كما يمر الطيف الشفيف اللطيف، مرت أسماء دون أن أسلم عليها.

 

ليلتين أو ثلاثًا تأتي مع أمها وبعض أخواتها لتجلس إلى والدها المجاهد د. محمد البلتاجي.

 

كانت أسماء بوجه ملائكي تشع منه البراءة، أحاط حياؤها الزاوية التي كانوا يجلسون فيها بسياج من العفة والحياء الذكي النقي، فآثرت ألا أقترب لألقي عليهم السلام، رغم رغبتي الشديدة في ذلك في الليالي الثلاث، فمر طيفها ومضة نور علوي أدرك أن طينة الأرض ليس مكانه إنما الفردوس مأواه، وحواصل الطير الخضر مسكنه.

 

لذلك ما استطاع أقرانها ما استطاعت، ووقفت بجسمها الضعيف كالجبل الأشم، تتحدى آلة الإرهاب الدموي الوحشي في ثقة وثبات، وما هي إلا لحظة واحدة اخترقت فيه رصاصات الطواغيت حاجز الجسد ليسقط على الأرض ولترتقي النفخة العلوية النورانية ترفرف مشتاقة إلى ربها تزفها الملائكة فرحة بما آتاها ربها، مستبشرة ومبشرة إن شاء الله للأسرة المجاهدة ولرفقاء دربها.

 

وحتى نلحق بك إن شاء الله فنسلم عليك كفاحًا، فثقة ويقينا بحياتك الأبدية عند ربك..

 

سلام عليك يا أسماء في الخالدين.