طالبت حملة "باطل"، منظمة الصحة العالمية بإرسال لجنة مستقلة لزيارة سجون الانقلاب في مصر، عقب تكرار حالات الوفاة بين المعتقلين جراء إصابتهم بفيروس كورونا، وسط مخاوف من انتشار الفيروس القاتل ين المعتقلين.

ودعت الحملة في رسالة لها موجهة للمنظمة ممثلة بمديرها العام أدهانوم غيبرييسوس، ونائبه سوزانا جاكاب، والمدير الإقليمي للمنظمة في البشرق الأوسط أحمد المنذري، بإرسال لجنة مكومة من موظفي المنظمة، وآخرين عن الأمم المتحدة لزيارة سجون مصر وجميع مراكز الاحتجاز.

وأكدت  المنظمة في  أن الهدف من هذه الزيارة هو تقييم معدلات العدوى، والرعاية الطبية، وتدابير الحماية، بعد تزايد  التقارير  عن وجود مئات الآلاف من المصابين بكورونا في مصر، بخلاف الأرقام الرسمية المعلنة، يستدعي القلق.

وتابعت أن المنظمة حصلت على شهادات مقلقة من داخل السجون لانتشار فيروس "كورونا"، ففي سجن العقرب وحده تم تسجيل أكثر من 300 حالة، بحسب "باطل".

وقالت المنظمة الحقوقية، إن السلطات تجاهلت جميع هذه الحالات، ولم تتخذ إجراءات وقائية في السجن الذي يوجد به النزلاء السياسيون.

وتوفي أمس الأربعاء بالإهمال الطبي بسجون الانقلاب نقيب المعلمين السابق بمركز سمنود والمعتقل بقسم أول المحلة الكبرى زيدان شلتوت، منذ قليل، نتيجة إصابته بفيروس كورونا "كوفيد 19"، بعد تعنت إدارة القسم تقديم الرعاية اللازمة له.

ويعد  "زيدان" ثالث حالة وفاة داخل قسم أول المحلة الكبرى، وسط أنباء عن تفشي فيروس كورونا وسط المعتقلين، ما يهدد حياة المئات من المعتقلين داخل القسم.

وبوفاة شلتوت، ترتفع وفيات هذا الشهر إلى إحدى عشرة حالة بعد المواطنين ياسر أبو العلا، حمدي عبدالعال، محمد عبدالنعيم، أحمد فتحي، أحمد يوسف، معوض سليمان، ناصر عبد المقصود، ناصر سعد عبد العال، حسن زيادة، ورضا مسعود.
وحمّل مركز الشهاب لحقوق الإنسان، وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب، مسئولية الوفيات، وطالب المركز النيابة العامة بالتحقيق في وفاة المواطن، وإحالة المتورطين فيها للمحاسبة، كما طالب المركز بالإفراج عن جميع المعتقلين تلافيا لمخاطر الوباء.

والاحد الماضي توفي المعتقل "ياسر سلامة محمد أبو العلا"، في محبسه بسجن طنطا العمومي بعد ظهور أعراض فيروس كورونا عليه، ليصبح المتوفي الثاني، بعد المواطن حمدي عبد العال ريان، 60 عامًا، من بلبيس محافظة الشرقية، وذلك بمحبسه بمعسكر قوات الأمن المركزي بالعاشر من رمضان بعد ظهور أعراض فيروس كورونا عليه، وارتفاع شديد في حرارته وعدم تجاوب إدارة السجن لعلاجه.

وخلال يونيو 6 مواطنين آخرين، توفي منهم؛ المحامي محمد عبد النعيم، 45 عاما، وأحمد فتحي، وأحمد يوسف، ومعوض سليمان، 65 عاما، من طنطا، والمهندس ناصر عبد المقصود، 57 عاما، وحسن زيادة، ورضا مسعود.

كما شهد شهر مايو الماضي ارتفاعا كبيرا في وفيات الإهمال الطبي داخل السجون، في ظل تفشي جائحة كورونا، ووسط تحذيرات الأوساط الطبية والحقوقية، وإهمال سلطات الانقلاب العسكري، حيث توفي في مايو 2020، نحو 7 معتقلين منهم 4 حالات فقط من محافظة الشرقية، قال أطباء إنهم كانوا يشتكون أعراض كورونا داخل مقار احتجازهم.

وينتهج نظام الانقلاب سياسة القتل البطيء تجاه المعتقلين بشتى الطرق، وهو ما يعرض حياة مئات الآلاف من المعتقلين السياسيين للخطر، فنظام الانقلاب يقوم بقتل العشرات إن لم المئات منهم يوميا، خارج إطار القانون.

وأعلنت مصر تسجيل نحو 60 ألف إصابة بكورونا، نتج عنها 2450 حالة وفاة، وسط تحذيرات من أن يكون الرقم أكبر من ذلك بكثير.