- الانقلاب ينفذ المخطط الصهيوأمريكي لتفكيك الجيش

- أؤيد ما قاله فضيلة المرشد "سلميتنا أقوى من الرصاص"

- مستقبل مصر أهم من كراهية فصيل أو تيار

حاوره عبر الفيس بوك: محمود الدراوي ومحمد ثروت

 

الكاتب الصحفي صلاح بديوي المنسق العام للحركة ناصريون ضد الانقلاب معروف بتاريخه النضالي ضد عائلة المخلوع مبارك وطغيان وزارة الداخلية وأجهزة الأمن وقمعها، وخاض ضدهم المعارك الصحفية والقضائية، وهو أحد فرسان جريدة الشعب في مواجهتها للفساد على مدى عمرها الذي حملت فيه لواء المعارضة المصرية.

 

ينتمي صلاح بديوي إلى التيار القومي الناصري، لكنه لا يحمل عداءً للتيار الإسلامي ويرى ضرورة وحدة كل الفصائل الوطنية لصالح مصر، خاصةً في هذه اللحظة الحرجة التي تمرُّ بها البلاد.

 

ويحذر من أن هناك مخططات صهيوأمريكية لتفكيك الجيش المصري بتوريطه في انقلابٍ عسكري يلغي الإرادة الشعبية ويفرض وصايته على الناخبين.

 

ويطالب باستمرار مقاومة الانقلاب العسكري ودحره حتى يرحل غير مأسوف عليه، لتعود الحريات المصادرة ويرجع لصوت الناخب احترامه وتقديره.

 

(إخوان أون لاين) كان له معه هذا الحوار:

 

 * في البداية.. كيف ترى موقف معظم رموز التيار الناصري من الانقلاب العسكري واعتبار ما حدث في 3/7 بأنه ثورة وانتصار لإرادة المصريين؟

 

** بدايةً أعتذر لكل مَن طالهم الأذى وصُودرت حرياتهم وانتهكت آدميتهم في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، كما أطالب برد الاعتبار لتسعة من قادة الإخوان الذين قُتلوا عبر محاكم استثنائية في عهد عبد الناصر، وفي طليعتهم مَن نحسبه شهيدًا إن شاء الله الأستاذ سيد قطب، وأيضًا رد الاعتبار لخميس والبقري العمال اليساريين الذين قتلهم ولكل أبناء الشعب.

 

أيضًا أقول عبد الناصر الآن بين أيدي العدل كله مع خصومه ليفصل الله بينهم.. أما نحن ما يهمنا أن نلتقي حول قواسم مشتركة نتفق عليها، وهي كثيرة بالمناسبة، وأولها المستقبل الديمقراطي لوطننا والأولوية لكسر الانقلاب.

 

أما العبرة مما حدث في الماضي فهي أن نضمن ألا يتكرر ما فعلته الحقبة الناصرية ضد أبناء شعبنا وأعني سلبياتها التي نقف ضدها تمامًا ونعمل على معالجتها، ومؤكدين أننا مع الإيجابيات فقط.

 

أما الانقلابيون فهم أخذوا من عبد الناصر سلبياته فقط، وتفوقوا من خلال تطويرها حتى بات عبد الناصر تلميذًا يحبو في الديكتاتورية والطغيان إلى جوارهم، والانقلابيون مع الأغنياء والرأسمالية الاحتكارية والتبعية.

 

وهم يقفون في خندق واحد مع هذا الحلف، وهو شريكهم في الانقلاب، وينسقون أمنيًّا مع تل أبيب ويطبعون ويرتبطون بشراكة إستراتيجية مع واشنطن، ووصل بهم الأمر والفُجر لتلفيق تهم لرئيس مصر المنتخب من الشعب والمختطف الآن بالعمالة لحماس ولآخرين.

 

إن عبد الناصر شيَّد المصانع والمدارس وهم يبيعونا الآن، وحولوا التعليم إلى غير مجاني، عندما أكون ناصريًّا وكراهيتي للإخوان تتفوق على مستقبل بلدي وأن أكون محايدًا أكون بذلك أمثل أكبر إساءة لعبد الناصر وأتاجر بقميصه لا أكثر.

 

وبالتالي الأشخاص الذين ذكرتهم لا علاقةَ لها بالناصرية عندما يدعمون انقلابًا صهيونيًّا أمريكيًّا في منشأه وأساسه وجوهره.

 

* كيف ترى المقاومة السلمية في دحر الانقلاب بالرغم من العنف المفرط من جانب قوات أمن الانقلاب مع الثوار؟

 

** ما زلتُ أؤمن تمامًا بما قاله فضيلة المرشد الأستاذ الدكتور محمد بديع- فكَّ الله أسره- إن "سلميتنا أقوى من الرصاص".

 

وبها سنهزم هذا الانقلاب بالفعل، نحن مواطنون شرفاء ملتزمون بالحفاظ على مصر الدولة والشعب، والخروج على السلمية يهدم تلك الدولة ومؤسساتها ويلحق أفدح الأضرار بشعبنا، وهو ما يريده الانقلابيون, وهم ينفذون الآن مخططًا صهيونيًّا يستهدف تفكيك الجيش والقضاء عليه وإدخالنا في حرب أهلية تنتهي بتمزيق مصر لكي يتمكَّن الصهاينة من هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان.

 

* وهل المقاومة السلمية مجدية مع الحالة المصرية الراهنة؟

 

** صحيح أننا نفقد العشرات من رجالنا ونسائنا وشبابنا، وهي خسارة جسيمة، لكن حال الخروج على السلمية- وهو ما يريده الانقلابيون- سنفقد تعاطف العالم معنا، وكذلك الشعب المصري، وسنتكبد خسائر أكبر، فالانقلاب يخسر الآن ويفشل بمرور الأيام وعلينا أن نراهن على شعبنا وضمه لصفوفنا ونثق في نصر الله.

 

* كيف ترون الأداء الإعلامي المصري "الرسمي  والخاص" ؟

 

** ومن قال إن في مصر أداءً إعلاميًّا رسميًّا أو خاصًّا الآن؟!!، الانقلابيون صادروا منابر الرأي الآخر سواء كانت صحفية أو إعلامية، ولم يتبقَ في مصر الآن إلا منابر إعلامية وصحفية إعلانية دعائية وبرامج إعلانات ودعاية توك شوه للانقلاب باتت تشكل تهديدًا بالغ الخطورة للأمن القومي المصري تمامًا، والله لولا شبكة قنوات الجزيرة لدخلت مصر في حرب أهلية منذ شهور، الجزيرة تدافع عن الأمن القومي المصري في مواجهة تلك المنابر المخربة.

 

* ماذا لو قارنا بين حرية الرأي والتعبير في مصر الآن وعهد الرئيس محمد مرسي؟

 

** قلت لك لا وجهَ للمقارنة بين عصر مرسي الحر الذي وصلت فيه الحريات إلى أقصى مدى بشكلٍ نفاخر به في العالمين، وبين عصر الانقلاب لم يعد هناك حرية من الأساس في أي مجال أية حرية وأكثر من ٥٠ صحفيًّا في السجون والمعتقلات وأصيب أكثر من ٨٠ صحفيًّا واعتدي عليهم وقُتل أكثر من ١٢ صحفيًّا، وأغلقت صحف وصودرت منابر، وبات من انتخبناهم في نقابة الصحفيين موالين للانقلاب وشقونا كصحفيين إلى نصفين نصف يتم حماية حرياته ونصف تُباح أمواله ودماءه وحرياته وحقوقه، وحتى برامج التوك شو التي حاولت أن تكون مهنية صادروها ومنها برنامج باسم يوسف الذي تركه الرئيس مرسي يفعل كما يحلو له حتى وقوع الانقلاب.

 

إن عصر مرسي لم تغلق فيه صحيفة أو وسيلة إعلامية أو يعتقل صحفي أو إعلامي أو يقصف قلم.

 

* تعليقك على موقف معظم الأحزاب المدنية من مباركة ترشيح السيسي.. وتخليهم عن مبدئهم "مدنية الدولة" والتشبث بحكم العسكر؟

 

** كراهية المنهاج الإسلامي بل كراهية الإسلام هي التي تحكم سلوكيات كل العناصر التي تحالفت مع الانقلابيين، تلك الكراهية جعلتهم يتخلون عن كل المحظورات والمحرمات ويتحالفون مع المؤسسة العسكرية لكي تخلصهم من الإخوان ومن كل ما يمت للمنهاج الإسلامي بصلة، ثم أية أحزاب مدنية تحدثني عنها حزب نجيب ساويرس "المصريون الأحرار" هو حزب طائفي ديني متطرف بامتياز تقف خلفه الكنيسة وكل المسيحيين بمصر أو معظمهم لنفس السبب كراهيتهم لكل من يتخذ الإسلام مأخذ الجد في حياته، أما بقية الأحزاب فلا وجودًَ لها في الشارع باستثناء فلول نظام مبارك ممن استفادوا في عصره واستولوا على مقدرات الوطن.

 

الانقلاب بلا شرعية

* الانقلاب الآن يخلق شرعيات.. وواقعيًّا يسير في خارطة الطريق المزعومة "أنجز الدستور.. وقريبًا الرئيس"، هل نحن على موعدٍ في المستقبل بتنازع شرعيات أم ماذ ؟

 

** ما بُني على باطل فهو باطل، ودعك مما يعملون الآن، الانقلابيون خلقوا فقط شرعية الشارع ونحن كثوار للشرعية ولـ ٢٥ يناير في الشارع الآن عبر تلك الشرعية التي خلقوها نسترد ثورتنا وشرعيتنا، ولندعهم الآن في غيهم وباطلهم يعمهون وسننتصر بإذن الله .

 

* متى يعود الاستقرار والهدوء لمصر؟

 

** عندما تعود الشرعية لثورة ٢٥ يناير المجيدة ويعود زعيمنا وقائد ثورتنا المختطف الأستاذ الدكتور محمد مرسي يعود لموقعه ويؤدي دوره لصالح وطنه وأمته وشعبه.

 

* رسالتك إلى الشعب المصري وإلى الثوار في الميادين؟

 

** مكملين "سلمية.. عيش حرية عدالة اجتماعية"، توحدوا مستقبل مصر أهم من كراهية فصيل أو تيار.