يتعرض فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين د. محمد بديع، في العقد الثامن من عمره، لعملية قتل ممنهجة في سجون الانقلاب؛ حيث تمنع عنه سلطات الانقلاب في سجنه الانفرادي بسجون طره الدواء والطعام والتريض منذ قرابة 3 شهور، 84 يوما، وحالته الصحية متدهورة.

ومنذ حبسه ظلمًا، تتعمد داخلية الانقلاب التكدير على فضيلة المرشد العام والقسوة في معاملته وتعمّد إهانته، رغم عمره الذي تجاوز السبعين، ومكانته العلمية والسياسية المرموقة في مصر والعالم.

فمنذ أيام، حذَّرت أسرة فضيلة المرشد العام من تعرضه لمخاطر صحية داخل المعتقل بسجن ملحق مزرعة طره، وذلك مع قدوم فصل الشتاء، لافتة إلى القسوة التي يتعرض لها الدكتور محمد بديع من إدارة السجن ومنع الزيارات عنه لأكثر من 4 سنوات، في ظل وجوده بزنزانة انفرادية.

وذكرت ضحى، ابنة فضيلة المرشد العام، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن والدها الذي يبلغ من العمر 76 سنة، ينام في زنزانة انفرادية على أرض إسمنتية خالية من أي شيء بدون غطاء أو ملابس شتوية تساعده في التغلب على برودة الجو.

وقالت ضحى، في رسالة أخرى: إن والدها محبوس منذ أكثر من 2257 يومًا في زنزانة انفرادية، وممنوع عنه الزيارة منذ 1119 يومًا، وخلال الأيام الأخيرة تم تقليص مدة التريض له للنصف، كما أنه ظل محبوسًا في زنزانته لمدة 658 ساعة متصلة، قبل خروجه لحضور إحدى جلسات محاكمته يوم 24 أكتوبر الجاري.

وسبق أن أعربت أسرة د. محمد بديع أكثر من مرة عن قلقها على صحته، وحمّلت نظام الانقلاب المسئولية عن حياته وما يتعرض له في سجن طره شديد الحراسة، أو ما يعرف "بالعقرب"، ولكن من دون جدوى.

 

الاعتداء عليه

وفي أكتوبر 2018، كشفت رسالة مسربة من داخل المعتقل عن تدهور الحالة الصحية لفضيلة المرشد العام، وذلك بعد تعرضه لاعتداء من أحد ضباط الأمن الانقلاب (أمن الدولة سابقًا).

وفي سبتمبر 2018 واجه المرشد العام إجرامًا من جانب إدارة سجون طره، وإصرارًا على منع العلاج عنه في زنزانته الانفرادية، وقد تجلى ذلك في جلسة المحاكمة فيما تسمى بقضية "اقتحام السجون".

وخلال الجلسة، أشار المستشار محمد شيرين فهمي، الشهير بالقاضي القاتل، إلى دخول فضيلة المرشد العام إلى قاعة المحكمة محمولاً على كرسي خشبي، ولدى السؤال عن السبب تبينت معاناته من آلام في الظهر، ورفض إدارة السجن إخضاعه للعلاج؛ ما أدى إلى تدهور شديد في صحته وعدم قدرته على الوقوف.

 

قلق على حياته


ويحاكم فضيلة المرشد العام - الذي اعتقل بعد الانقلاب على الرئيس الشهيد محمد مرسي - في 12 قضية هزلية ملفقة حصل بموجبها على عدة أحكام بلغت حتى الآن 261 سنة سجنا ظلمًا.

ويخشى مراقبون من أن يلقى د. بديع مصير الرئيس الشهيد محمد مرسي، الذي استشهد في يونيو الماضي أثناء إحدى جلسات محاكمته، وكذلك المرشد العام السابق محمد مهدي عاكف.

وأكد سياسيون أننا أمام سلطة مجرمة تدمن القتل، في حين يستغيث أحرار العالم في ومنظمات حقوق الإنسان أملاً في تحرك ينقذ أكبر مسئول في أكبر جماعة إسلامية سنية سلمية بالعالم، قبل اغتيال الانقلاب العسكري المجرم إياه في غياهب السجون.

ويؤكد عبد المنعم عبد المقصود، محامي المرشد العام للإخوان المسلمين، أن د. بديع يعاني من مشكلات صحية عديدة، نتيجة السن، ونتيجة ظروف الحبس القاسية التي يتعرض لها، مثل غيره من المعتقلين بسجن ملحق المزرعة بمجمع سجون طره.

ويشير عبدالمقصود إلى أن المعلومات المتوافرة عن الحالة الصحية للمرشد العام شحيحة للغاية، نتيجة التعتيم الذي يحيط به داخل السجن ومنع الزيارة عنه لأكثر من أربعة أعوام متصلة، وكذلك منع المحامين من زيارته في محبسه أو الالتقاء به خلال جلسات محاكمته.

ويوضح محامي المرشد العام أن الوضع مع د. بديع ينطبق على باقي المعتقلين معه، ومنهم رئيس مجلس الشعب السابق ورئيس حزب الحرية والعدالة محمد سعد الكتاتني، والمحامي حازم صلاح أبوإسماعيل، والمستشار السابق لرئيس الجمهورية محيي حامد، والصحفي وعضو البرلمان السابق محسن راضي، وغيرهم من المعتقلين في سجن ملحق المزرعة أو سجن العقرب.

ووفق عبدالمقصود، فإن المرشد العام سبق أن تعرض لأزمات صحية داخل محبسه أكثر من مرة كان أخطرها إصابته بالحزام الناري، بالإضافة لأمراض الضغط، والعمود الفقري، نتيجة ظروف حبسهم غير المناسبة.

كما حذر رئيس اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة، مختار العشري، من الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها المرشد العام للإخوان داخل محبسه، موضحًا أنه معتقل بسجن ملحق المزرعة بمجمع سجون طر الجبل، وقد سموها بـ"طره الجبل" لأنها كانت جزءًا من جبل المقطم، وهو ما يبرر قسوة فصل الشتاء في هذا المجمع للسجون.

وحسب العشري، فإن سجن ملحق الزراعة مبنيٌّ على النظام القديم، بمعنى أن سقف الغرفة فيه مرتفع عن المعتاد بحوالي متر ونصف، كما أن الحوائط المبني منها السجن معظمها خرسانية جاهزة، وهو ما يساعد على تحويل الزنزانة لثلاجة تبريد في فصل الشتاء.

ويوضح الحقوقي المصري أنه وفقًا للشهادات التي استمع إليها من معتقلين سابقين بهذا السجن، فإنه لا يسمح لكل معتقل - مهما كانت حالته الصحية أو عمره - إلا بثلاثة بطاطين ميري، تستخدم للفرش والغطاء، وهو نفس الوضع مع المرشد العام، الذي تعرض لكثير من الضغوط وأساليب التنكيل المختلفة، مثل سحب كل الملابس الشتوية، التي كان يتم إدخالها له عندما كانت الزيارة متاحة، أو التي وفرتها له "كافتيريا" السجن على نفقته الخاصة.

ووفق العشري، فإن التعتيم على الحالة الصحية للمرشد العام، وقطع أي وسيلة للاطمئنان عليه، أو معرفة أحواله المعيشية والصحية بمحبسه، يدعم مخاوفهم من احتمالية تعرضه لنفس ما جرى مع الرئيس الشهيد د. محمد مرسي، الذي قُتل نتيجة الإهمال المتعمَّد معه، طبيًّا وغذائيًّا وإنسانيًّا، وكما جرى مع المرشد السابق محمد مهدي عاكف، الذي كان بحاجة إلى رعاية خاصة في أيامه الأخيرة نتيجة تزايد المرض عليه.

 

طالع أيضا:

بطاقة تعارف مع فضيلة المرشد العام (باللغتين العربية والإنجليزية)

د. محمد بديع يكتب: الثبات هو نصر المرحلة