استطاعت حملات المقاطعة الأخيرة في عالمنا العربي فرز الصالح والطالح، فقررت اليمن أخيرًا مقاطعة من يضاد مصالحها، وتحديدًا دولة الإمارات، فأطلق مغردون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة للدعوة إلى مقاطعة دولة الإمارات.
المقاطعة - حتى وقت كتابة هذا التقرير - تتصدر تغريدات اليمنيين على "تويتر" وبقية مواقع التواصل الاجتماعي.
وترى حملات المقاطعة أن الإمارات دولة احتلال، حجزت مكانها إلى جوار تل أبيب، ودعت العالم العربي والمناصرين لقضية اليمن إلى مقاطعة البضائع الإماراتية، ونشر المغردون أسماء الشركات الإماراتية عبر هاشتاج "#مقاطعة_المنتجات_الإماراتية"، وهاشتاج خاص لطيران الإمارات عنوانه "#مقاطعه_الطيران_الإماراتي".
هدف المقاطعة كان دعوة جميع الأحرار بالعالم إلى المشاركة في المقاطعة لاتخاذ خطوات عملية ضد أبوظبي، الدولة الاستعمارية الجديدة بلباس عربي، وضد جرائم الحرب التي ترتكبها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.
وبحسب يمنيين، تهدف المقاطعة إلى ضرب الشركة الأكثر إدرارًا للمال في الإمارات، وهي "طيران الإمارات"، رغم أنها سجلت تراجعًا مخيبًا للآمال، وفق وكالة "بلومبيرج"، بعدما هوت أرباحها للنصف الأول من العام الحالي، إلى أدنى مستوى في عشر سنوات.
شركاء في المقاطعة
اليمنيون اعتبروا أن شراء تذكرة من "طيران الإمارات" يسهم في قتلهم؛ فأبوظبي لا تتوقف عن عقد صفقات سلاح ضخمة، استُخدمت معظمها في حربها باليمن لتحقيق مصالحها على حساب مصالح أهل البلد أنفسهم.
قبل سنوات تزيد على أصابع اليد الواحدة، كان العالم العربي والإسلامي - وفي القلب منه مصر - يوجه سهام مقاطعة البضائع فقط تجاه أعداء الأمة؛ الكيان الصهيوني وداعميه في الولايات المتحدة، وكانت المقاطعة إلى جوار الدعاء والتبرع عنوانًا في ورقات الوعي والتوصيات تجاه سيل العدوان الذي يشنُّه المحتل وداعموه على فلسطين وغزة والمسجد الأقصى، إلا أن الإمارات أبَت أن تظل تل أبيب وحيدة في المقاطعة والدعاء على قادتها، فشاركتها كره العرب والمسلمين.
الهدف كان قبل سنوات وقتئذٍ - وما يزال - حرمان هذه الشركات الأمريكية أو الصهيونية من ثمن الطلقات التي يمولون بها حروبهم ضد إخوان لنا في الدين، واستطاعت حملات المقاطعة أن تستثني مكتب المقاطعة المعطل التابع لجامعة الدول العربية، وأن تقلق تل أبيب وتسبب الخسائر لها، كما هي الآن تقلق أبوظبي وتجعلها غرضًا أمام سهام المقاطعين والداعين.
رواج عربي
الجديد كما يقول الصحفي اليمني سمير النمري هو أن هاشتاج #مقاطعة_طيران_الإمارات يلقى رواجًا على مستوى الوطن العربي، وسيُجدي نفعًا حينما يصبح واقعًا، مضيفًا أن مقاطعة المنتجات الإماراتية سلاح فتّاك للرد على إجرامها في المنطقة العربية.
#مقاطعة_طيران_الإمارات يلقى رواجا على مستوى الوطن العربي، وسيجدي نفعا حينما يصبح واقعا.
— سمير النمري sameer alnamri (@sameer_alnamri) September 2, 2019
مقاطعة المنتجات الاماراتية سلاح فتاك للرد على إجرامها في المنطقة العربية.
وقال الصحفي أنيس منصور: إن الحملة ستستمر لمدة أسبوعين، ودعا الجميع إلى المشاركة، مضيفًا: "البعض يريد منا حملة مقاطعة البضائع الإماراتية، والحقيقة لا يوجد أي بضائع تباع أو تصدر لليمن من الإمارات، وإنما ستكون معنا حملة أسبوعين كاملين للدعوة إلى مقاطعة طيران الإمارات وعلى كل يمني أن يقاطع وكل عربي يشاهد دماءنا تنزف بطيران الإمارات يقاطع ويكون الهاشتاج #مقاطعة_طيران_الإمارات".
بعض منتجات الامارات التي تغزوا اسواق اليمن #مقاطعه_المنتجات_الاماراتيه #مقاطعه_طيران_الامارات#boycott_emirates_airline https://t.co/mJ748mQopz
— الصحفي / أنيس منصور (@ANES_m1) September 2, 2019
أما الناشط اليمني محمد المحيميد، فكتب: "كثير من الشباب تواصل معي بضرورة التغريد على هاشتاج يدعو لمقاطعة البضائع الإماراتية، ورغم أنه لا بضائع لديهم لكن يمكن الدعوة لمقاطعة طيران الإمارات بتوجعهم كثيرا ويكون الهاشتاق #مقاطعة_طيران_الإمارات".
ودعا محمد الشرابي كل يمني وعربي إلى المشاركة في حملة المقاطعة، قائلاً: "على كل يمني وعربي غيور على عروبته المقاطعة #مقاطعة_طيران_الإمارات".
حملة ليبية
ولا تقتصر دعوات مقاطعة الإمارات على اليمنيين، بل أطلق الليبيون قبل أسبوعين حملة لمقاطعة الإمارات، بعدما انكشف دون مواربة دعم أبوظبي للحرب طمعًا في ثروات ليبيا.
وأطلق الليبيون حملة دولية لمقاطعة الإمارات، وقالوا: إن المسئولين في أبوظبي يتدخلون في الحرب الليبية ودعم حفتر عسكريًّا؛ طمعًا في ثروات ليبيا النفطية.
وقالت الحملة - عبر موقعها الرسمي - إن مؤسسة النفط الموازية ببنغازي وقعت عقدًا مع شركة سولاكو المسجلة في دبي، يتضمن تصدير مليوني برميل من الخام من ميناء مرسى الحريقة الخاضع لحفتر إلى الإمارات وبيعه بطريقة غير مشروعة.
وأكدت الحملة أن الإمارات تدعم الفوضى في ليبيا للاستمرار في الحصول على ثرواتها النفطية وغير النفطية، وتستفيد من الخلافات والحروب والدمار؛ لضمان استمرار تدفق النفط والأموال إليها.
التونسيات
وسابقًا، أوقفت تونس رحلات طيران الإمارات؛ بسبب محاولتها إهانة المرأة التونسية، وأعلنت وزارة النقل التونسية في 24 ديسمبر 2017 تعليق الرحلات الجوية لشركة طيران الإمارات من وإلى تونس.
والسبب كان انتصارًا للنساء التونسيات اللواتي منعن من قبل محمد زايد من السفر على متن طيران الإمارات.
ومنعت السلطات التونسية كل الطائرات الإماراتية من دخول المطارات التونسية، بعدما صدر قرار منع التونسيات من دخول الإمارات، وقالت الإمارات استدراكًا على القرار: إنه منع مؤقت ثم ما لبثت بعد نجاح المقاطعة على الأقل في لفت الأنظار إلى توجهاتها العنصرية إلى إزالة القرار.
حملة دولية
وقبل نحو عامين، أطلق نشطاء في أكتوبر 2017 في باريس "حملة دولية لمقاطعة الإمارات العربية المتحدة"؛ بسبب سجلّها السيئ في مجال حقوق الإنسان.
وجاء إطلاق الحملة الدولية بعد ندوة بحثت على مدار يومين الانتهاكات التي تقوم بها الإمارات ضد مواطنيها، وجرائم الحرب التي تقوم بها في اليمن، وانتهاكها حقوق العمال.
وأضافت الحملة - في بيانها - أن "الإمارات اليوم تعتبر إحدى الدول التي تقود عمليات الاتجار بالبشر وغسيل الأموال، وداعما أساسيا لمجموعات إرهابية في سورية ومناطق أخرى في الشرق الأوسط".
واستندت الحملة "إلى عشرات التقارير الدولية والحقوقية التي تكشف الفظاعات التي تمارسها الإمارات، وخاصة تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" السنوي، الذي انتقد بشدة "سجل الإمارات الحقوقي، وقمع الإمارات حرية التعبير والاعتقال التعسفي لمن تصفهم بالمعارضين، بجانب تعذيب وسوء معاملة السجناء".
وأكدت أن "هدفها النهائي والأخير وقف الحرب في اليمن، ووقف العبودية والاتجار بالبشر الذي تمارسه دولة الإمارات"، مضيفةً أنها ستعمل على تحقيق العدالة للعمال الآسيويين وغير الآسيويين، الذين تم انتهاك حقوقهم الأساسية وإساءة معاملتهم، وستعمل أيضًا على وضع حد لدعم الإمارات للمجموعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
آخر طلعة
وكان آخر مشاركة للحملة مخاطبة اللجنة المنظمة لمعرض معدات الدفاع والأمن الدولي (دي أس إي آي) الذي سيقام في لندن هذا الشهر، ومخاطبة الحكومة البريطانية لطرد الإمارات من المعرض؛ بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها دولة الإمارات في حربها في اليمن، وبسبب العنصرية التي تمارسها ضد العمال الأجانب والمرأة، والاعتقالات وعمليات التعذيب التي تنفذها الإمارات ضد المعارضين من الأكاديميين والصحفيين والإعلاميين والكتاب.