دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بمصر جميع مؤسسات العدالة الدولية بفتح تحقيق في وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسي، واصفا واقعة وفاته بـ"الحدث الغامض الكئيب".

وقال، في بيان له: "في مثل هذا اليوم من العام الماضي، كان استشهاد الرئيس مرسي، حيث فوجئ العالم به يسقط شهيدا أمام منصة القضاء، ذلك القضاء الجائر الذي لا يعرف أدنى قواعد العدالة، ولا يعترف بها، سقط وهو يحاكم في قضايا يعلم القاصي والداني أنّها لم تكن سوى تبرير وتمرير لانقلاب على الدولة، وعلى الثورة، وعلى كل عزيز في بلادنا، بدءا من كرامة المواطن وحريته، وانتهاء بهوية البلد وسيادته".

وأضاف أن مرسي هو "الرئيس الوحيد في تاريخ مصر المعاصر الذي حظي بشرعية حقيقية؛ حيث تم انتخابه من قِبَلِ شعبه عبر عملية انتخابية صحيحة لا شبهة فيها، ومع ذلك لم يبق في الحكم سوى سنة واحدة؛ ليقع الانقلاب الغشوم الذي أطاح به وبكل أحلام المصريين معه".

وشدّد على أن مرسي هو "الرئيس الوحيد الذي لم يفرط قط في حق من حقوق هذا الشعب، ولم يَأْلُ جهدا في جلب المصالح له ودفع المكائد عنه، ولولا الفتن والمؤامرات التي كانت تحاك على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لكان لمصر في ظل حكمه شأن آخر؛ وحسبه أنّه الرئيس الوحيد في تاريخ مصر المعاصر الذي تَرَفَّعَ وتَنَزَّهَ؛ فلم يَتَلَوّث بشيء ولو ضئيل مما انغمس فيه كل من حكم مصر، وهو كذلك الوحيد الذي منح شعبه الحرية الحقيقية، وأتاحها لكل من وطئ بقدميه ثرى مصر".

ولفت التحالف الوطني إلى أن "التفريط في النيل، وفي تيران وصنافير، وفي أمن سيناء واستقرارها، وفي نفطنا وغازنا في مياهنا بالمتوسط، وفي كل ما له علاقة بالأمن القومي المصري؛ وقع بعد الانقلاب عليه؛ بما يعني أن إهدار مقدرات هذا الشعب كان هدفا للانقلاب، وأن الرئيس الشهيد كان صمام الأمان لهذا البلد، والعقبة الكأداء أمام المتآمرين عليها".

وأشار إلى أن "ثورات الربيع العربي كانت على وشك النجاح في عهده، وأن الثوار في سوريا كانوا قاب قوسين أو أدنى من الحسم، وكذلك في ليبيا واليمن، وأن القضية الفلسطينية تنفست في عهده الصعداء، وارتوت بماء السماء، وما جرى من انتكاسات بعد الانقلاب عليه يعني أن حكمه كان زاوية الارتكاز ومنصة الانطلاق لكل هذه الثورات ولجميع الثورات التي كانت أجنة في أرحام البلاد الأخرى".

وتابع: "أمّا وفاته، فقد كانت درسا كبيرا في عالم القيم السياسية؛ فالرجل مات مظلوما، وقد كان زاهدا في الرئاسة عندما كانت مغنما، ومستمسكا بها بعدما صارت مغرما، وسر تمسكه بها إلى الممات هو أن الشرعية عقد بينه وبين الشعب، ولا يملك هو إنهاء هذا العقد باتفاق مع من لا صفة له ولا دخل له فيه، أما تركه المقاومة فذلك لأنه آثر أن يضحي بروحه وأرواح إخوانه ليحقن بذلك دماء شعبه، وليعفي البلاد من فتن ما كان أحد يعرف لها آخرا لو وقعت".

وقال: "مات الرئيس شهيدا، وترك حوله علامات استفهام كثيرة ومشروعة: أين كان هذا الرئيس طوال هذه المدة؟ وماذا فعلوا معه؟ لماذا لم يظهر كما ظهر مبارك في المحاكمات أمام كاميرات الإعلام؟ ولماذا ضربوا عليه الأقفاص الزجاجية أثناء المحاكمة؟ وما الذي كانوا يخافونه من ظهوره؟ وما الذي كانوا يخفونه علينا وعلى الناس؟".

كما تساءل: "لماذا كل هذا الغموض الذي لفّ حادث وفاته من قبل سقوطه أمام منصة القضاء إلى دفنه في ظلمة الليل وسكون الدهماء؟ أليس من حق هذا الشعب أن يعرف كيف مات رجل كان في يوم من الأيام رئيسا له؟ عشرات الأسئلة تدوي حول هذا الحدث الغامض الكئيب؛ لذلك نطالب كل مؤسسات العدالة في هذا العالم أن تقوم بواجبها، وتتحرك في هذا الملف الخطير".

وختم التحالف الوطني بيانه بالقول: "إنّنا لعلى يقين بأن الله سيظهر لشعبنا الحقائق، وسيبعث فيه الهمّة، كما أننا على يقين من نصر الله للمؤمنين وخذلانه للظالمين".