أطلق بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة حملة شعرية بعنوان "غدا سنعود"، ودعا القائمون على الحملة الشعراء الفلسطينيين والعرب إلى المشاركة في نسج أطول قصيدة عودة من حروف الإصرار ومحابر الصَّامدين.

وتقوم المشاركة على كتابة معارضة شعرية لقصيدة "سنعود" للشاعر الفلسطيني الراحل عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى"، على ألا يقل عدد أبيات المشاركة عن 5 أبيات ولا يزيد عن 10 أبيات.

ومع ذكرى نكسة يونيو، بدأ بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة بعرض المشاركات عبر منصاته الإلكترونية بلوحات مصممة للحملة وعبر فعاليّات إلكترونيّة خاصة، على أن تصدر المشاركات في كتاب ورقي وإلكتروني يُعلن عنه في حينه وسيتم إهداء المشاركين شهادات تقديرا لمساهماتهم الأدبية.

"تحشيد أدبي"

وقال سمير أبو عطية؛ مدير بيت فلسطين للعر وثقافة العودة في حديثه لـ"قدس برس"، إن حملة "غداً سنعود" الشعرية أخذت رسالتها من عنوانها وهو جزء من قصيدة الشاعر الفلسطيني الكبير الرّاحل عبد الكريم الكرمي. وأشار إلى إطلاق الحملة من جانب بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة، حيث قام بدعوة الشعراء في العالم العربي للكتابة على ذات الوزن الشعري والمضمون الوطني في العودة والانتصار.

وتابع: "عندما يشارك 100 شاعر من فلسطين والعالم العربي في هذه الحملة فإننا سندرك الهدف جيدا، أنه التحشيد الأدبي المطلوب في مسيرة ثقافية نحو الوطن". مضيفا: "نحن بحاجة ماسة إلى إعادة تقديم القضية من خلال القصيدة الشعرية؛ القصيدة التي تحمل فكرة الوطن ورسالة الشعب وهدف الحرف ولقد كانت قصيدة أبي سلمى حاضرة في مناهج الطلاب في عدد من الدول العربية".

وأوضح أبوعطية "لئن غابت القصيدة الشعرية أو غيبت في مسار التسوية واستحقاقاته فإن دور المؤسسات الثقافية بات مضاعفا في إعادة تقديم الحكاية الفلسطينية بألق مختلف ووهج ثقافي يكون له تأثيره في تشكيل الوجدان والوعي".

بين نكبتين

وعن دلالات توقيت الحملة، بيّن أبو عطية أنها انطلقت بين نكبتين: "نكبة مايو 1948 ونكبة يونيو 1967، والتي حاولوا ترقيق المصاب فيها بإطلاق اسم النكسة عليها ودلالات إطلاق الحملة في ذكرى النكبة الـ 72 والبدء بنشر المشاركات في ذكرى النكسة الثالثة والخمسين يعطي إشارات بالغة الأهمية حول الحملة والأثر المطلوب، فالدلالات التاريخية ومحطاتها الكبرى في التاريخ الفلسطيني المعاصر لها دلالاتها التي لا يمكن تجاوزها، والعمل الثقافي الإيجابي المتزامن معها سيعزز الأمل المطلوب والوقوف بوجه التراجع الثقافي أو الخذلان الأدبي"، وفق أبو عطية.

وأفاد بأن عدد الشعراء المشاركين في الحملة بلغ 100 شاعر من فلسطين والعالم العربي، وبلغ عدد الأبيات الشعرية أكثر من 700 بيت في أكبر تشكيل إبداعي لقصيدة العودة في الوقت الراهن. مشيرا إلى أن هذا التفاعل لم يكن ليكون لولا مشاركة الشعراء الذين يتفاعلون مع فلسطين بوصفها نبضا لقلوبهم وحياة لأرواحهم وشوقا لحروفهم وقصائدهم، فروح المحبة في نفوس الشعراء هي التي شكلت هذه اللوحة الشعرية العظيمة.

وختم حديثه: "فلسطين هي القصيدة التي يجب أن نعيد الجميع إلى مدارات فلكها؛ تارة نسميه شعرا مقاوما وتارة أدبا لانتفاضة، غير أن فلسطين بكل ما تحمل من تاريخ وصمود وحكايات إباء هي العنوان الرئيس لما نسعى إليه وعندما نُعيد المحابر لفلسطين ستعرف طريقها جيدا على درب المقاومة، وهذا ما نصبو إلى فعله ونسعى إلى تحقيقه".

نجاح ملحوظ

من جانبه، يرى الشاعر الفلسطيني محمد رباح -المنسق العام للحملة- أن الحملة حققت نجاحا ملحوظا بكل المقاييس من خلال عائد المشاركات وأيضا من خلال التنوع الجغرافي للشعراء المشاركين في هذه الحملة وفي نوعية القصائد المشاركة.

وأوضح: "شارك بها 100 شاعر وشاعرة من مختلف بلدان الوطن العربي من فلسطين وسوريا ومصر ودول الخليج وكذلك بلدان المغرب العربي الجزائر وتونس والمغرب وليبيا الذين كان لهم مشاركة فاعلة". و"رغم أن الحملة انطلقت أواخر شهر رمضان وتتزامن مع جائحة كورونا إلا أنها حققت هذا النجاح ونأمل أن يزيد عدد المشاركين في الحملات القادمة إن شاء الله عز وجل".

ويتخذ الفلسطينيون من الأدب والفن منابر لمقارعة الاحتلال في ميادين الاشتباك الفكري وفي هذا السياق يعقد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج الثلاثاء أمسية فنية بعنوان "حينما يحمل الفن هم الوطن" بمشاركة عدد من الفنانين من مختلف المجالات الفنية والأدبية.