتر في ليبيا انعكس عليها سلبا، وتوجيهها الاتهامات لتركيا، بشكل متواصل "أمر سخيف".

ووفق الصحيفة فإن الدعم الفرنسي لحفتر انقلب إلى العكس، بعد الخسائر الأخيرة التي تكبدتها مليشياتها، وتراجعها بعد خسارتها كامل الحدود الإدارية لطرابلس وأغلب المدن في المنطقة الغربية.

وقالت الصحيفة "الدعم الفرنسي لحفتر بزعمها محاربة الإرهاب في ليبيا، بدأ يتلقى انتقادات كبيرة، خصوصا لوزارة الخارجية الفرنسية تجاه استراتيجية دعمها لحفتر". وأضافت "فرنسا دعمت حفتر واثقة بالإمارات، لتجد نفسها وحيدة الآن، ولم تجنِ أية فائدة من دعمها السياسي والدبلوماسي الذي قامت به، بعد الخسائر المتكبدة لحفتر".

والأربعاء، أعرب وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو عن بالغ قلقه من التواجد الفرنسي في ليبيا، ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصف الدعم التركي للحكومة الليبية بـ"اللعبة الخطيرة".

وسبق أن أدان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو ردا على ماكرون، الثلاثاء، نهْج فرنسا المدمر تجاه ليبيا، واتهمها بالسعي إلى تعزيز الوجود الروسي في هذا البلد الذي تمزقه حرب أهلية منذ 2011.