أحيت حركة نساء ضد الانقلاب الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير التى أطاحت بنظام المخلوع مبارك، لافتة إلى دور المرأة البطولي وتضحياتها منذ ثورة يناير وحتى الآن.

 وقالت في بيان لها اليوم بمناسبة الذكرى التاسعة، "تسع سنواتٍ مضت منذ اعتصامنا الأول في ميدان “التحرير”، الذي تحررنا فيه من حكم الطاغية مبارك.. شهدت فيه مصر لأول مرة منذ عقود.. نصرًا حقيقيًا صُنِع بإرادة الشعب الحر بعد فضل الله وعونه!"، مضفية: تغوص ذاكرتنا في أحداث مرت خلال ثمانية عشر يومًا .. فياللعجب! كيف استطاع هذا الشعب العظيم أن يتخلص من حِقبة كاحلة استمرت عقودًا عديدة.. إنه الثبات والعزم والإصرار والوِحدة كانوا أساسًا قويًا لهذا النصر الرائع..!

ولفتت الحركة إلى دور المرأة المصرية خلال أيام الثورة قائلة "فقد كشفت ثورة يناير عن وجه جديد للمرأة المصرية لم يعتده مجتمعنا، وكان مفاجأة بكل المقاييس للعالم الغربي الذى سيطر عليه اعتقاد سائد بأن المرأة المصرية هى مجرد ظل للرجل ..هذا الوجه الجديد للمراة حدا بصحيفة ” هيرالد تريبون ” الأمريكية لرسم صورة عن دور المرأة المصرية خلال الثورة وفى الفترة التى تليها ونقلت كيف وقفت ” المرأة ” المصرية الثائرة جنبا إلى جنب مع الرجل فى ساحة ميدان التحرير تندد بالفساد والقمع والظلم وتتلقى نفس الضربات الموجعة وتنال الشهادة فى سبيل الوطن".

وتابعت: لم ننس عشرات الشهيدات اللاتي سقطت أرواحهن خلال تلك الثورة مثل: “مريم مكرم” التي شهدت الدم المراق فى حادث كنيسة القديسين فخرجت فى المظاهرات، وقتلت بطلق نارى اخترق خدها الأيمن، وماتت فى مستشفى الدمرداش، تحتفظ أسرتها بملابسها وكتبها، وجهاز زفافها، حيث كانت تستعد للزفاف بعد شهور قليلة. والشهيدة “مهير خليل” التي ماتت بعد تعرض بيتها لقنبلة غاز مسيل للدموع أطلقت من أعلى قسم شرطة بولاق الدكرور المجاور لها، واضطر الجميع لمغادرة المنزل خوفًا من الاختناق، ومنهم مهير، التى رأت شابًا ينزف أمامها حتى مات، فصرخت فى ضباط الشرطة غاضبة فأصابها أحدهم بطلق نارى فى كتفها، اخترقت الرصاصة الكتف لتستقر فى الكلية مرورًا بالقلب والرئة.

وأشارت حركة نساء ضد الانقلاب إلى أن مصر شهدت عدة شهور من الحرية عقب تلك الثورة.. لكن العسكر الذي اعتاد احتلال كرسي العرش لم يستسغ ما آلت إليه الثورة من مدنية الحكم. فدبر وخطط ونفذ انقلابًا عسكريًا أطاح بأول رئيس مدني منتخب، لتعود الحِقبة الحالكة في أبشع صُورها تُغيم على بلدنا الحبيب مرة أخرى!ساءت أحوال مصر إلى حد لم يسبق له مثيل في عهد السيسي، فشهدت تقزمًا أهان كل مواطنٍ على أرضها، لكننا نأمل أن تنتفض الثورة مرة أخرى لتخلص مصر من كل هذا القبح. جدار سميك يفصل بين السيسي وحاشيته الذين يعمرون القصور وينهبون ثروات مصر وخيرها، وبين شعبٍ يدفع بجهده ودمه ثمن رفاهية السيسي وأمنه. شعب يواجه الموت في كل لحظة، يستقل القطار فيصيبه حريق فيموت، يستقل سيارة على طريق غير مُمهد فيصيبه حادث ويموت، يسير في وحل الطريق فيلامس أعمدة الكهرباء فيموت، يجوع فلا يجد ما يسد جوعه فيموت، يعترض على كل هذا فتصيبه رصاصة العسكر فيموت..!

وأضافت  أن عصابة سلطة الانقلاب  واصلت إجرامها المتواصل طوال السنوات الست الماضية، فعادت الشعب المصري وطاردته بالاعتقال والتنكيل والتعذيب، ولم تترك السيدات خارج هذه المعادلة، فنالت المرأة المصرية نصيبها من التنكيل أيضًا ما بين قتل واعتقال وإخفاء وتعذيب وتلفيق التهم الواهية وتوقيع العقوبات المجحفة.!

كما تتعرض المعتقلات في سجون السيسي إلى القتل المتعمد حيث يتم منع المعتقلات من حقوقهن المشروعة كالزيارات وإدخال الملابس التي تقيهم برد الشتاء والأدوية اللازمة لعلاجهن أو العرض على أطباء متخصصين أو نقلهن للمستشفيات وإجراء مايلزم من فحوصات، كما يتم احتجازهن بأماكن لا تصلح للعيش الآدمي ومنع جميع مقومات الحياة عنهن..

وتعرضت لذلك الكثير من السجينات السياسيات وعلى سبيل المثال
١- “هدى عبدالمنعم” محامية وحقوقية عمرها ٦٠ عاما وأصيبت بجلطة في قدمها ورغم ذلك منعت عنها إدارة السجن العلاج اللازم لها

٢- “بسمة رفعت” طبيبة وأم لطفلين أصيبت بورم في الثدى وتعاني من أمراض ضغط الدم وضيق فى صمامات القلب وتم منعها من العلاج

٣- ” علا حسين” كانت حاملا فى شهرها الثالث وتعرضت لانتهاكات جسيمة وتعذيب وأصيبت بنزيف أثناء الحمل ووضعت مولودها وهى سجينة ومقيدة فى السرير.

٤- “علياء عواد” مصورة صحفية
اعتقلت مرتين وأصيبت بورم في الرحم وتم استئصاله وبعد فترة عاودها المرض ولم تهتم إدارة السجن بمرضها وتقدمت بشكوى للقاضى فرفضت إدارة السجن إرسالها للمستشفى ولم تكتفى بذلك بل قامت بحجزها بعنبر التأديب بسبب شكواها.

٥- “علا القرضاوي” عمرها ٥٥ عاما، وهي ابنة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي
اشتكى المحامون من تدهور حالتها الصحية نتيجة الحبس الانفرادي ومنع الزيارات عنها وسوء المعاملة التي تتلقاها من إدارة السجن حيث أجبروها على تنظيف المراحيض وغسل ملابس السجينات وتم منعها من العلاج وأدى ذلك لتدهور حالتها الصحية.

٦- السيدة “عائشة الشاطر” تعاني من إصابتها بمرض خطير بالنخاع الشوكي وممنوعة تماما من الزيارة أضربت عائشة عن الطعام لسوء معاملتها وتعنت النظام في حقها في العلاج وحرمانها من معاملة أنسانية حولت عائشة لمستشفي السجن بقرار من النائب العام ولكن إدارة السجن أغلقت عليها غرفة المستشفي وحيدة مريضة وفي حالة حرجة.

فضلًا عن الانتهاكات اللاتي تتعرضن لها خلال اعتقالهن مثل “إسراء عبد الفتاح” التي تعرضت للضرب وسرقة سيارتها ومتعلقاتها الشخصية ولم يتم محاسبة المسئولين عن ذلك حتى الآن.

تتجلى شهوة انتقام السيسي من المصريين في المعاناة التي يجدها المعتقلين والمعتقلات داخل سجونهم، فلم يكفِ حرمانهم من حريتهم وحياتهم، بل ينشغلون بكيفية البقاء على قيد الحياة وسط هذا الحطام الذي يسقط على رؤوسهم كل لحظة، فتحولت مطالب المصريين من الإفراج عن معتقليهم إلى مناشدات للسماح لهم بإدخال الطعام والدواء والإطمئنان على حياتهم!

أصبحت الأوضاع مزرية في بلادنا بعد 9 سنوات من ثورة يناير، فكثير من رموز الثورة إما في القبور أو في السجون، لكننا نؤمن وبلا شك أن قمع العسكر سيولّد رموزًا ثورية جديدة، فالاستبداد والظلم لا يدوم مهما طالت مدته