أشارت دراسات صينية إلى أن الصغار، ولا سيما الرضع، أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد مقارنة بالأطفال الأكبر سنًّا.

وبينما اشتدت حدة المرض لدى واحد من كل 10 أطفال رضع جراء الإصابة بالفيروس، فقد انخفضت هذه المعدلات كثيرا لدى الأطفال الأكبر سنا، إذ لم تشتد حدة المرض سوى لدى ثلاثة من كل 100 طفل يتجاوز عمره خمس سنوات.

لا توجد معلومات كبيرة عن أعراض المرض على الأطفال غير الأعراض المعروفة وتتمثل في الحمى والرشح والسعال.

من المعتاد أن يكون الأطفال أقل من 5 سنوات أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات شديدة جراء الإصابة بالمرض.

قد يتعرض بعض الأطفال لمضاعفات نتيجة لمشاكل صحية أخرى تتزامن مع الإصابة بكورونا مثل ضعف الجهاز المناعي وأمراض أخرى ولكن المعروف أن أعراض المرض لدى صغار السن متوسطة.

في مرحلة الطفولة تكون أجهزة المناعة غير ناضجة وتبالغ في ردّة الفعل. وهذا هو السبب في شيوع الحمى لدى الأطفال صغار السن.

ويعدّ فرط النشاط في جهاز المناعة أمراً سيئاً بسبب الأضرار التي يمكن أن يسببها لباقي أعضاء الجسد. وهذا هو أحد الأسباب الذي يجعل من فيروس كورونا مميتاً.

"هناك شيء ما يفعله هذا الفيروس، لا يحفّز بسهولة جهاز المناعة عند الأطفال، لكنه غير واضح حتى الآن". بحسب الدكتور ماكديرموت، "بعضهم يبدو كأنه لا يعاني من أعراض".

فمن الأفضل التعرّض لبعض الأمراض في مرحلة الطفولة، مثل الجديري، نظراً لتباين الطريقة التي يتعامل بها الجسم مع المرض في في مراحل العمر المختلفة.

لكن يجدر الإشارة إن المعلومات المتوفرة عن الأطفال لا تزال قليلة.

يقول الدكتور ماكديرموت: "ما يقلقني إنه لم تكن لدينا حالات كافية لمعرفة حقيقة الوفيات، خاصة بين الأطفال الصغار والأطفال حديثي الولادة".

حذر أطباء في إيطاليا وإسبانيا من مخاطر ظهور حالات التهاب نادرة لدى الأطفال، ربما تكون مرتبطة بفيروس كورونا.

وكانت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية قد حذرت الشهر الماضي من أن عددا من الأطفال الذين أصيبوا بالفيروس، ظهرت عليهم أعراض تتشابه مع "المسجلة لدى المصابين بمتلازمة الصدمة التسممية وداء كاواساكي النادر".

كما أصدرت جمعية العناية المركزة للأطفال في بريطانيا تنبيها للأطباء، مشيرة إلى زيادة في الأسابيع الثلاثة السابقة في عدد الأطفال الذين يعانون من "حالة التهابية متعددة تتطلب رعاية مكثفة" في لندن وفي جميع أنحاء البلاد.

وقالت الجمعية: إن هناك "قلقا متصاعدا" من أن أعراض الالتهابات قد تكون مرتبطة بكوفيد-19 لدى الأطفال، أو أن مرضا مختلفا غير معروف قد يكون وراء ذلك.

وصدرت تحذيرات جديدة من خطر فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 على الأطفال، فما أبرز أعراضه لدى الطفل؟ وكيف نحمي أطفالنا من كورونا؟

حذر أطباء في إيطاليا وإسبانيا من مخاطر ظهور حالات التهاب نادرة لدى الأطفال، ربما تكون مرتبطة بفيروس كورونا.

وكانت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية قد حذرت الشهر الماضي من أن عددا من الأطفال الذين أصيبوا بالفيروس، ظهرت عليهم أعراض تتشابه مع "المسجلة لدى المصابين بمتلازمة الصدمة التسممية وداء كاواساكي النادر".

كما أصدرت جمعية العناية المركزة للأطفال في بريطانيا تنبيها للأطباء، مشيرة إلى زيادة في الأسابيع الثلاثة السابقة في عدد الأطفال الذين يعانون من "حالة التهابية متعددة تتطلب رعاية مكثفة" في لندن وفي جميع أنحاء البلاد.

وقالت الجمعية إن هناك "قلقا متصاعدا" من أن أعراض الالتهابات قد تكون مرتبطة بكوفيد-19 لدى الأطفال، أو أن مرضا مختلفا غير معروف قد يكون وراء ذلك.وكانت الأعراض مشابهة لأعراض متلازمة كاواساكي النادرة، أو ما يعرف بمتلازمة الصدمة السامة، وهو مرض نادر يصيب الأطفال دون الخامسة.

وتسبب متلازمة كاواساكي التهابا في جدران الأوعية الدموية، مما يضعف الشرايين التاجية وقد يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية والإصابة بنوبة قلبية، بحسب ما نشره موقع صحيفة "بيلد" الألماني.

وغالبا ما يعاني الأطفال المصابون بهذه الحالة الغامضة الجديدة أعراضا مشتركة بين أعراض كورونا والمتلازمة السامة "كاواساكي"، من آلام في المعدة والتهاب القلب و"أعراض الجهاز الهضمي" التي يمكن أن تشمل القيء والإسهال.

كيف يهاجم؟

ويقول الدكتور مجدي عمر، اختصاصي الأطفال في الولايات المتحدة -في حوار خاص للجزيرة نت- إن فيروس كورونا المستجد يهاجم الجسم عبر التسلل من خلال الأنف والفم والعينين إلى داخل الجسم، ويمر بفترة حضانة مدتها ما بين يوم واحد وأسبوعين، قبل أن يستقر في خلايا الجهاز التنفسي وتبدأ هذه الخلايا باستنساخه.

وردًّا على سؤالنا: هل تختلف آلية عمل فيروس كورونا لدى الأطفال مقارنة مع الكبار؟ أجاب الدكتور عمر -الحاصل على البورد الأميركي في طب الأطفال، وزميل جمعية أطباء الأطفال الأميركية- أن نتائج معظم الأبحاث التي جرت تشير إلى عدم وجود اختلاف في آلية عمل الفيروس بين الفئات العمرية، فنسبة تركيز الفيروس في خلايا الأطفال التنفسية مماثلة لما في خلايا الكبار.

وأضاف أن الأطفال معرضون للعدوى بفيروس كورونا بنسب مماثلة للكبار، ولكن الأبحاث مؤخرا تشير إلى أنهم لا ينقلون العدوى في الوسط الذي يعيشون فيه بنفس درجة الكبار، وغالبا ما يصاب الأطفال بالعدوى بسبب اختلاطهم بالكبار المصابين.

وقال إن الأطفال واليافعين حتى سن العشرين هم أقل الفئات العمرية من حيث الإصابة بمضاعفات شديدة جراء إصابتهم بكورونا، ومن حيث نسبة الوفيات فيما بينهم.

وتكون شدة المرض واحتمالات الوفاة بينهم أكثر حدوثا لدى الأطفال دون السنتين، ويلاحظ أيضا أن المضاعفات تزداد عند الأطفال المصابين بأمراض مزمنة في القلب والرئتين وجهاز المناعة.

ومع ذلك فالحديث بدأ مؤخرا عن ظهور حالات متلازمة كاواساكي بين الأطفال الأصحاء سابقا والمصابين حاليا بكورونا، وهو مرض يصيب القلب وأوعيته الدموية إصابة مزمنة.

وردًّا على سؤالنا: ما أعراض كورونا عند الأطفال والرضع؟ أجاب الدكتور أن الأعراض لا تختلف عند الأطفال عنها عند الكبار، فهناك الحمى والارتجاف والسعال وضيق التنفس والتقيؤ والإسهال، ولكنها أقل شدة من الكبار.

وعندما سألناه: ماذا يفعل الأهل إذا شكوا بإصابة طفلهم بكورونا؟، أجاب أن من الضروري الاتصال بطبيب الأطفال للقيام بمعاينة الطفل وإجراء فحص كورونا المختبري عليه، وإذا كانت نتيجة الفحص إيجابية فينبغي عزل الطفل والمخالطين له لمدة أسبوعين على الأقل، مع استخدام الأدوية الخافضة للحرارة عند اللزوم، وكذلك الإكثار من شرب السوائل حتى لا يتعرض الطفل للجفاف نتيجة ضعف شهيته.

الوقاية

وعن أفضل الطرق لوقاية أطفالنا من كورونا، قال الدكتور عمر إنه قد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن العزل الاجتماعي والابتعاد عن المصابين بكورونا هو أنجع طريقة للوقاية من المرض، وينبغي أن ينتهز الأهالي كل فرصة لتدريب أطفالهم على غسل اليدين واستعمال الصابون والمعقمات.

ومن الضروري إرشاد الطفل إلى وضع منديل ورقي على فمه وأنفه عند السعال أو العطس، ومن ثم إلقائه في صندوق القمامة، كما ينبغي تعقيم الأسطح وألعاب الأطفال بالمعقمات بشكل متكرر.

وينبغي أن تُشرَح ماهية كورونا كمرض للأطفال بالطريقة التي تناسب أعمارهم، والإجابة على أسئلتهم في هذا الخصوص.

وختم الدكتور بالقول إن "الأمل كبير في التوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا في المستقبل القريب، وساعتها ينبغي التأكيد على أهمية إعطاء هذا اللقاح لأطفالنا للوقاية من هذا المرض".