أكدت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، أن "الرئيس الشهيد الراحل محمد مرسي سيظل أحد أبرز وأهم أيقونات الربيع العربي، لتمسكه بروح وجوهر ثورة يناير المجيدة، ولصموده الأسطوري في معتقله غير الإنساني".

وقالت في كلمة مسجلة، بُثت في ندوة "عربي21"، الثلاثاء، إن "المكانة التي تليق برئيس مثل مرسي هي تلك المكانة التي نضع فيها عظماء التاريخ وقادة العالم الذين اختاروا المواجهة، وعدم التنازل عن قيمهم ومبادئهم، ومناهضة الباطل بكل صلابة لا تلين".

وشدّدت على أن ما حدث لـ"مرسي" كان "أمرا مُدبرا، ويجب أن يُفتح تحقيق دولي لكشف الحقيقة، وحتى لا يفلت القاتل من العقاب، وهذا واجب المجتمع الدولي الآن، حيث يجب أن تأخذ العدالة مجراها".

وأشارت إلى أن "سيرة الرئيس مرسي جديرة بالتأمل والإعجاب؛ فالرجل خاض معارك ضد الفساد والتسلط، ودخل السجن مرات عديدة. وهذا الرجل الذي آمن بالناس وبأنهم يستحقون العيش الكريم في دول ديمقراطية تنعم بالحقوق والحريات، لم يفقد إيمانه أبدا بأي من تلك القيم، حتى وهو في سجنه الانفرادي، بل ظل ثابتا على موقفه ضد القمع والانقلاب، ومنحازا للحرية والديمقراطية والربيع المصري والربيع العربي حتى آخر يوم في حياته"، واستطردت قائلة: "اليوم ونحن نحيي الذكرى الأولى لوفاة مرسي، نتذكره رئيسا حكيما شجاعا ورمزا للربيع العربي لم يهن أو يخن أو يبدل تبديلا".

وتابعت: "الحديث عن الرئيس محمد مرسي حديث ذو شجون. نحن نتحدث عن أول رئيس مدني منتخب شهدته مصر منذ أكثر من سبعة آلاف عام. تم الانقلاب عليه، وتم قتله، سواء كان ذلك القتل بصورة مباشرة، أو من خلال الإهمال المتعمد لصحته، فضلا عن معاملته بصورة وحشية داخل السجن".

 


ولفتت إلى أن "وصول مرسي للحكم شكّل بارقة أمل للعرب وللمصريين بشكل خاص، ذلك لأن الرجل كان يمثل اختيار الناس، وحقهم في انتخابات حرة تنافسية. وهذا كان يعني بداية تحول العرب إلى عصر الديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام الحريات العامة. بالطبع كانت مصر والمنطقة العربية يحتاجان لمزيد من الوقت حتى تترسخ الديمقراطية، وحتى يتم تأسيس نموذج حكم قائم على دولة القانون وعلى خضوع الحاكم للمساءلة".

واستدركت بالقول: "لكن، حدث الانقلاب العسكري، وأثبتت الأيام أن الموقف من الرئيس مرسي ليس إلا موقفا مُعاديا للديمقراطية، هو موقف من الديمقراطية والحرية نفسها، حيث استعاد النظام الشمولي عبر الانقلاب العسكري سيطرته على مقاليد الأمور مُجددا، ولم يعد هنالك انتخابات بالمعنى الحقيقي".

متابعةً "أنا متأكدة وواثقة بأن ثورة يناير ستنتصر، وأن الربيع العربي سينتصر، وسيأتي يوم يُعاد فيه الاعتبار للرئيس مرسي ولعهده ولثورة يناير قبلهما، هذا اليوم حتما سيأتي. إلا أنه من المهم من الآن، ونحن نواجه الانقلاب العسكري ونواجه جميع الثورات المضادة في المنطقة وجميع دول الربيع العربي".