إلى أبي.. إلى ابني.. إلى عمّي.. أو ربما خالي.. إلى جاري.. ورفيقي.. وصديقي.. وأخي.. إليك يا من اشتاقت إليه الشمس قبل شوقه إليها.. وقبلت الأرض جبينه بفخر.. إليك أرسل أشواقًا قد جاوزت الصبر.. إليك أرسل قطعة من قلب كل أخٍ لك.. وأقول نحن بانتظارك..

إليك أرسل صلوات من الأهل.. صلواتٌ من الأرض.. دعوات في السماء.. تقول نحن بانتظارك.

إلى جيل العزة والإباء وجيل الشموخ والكبرياء القابضين على الجمر رافضي الانحناء بلا وهن ولا انكسار يا عدتنا في المستقبل وعتاده.. يا أصحاب القلوب النقية والضمائر الحية أبشركم بقول ربكم الذي اصطفاكم ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ (النحل:40-42)

شعارنا منهج حياة

شعارنا منهج حياة لصاحب الدعوة وجندي العقيدة وحامل لواء الخير للعالمين.. بل هو منهج حياة للأمة كلها يحمل عزها ومجدها ممن عاهدوا الله تعالى على العمل المستمر لهذا الدين.. واجتهدوا وبذلوا الغالي والنفيس من أجل أن تعيش أمتهم عليه وتحققه في حياتها: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ (الأحزاب: 23)، فكان نداء الإمام البنا: "أيها الأخ الصادق: هذا مجمل لدعوتك وبيان موجز لفكرتك، وتستطيع أن تجمع هذه المبادئ في خمس كلمات: الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن شرعتنا، والجهاد سبيلنا، والشهادة أسمى أمانينا، وأن تجمع مظاهرها في خمس كلمات أخرى: البساطة، والتلاوة، والصلاة، والجندية، والخلق"(الرسائل).

أخي الحر الأبي.. الله غايتنا:

فلا تحزن ولن تشقى طالما أن الله سبحانه وتعالى هو الغاية قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ...﴾ (الأنعام: 162) لقد قامت الدعوة لنصرة الله وإقامة دينه قال تعالى: ﴿أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ (الشورى: 13) وشعارها الخالد (الله غايتنا). فمن يومها الأول وهي دعوة ربانية تستمد قوتها ووقودها من قوة إيمان أبنائها بالله وتعلقهم به وتجردهم له قال تعالى: ﴿وَمَن يَعْتَصِم بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ (آل عمران: 101).

أيها الأخ الأبي المناضل.. تعال نصغ معًا إلى صوت العزة الإلهية يدوي في أجواء الآفاق، ويملأ الأرض والسبع الطباق، ويوحي في نفس كل مؤمن أسمى معاني العزة والفخار ﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ (البقرة: 257) ﴿بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ﴾ (آل عمران: 15) ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (التوبة: 51) ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ (يونس: 62- 63).

ولأمر ما كان الواحد من أولئك القلائل المؤمنين بالله وثقته وتأييده يقف أمام الجحافل اللجج والجيش اللهمام، فلا يرهب صولته ولا يخشى أذاه لأنه لا يخشى أحدا إلا الله، وأي شيء أعظم من تلك القوة التي تنسكب من قلب الرجل المؤمن حين يجيش صدره بقول الله: وها نحن قد بتنا على الطريق مثلهم.. ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ﴾ (آل عمران: 160).

أجل أجل يا أخي.. هذا نداء ربك إليك، فلبيك اللهم لبيك،وحمدا وشكرا لك لا نحصي ثناء عليك، أنت ولي المؤمنين ونصير العاملين والمدافع عن المظلومين الذين حوربوا في بيوتهم وأخرجوا من ديارهم،و عذبوا و سجنوا فيك عز من لجأ إليك وانتصر من احتمى بحماك.

أخي الحر الأبي..

أهنئك على مكانتك التي اختارك الله لها فأنت تحمل أسمى غاية تدافع عنها وتبذل في سبيلها كل ما تملك، فأنت بحالتك تلك وما تقدمه من تضحيات لبنه في ذلك الصرح العظيم الذي تنشده بسعيك لإقامة شرع الله في الأرض، وإن الغالي والنفيس لا يتحقق إلا بالغالي والنفيس لهذا أنت تقدم لربك أغلى ما تملك ليرضى عنك ويحقق لك هدفك في الحياة.

وإن المحن مع شدتها وقسوتها إلا أنها تحمل في طياتها خيرًا عظيمًا إذا ما أحسنا الاستفادة منها. فعندما يكون الله تعالي أكبر من كل شيء تهون الشدائد وتصغر وسائل التخويف علينا فالله الحاضر في حياتنا يملأ تلك الحياة القوة والثقة والأمل العريض في النصر والتمكين.. فما علينا إلا استحضار الحق وجلاله في كل أوقات حياتنا اليومية فكلامي وحركتي ومعاملاتي لله عزوجل وبذل الوقت والجهد والمال لله عزّ وجل.. فلا يغيب عني لحظة سبحانه وتعالي.

أخي الحر الأبي.. الرسول قدوتنا:

أخي يوسف هذا الزمان أنت تحمل رسالة النبي صلي الله عليه وسلم تبلغ عنه. اختارك الله من بين الناس في هذا الوقت من الزمان والمكان تحمل – دون غيرك – رسالته فكن أهلا لذلك وكن رسول صدق لخير البشر محمد صلي الله عليه وسلم بأن نحسن اتباعه وسنته ونحاكي منهجية الرسول في العلم والعمل والإيمان قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (الأنعام: 31)، مستفيدين من الواقع وتوظيفه و نترسم الحياة النبوية وننزلها واقعا حقيقيا على جميع مسارات الحياة دون استثناء فنتعهد سنة نبوية أسبوعية بالتطبيق العملي ويتابع بعضنا بعضًا فيها ثم ننتقل لسنة أخرى في الأسبوع التالي.. ولا يكفيك هذا السلوك وحدك فذكر به من حولك فقد ورد فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله" (رواه مسلم) فيكون شعار القدوة حاضر في حياتنا مؤثر في سلوكنا مغير في عاداتنا. ينبغي أن نتعامل مع (الرسول قدوتنا) كمشروع للتطبيق العملي علينا قبل غيرنا، في جميع مناحي حياتنا وتحويله لواقع ملموس يُرى أثره عملياً سلوكًا وتطبيقًا.

أخي الحر الأبي.. القرآن دستورنا:

دستورنا القرآن: رضيه الله عزوجل لنا دستورا ومنهاجا وحكما قال تعالي: ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ (المائدة : 48 ) يقول صاحب الظلال رحمه الله: "الأمر هنا عام.. وإلى آخر الزمان.. طالما أنه ليس هناك رسول جديد، ولا رسالة جديدة، لتعديل شيء ما في هذا المرجع الأخير؛ لأن الله عز وجل جعلك" أنت وارث هذه الرسالة والقائم بهذا الدين وصاحب الوصاية والقوامة على البشرية بهذا الدين نعمة الله علي المسلمين، ورضيه الله لهم منهج حياة للناس أجمعين.. فلنحفظه في قلوبنا أولاً بعدد من الآيات ولو قليل كل يوم ولتملأ هذه المنحة الربانية التي أرسلها الله لك بتلاوات متعددات وليكثر تأملك بعينك فيه ولتتطل التفكر في معانية وجوارحك خير دليل لأوامره ونواهيه  فلتجعل القرآن الكريم أنيسك في خلوتك وزادك في محنتك وجليسك في وقت راحتك تمشي به بين الناس فتكون كما كان نبيك صلي الله عليه وسلم قرآن يمشي على الأرض وهذا جهدك الفردي الذي يحقق شعار (القرآن دستورنا).

أخي الحر الأبي.. الجهاد سبيلنا:

أنت الآن في جهاد بل أنت بحالتك تلك في مقدمة الصفوف فلا نؤتي من قبلك؛ فالله الله أيها الحر الأبي؛ لا يفوتك الأجر والثواب؛ فلا يخرج منك قول أو فعل ينافي صفات المجاهدين فكن لها حتي يكن الجهاد سبيلك قال تعالي: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ (الأحزاب: 23) فكلمة الحق في وجه السلطان الجائر، ومقاومة الظلم والفساد، وبذل المال، والوقت والجهد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر الأخلاق الفاضلة، وتوظيف كافة الطاقات المتاحة في سبيل الغاية الكبرى كل ذلك جهاد تسبقة النية الصادقة لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلي، ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت: 69) ولنبذل في سبيل الغاية التي عاهدنا الله تعالي عليها ففي رقابنا بيعة مع الله سبحانه.

أخي الحر الأبي.. الموت في سبيل الله أسمي أمانينا:

الموت في سبيل الله أسمي أمانينا .. أمنية العاشقين للجنة ورضا الرحمن .. هي أمنية توافينا ونحن في ميدان الحياة الذي هو أصعب وأشد من ميدان المعارك فميدان الحياة يتطلب أنفاسًا طويلة، وجهدًا لا ينقطع، وصبرًا شديدًا على العقبات، ويوم أن يأتينا الموت ونحن على ذلك الحال فهو أسمى أمنية.. هو أن يفنى عمرنا كله في سبيل الله تعالي وإقامة الحق في الأرض حتى يختم الله لنا ختامًا سعيدً يرضى به عنا ونحقق بذلك أغلى الأمنيات. هو مشروع حياة لحياة تبقى فإن كان حالنا مع الله طاعة وتعبدًا وخدمة للدين نموت يوم نموت فننال أسمي الأماني؛ حيث يكون موتي على طاعة في ميدان الحياة.

أدعو الله أن نلتقي وإياك عن قريب في عز وتمكين للأمة أو تحت ظل عرش الرحمن تحفنا الملائكة ننادي بقول ربنا ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ . دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (يونس :9-10)

وهو تعبير له تعبير، وأنت يوسف هذه الأحلام،  وإن يدك مع أيدينا لنعمل سويا في هذا السبيل، والله ولي توفيقنا وهو حسبنا ونعم الوكيل فنعم المولى ونعم النصير.

أخي الحر الأبي.. واجبات عملية:

o    المحافظة على الوظيفة الكبرى صباحًا ومساءً وورد ورد الرابطة     o    ورد ذكر تحدده لنفسك حسب طاقتك غير المأثورات.
o    ورد حفظ وتدبر من القرآن تحدده لنفسك حسب طاقتك     o    ورد دعاء يومي مع تحرى أوقات إجابة الدعاء
o    خلق من أخلاق القرآن تتدرب عليه أسبوعيًّا.    o    خلق لا ترغب فيه تتدرب على تركه شهري.
o    تعهد من حولك بالدعوة الهداية إلى الله    o    حاول أن تتعلم شيئًا جديدًا لم تكن تعلمه حتى لو بدون معلم
الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن شرعتنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا