عبدالله الماحي لـ(إخوان أون لاين)

*  الاعتقالات والعنف الأمني يزيدنا ثباتًا وقوة

*  جنزال الأزهر مشترك في قتل وسفك دماء شهدائنا

* فلينتظر الانقلابيون ما لا يتوقعونه منا لمواجهة انقلابهم

* انتفاضتنا لا تنتهي إلا بسقوط الانقلاب

 

حـوار: شيماء الجنبيهي

 

رغم السياسات القمعية التي تعتمدها أغلب الحكومات المتعاقبة في مصر تجاه الشباب الرافضن للعيش تحت وطأة الظلم والاستبداد، الا إنهم كانوا  في الطليعة دائما ..منذ الاحتلال الانجليزي مروراً بعهود الاستبداد في عصور جمال عبد الناصر والسادات  والمخلوع وصولاً للإنقلاب العسكري في يوليو الماضي، لم يفلح الطغاه في كسر شوكة الحراك الطلابي وإسكات صوته الذي يصدح بالحق في وجه الطغاه والظالمين.

 

وسجل التاريخ دور الطلاب في مواجهة الظلم والعدوان، وتابعنا على مدار الأيام الماضية انتفاضة طلاب الأزهر ضد الانقلاب العسكري الغاشم كما أعلنت الحركات الطلابية بجامعة الأزهر عن تنظيم انتفاضة طلابية جديد، اليوم الإثنين لتأكيد رفضهم لغة القمع التي تشهدها الجامعة خلال الأيام القليلة الماضية، ورفضًا لاعتقال بعض زملائهم وأساتذتهم من جانب قوات أمن الانقلاب على مدار الأيام الماضية.

 

وقال طلاب الأزهر في بيان لهم أنهم يطالبون أيضًا بإقالة أحمد الطيب شيخ الأزهر، وأسامة العبد رئيس الجامعة، والإفراج عن الطلاب المعتقلين، والقصاص للطلاب الشهداء.

 

وللتعرف على  خطة الحركة الطلابية بجامعة الأزهر لمواجهة الانقلاب العسكرى الدموي ،، التقى (اخوان اون لاين) "عبد الله الماحي" المتحدث الإعلامي بإسم إتحاد طلاب جامعة الأزهر، فإلى تفاصيل الحوار:

 

* بداية.. شهدت جامعة الأزهر حراك طلابي كبير في الفترة القليلة الماضية.. هل هذا الحراك يعبر فقط عن الطلاب "الإسلاميين" كما يصفهم إعلام الانقلاب أم أن الأمر تجاوز ذلك لفئات أخرى أكبر حجمًا من طلاب التيار الإسلامي؟

 

** الأمر في جامعة الأزهر وجامعات مصر كلها تخطى حاجز الاسلاميين منذ فترة طويلة حتى الحركة المناهضة للانقلاب خارج الجامعات لايمثل فيها التيار الإسلامي نسبة 20% على الأكثر.

 

الحركة الطلابية بجامعة الأزهر تشهد تجاوبًا مستمرًا كل يوم، وينضم لها طلاب جدد يوميًّا إيمانًا بمطالبنا التي نخرج للمطالبة بها في فعاليتنا ومسيراتنا داخل الجامعة، وسيظل الحراك الثوري الطلابي مشتعلاً، وقريبًا سيشمل الحراك كامل مؤسسة الأزهر ولن تخمد ثورتنا لإصلاح الأزهر ومؤسساته وطرد الدخلاء عليه من علماء السلطان والجنرالات حتى لو عادت الشرعية وخطب محمد مرسي فى الجامع الأزهر الشريف.

 

* العنف والقمع والرصاص وقنابل الغاز كانت هي رد الانقلابيين على هتافاتكم في فعالياتكم السلمية داخل الحرم الجامعي..هل توقعتم ذلك قبل بدء الدراسة؟

 

** ليس من حق اي سلطة أن تقمع حريات الأفراد طالما يعبرون عن آرائهم بسلمية، ولاشك أن اقتحام الحرم الجامعي والاعتداء على الطلاب بقنابل الغاز لهو أمر جلل ومرفوض ولكنه ذلك الأمر يعبر عن أمر هام وهو أن الرعب يصيب الانقلابيين ويسيطر عليهم فليجأون للإفراط في العنف ظنا ًمنهم أن ذلك قد يخيف الطلاب ويجعلهم يتراجعون في حين أن أي تعامل أمني من قبل الانقلابيين يزيدنا ثباناً وقوة.

 

كما إن محاولات قمع الحركة الطلابية بجامعةالازهر وطلاب الجامعات المصرية ومنعهم من التعبير عن رأيهم بكل سلمية يذكرنا بالتاريخ الأسود وعصور القمع والاستبداد في عصر المخلوع مبارك وما قبله، ولابد أن يتذكروا أن الانتفاضة الطلابية كانت سببا في طرد الحرس الجامعى التابع للداخلية بعد الاعتداء على الطالبة سمية أشرف وطالبات جامعة الزقازيق.

 

وأشير هنا إلى أن محاولات قمع المصلين في الجامع الأزهر في 1798 بقيادة نابليون أشعلت ثورة القاهرة الأولى ضد الظلم والاستعمار، والتي ترأسها أبناء الأزهر الشريف فإن الاعتداء على طلاب الأزهر أشعل انتفاضة طلابية لن تنتهي شرارتها إلا برحيل هذا الانقلاب العسكري الدموي، فنحن مستمرون في ثورتنا ولن نتراجع للخلف مهما كان الثمن.

 

* وما هي حصيلة الاعتداءات على طلاب الأزهر منذ انطلاق فعالياتكم الرافضة للانقلاب؟

 

** إن طلاب الأزهر يشكلون 20% من إجمالي عدد طلاب الجامعات في مصر، ويقدرون بحوالي 40000 طالب وطالبة، ومع بدء مسار الثورة قدم طلاب الأزهر أرواحهم ثمنا للدفاع عن الحق فهناك 85 شهيدًا من طلاب الأزهر و124 معتقلاً، فضلاً عن الجرحى والمصابين خلال أحداث الانقلاب العسكري الغاشم على السلطة.

 

* وكيف ترى التحذيرات التي أطلقتها داخلية الانقلاب للطلاب والتي طالبتهم فيها بوقف المظاهرات؟

 

** لن تثنينا أية تحذيرات ولن نتراجع عن حقنا في المطالبة بأمور مشروعة وبشكل سلمي، فانتفاضتنا سلمية وستظل سلمية، وسنعبر عن مطالبنا بكل ما أوتينا من قوة ولن ننسى أن طلاب الأزهر الشهداء ارتقوا من خلال رصاص وجه إلى صدورهم من داخل أسوار جامعه الأزهر خلال احداث مجزرة المنصة (النصب التذكاري).

 

وأؤكد أن المظاهرات والتعبير عن الرأي حق كفله الدستور والقانون وكل هذه الدعوات ما هي الإ محاولة مخابراتية لإرهاب الطلاب لكنها لن تجد نفعًا.

 

ولذا نقول فليحذر الانقلابيون غضبة طلاب رأوا إخوانهم يموتون أمام أعينهم، فضلاً عن أعضاء هيئة التدريس الذين ارتقوا على يد مليشيات الانقلابيين.

 

* هل هناك تواصل أو لقاءات تتم بين ممثلين من اتحاد الطلاب وإدارة الجامعة؟

 

** بالفعل هناك تواصل مع أجل توصيل مطالب طلاب جامعة الأزهر وإيصال صوتهم.

 

* وكيف ترون موقف ودعوات (شيخ الانقلاب) بخصوص الالتزام بتعاليم الإسلام ووقف التظاهرات؟

 

** إن جنرال الانقلاب (أحمد الطيب) شارك بكل قوة الانقلاب الدموي الغاشم وساهم في خيانة رئيس حصل على ثقة  الأمة في انتخابات حرة نزيهة، وهو ما يجعلنا نرفض الطيب  ولا نقبله لقبوله بالانقلاب ومشاركته وتأييده لمجازره.

 

أما فيما يخص نصحه لنا أن نتحلى بتعاليم الاسلام وأن نتخلى عن المظاهرات فنقول له: إن طلاب الأزهر الشريف هم أكثر الناس حرصًا على الهوية الاسلامية وعلى تطبيق شريعة الإسلام فهم حراس الشرعية والدليل على ذلك ما فعله طلاب الأزهر من إنتفاضة عارمة ضد نشر "وليمة أعشاب البحر" بعد انتفاضتنا الشهيرة حين ذلك.

 

كما أذكر الجنرال الطيب بطلاب الأزهر حينما قاموا بحماية جامعة الازهر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير في ظروف صعبة كانت تعاني البلاد فيها من تردي في الحالة الأمنية بعد أن تخلى حرس الداخلية عن أداء واجبهم وهذا دليل واضح على حبهم لجامعتهم وحرصهم عليها.

 

* إذا أردت أن توجه رسالة إلى الطيب.. فماذا تقول له؟ 

 

** أقول له إن الأزهر الشريف هو منارة العلم والعلماء وعلى مدار التاريخ يعتبر هو بمثابة الحاضن الأول لمطالب الشعب، ولم يرد أن خرج الأزهر الشريف على مطالب الشعب إلا على يد الجنرال الطيب الذي أحل دماء المتظاهرين السلميين في الشوارع والميادين المصري.

 

وأضيف له: يا شيخ الأزهر لقد شاركت في قتل المتظاهرين السلميين وكذلك في قتل أبناء الأزهر الشريف، فضلاً عن السكوت على حرق مسجد القائد إبراهيم ورابعة العدوية وحصار وضرب المصلين داخل مسجد الفتح، بينما خرجت علينا لتدين حرق الكنائس ولم نسمعك عندما انتهكت حرمات المسلمين.

 

إن شيخ الأزهر لهو دخيل على تلك المنارة، وإني لأتساءل: هل هناك عالم يشارك في سفك الدماء وقتل المسلمين ثم يطالبنا بالالتزام بتعاليم الإسلام، فنحن نعلم تعاليم الاسلام ولا نحتاج منه أن يعلمنا إياها.

 

* وما رأيكم في تغطية وسائل إعلام الانقلاب لفعالياتكم وتصويركم على أنكم ترتكبون أعمال عنف داخل الجامعة؟

 

** من حق أي صحفي أن يغطي فعاليات طلاب الأزهر، ولكن وسائل إعلام الانقلاب شأنها ولسان حالها هو ذات لسان حال الانقلابيين فيعمدون إلى تشويهنا وتشوية فعالياتنا، ولكن لن يناولوا منا ولن نلتف لهم كثيرًا.

 

* وكيف ترون تطور أسلوب الاعتداء الأمني ليطال الفتيات والطالبات الجامعيات؟

 

** إن الاعتداء على الطالبات جريمة جديدة تضاف لسجل جرائم الانقلابيين وهي سابقة لم تحدث الا في عهود الاستبداد، وهو أمر مرفوض تمامًا أن يحدث لا سيما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وإن الاعتداء التي وقع على طالبة جامعة الزقازيق كان بمثابة شرارة الثورة داخل الجامعة لطرد حرس الجامعة واستبداله بحرس خاص وليس من الداخلية.

 

* وما الذي تجهزون له خلال الفترة المقبلة في إطار فعاليات الحراك الطلابي لطلبة الأزهر؟

 

** هناك تنوع في وسائل طلاب الأزهر "السلمية" لإسقاط الانقلاب الدموي لتصل إلى 200 وسيلة لم نستخدم منها إلا اسلوب واحد وهو حق التعبير عن الرأي في المظاهرات، وسنستمر في وسائلنا حتى يسقط الانقلاب.

 

* كحراك طلابي هل ترون أن فعالياتكم تؤثر في الانقلاب وتساهم في إسقاطه؟

 

** بالتأكيد.. ولو رجعنا إلى الوراء قليلاً ورأينا مافعلته الحركة الطلابية ودورها في  طرد الانجليز، لعرف الجميع أن الانقلاب سيزول وسيسفط مهما طال وقته.

 

* في النهاية.. ما الرسالة التي توجهها لطلاب الأزهر؟

 

** أنصح زملائنا الطلاب أن يتحركوا ككتله واحدة وان يتوحدوا ضد الانقلاب العسكري الدموي المستبد وان يتعلموا من الحركة الطلابية في الصين عندما تنازل البعض منهم مع السلطة المستبده أعطوا غطاءا لسحق زملائهم في الميدان السماوي.

 

وأضيف: علينا كحركة طلابية في جامعة الأزهر أن نحافظ على مؤسستنا الأزهرية مهما كان الثمن حتى تظل منارة للعلم والعلماء، وأن ننتفض لرفض كافة فتاوى علماءالسلطان المحسوبين زورًا على الأزهر التي تحرض على سفك الدماء باسم الدين والأزهر، فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه أي كان انتماؤه.