قال الدفاع المدني بمحافظة إدلب شمالي سوريا: إن عدد القتلى جراء الغارات الجوية الروسية والقصف المدفعي لقوات النظام على إدلب وريفها ارتفع إلى 35 قتيلا اليوم الـ24 ساعة الماضية وذلك بعد سقوط 4 شهدااء اليوم، كما أصيب أكثر من 90 شخصا بجروح، بينهم خمسة من الكوادر الطبية.

وقال شهود عيان إن من بين القتلى تسعة مدنيين راحوا ضحية للقصف الروسي صباح اليوم الأربعاء على بلدتي أرنبة وكفر عويد في جبل الزاوية بريف إدلب.

وذكر الدفاع المدني أن فرقه وثقت استهداف أكثر من 11 منطقة بما لا يقل عن 52 غارة جوية وأكثر من 140 قذيفة وصاروخا، بعضها محمل بقنابل عنقودية.

ويأتي هذا التصعيد من قبل روسيا وقوات النظام بعد أن استعادت قوات المعارضة السورية السيطرة على بلدتي النيرب وسان بريف إدلب، في حين سيطرت قوات النظام على بلدات عدة في ريف إدلب الجنوبي.


طفلة أصيبت في القصف على معرة مصرين (الأناضول)
طفلة أصيبت في القصف على معرة مصرين 

وتأتي أهمية النيرب في كونها بوابة العبور إلى مدينة سراقب الإستراتيجية، التي يفترق فيها الطريق القادم من حلب - لكل من العاصمة دمشق واللاذقية أبرز مدن الساحل السوري - إلى ما يعرف بالطريقين "أم4" و"أم5".

وبينما تواصل المعارضة محاولاتها للتوغل باتجاه سراقب، تسعى قوات النظام لفتح محاور قتال جديدة تهدف من خلالها إلى قضم مساحات إضافية، وإلى استكمال السيطرة على طريق حلب اللاذقية، بعد أن تمكنت بدعم روسي من السيطرة على كامل طريق حلب دمشق.

وبالتزامن مع اشتداد المعارك حول النيرب، بدأت قوات النظام بالتمهيد لمعركة جديدة غرب مدينة معرة النعمان، وتركيز قصفها على المنطقة وتحديدا على بلدة كفر نبل، وكذلك حشد قوات لها في المحور المقابل تنفيذا لإستراتيجيها في العزل والتطويق والقضم التدريجي.

وفي ذات السياق قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن شمالي سوريا يشهد أسوأ موجة نزوح خلال النزاع الدائر في البلاد.

وأعربت اللجنة عن تخوفها من التدهور السريع في الأمن والأحوال المعيشية لمئات الآلاف من النازحين في إدلب.

وأوضحت أن السكان عالقون ومعزولون وسط ظروف شتوية قاسية، ويواجهون أوضاعا تهدد بقاءهم على قيد الحياة لعدم قدرتهم على الوصول إلى الرعاية الطبية؛ ما أدى إلى وفيات كان يمكن تلافيها.


مخيم أطمة للنازحين بمحافظة إدلب على الحدود مع تركيا (رويترز)

وأشارت اللجنة الدولية إلى تضرر الفئات الضعيفة، مثل كبار السن والمعاقين، جرَّاء نقص البضائع والخدمات الضرورية، كما أن الرضَّع قد يعانون تبعات صحية تدوم مدى الحياة.

وحث الصليب الأحمر الأطرافَ المتحاربة على احترام المدنيين والبنية التحتية واتخاذ التدابير الممكنة لحمايتهما.