Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4

زوجي دائمًا يقول لي إني أجمل واحدة في الدنيا، ولكني دائمًا أشعر أنه يتجاهلني ولا أستطيع استرجاع ثقتي في نفسي وأخشى أن أجعله يشعر بأني لا أثق في نفسي، فماذا أفعل؟

 

يجيب عليها الدكتور أسامة يحيى الاستشاري الاجتماعي ( إخوان أون لاين )..

 

 

حمدًا لله على نعمائه والصلاة والسلام على خير أنبيائه.. وبعد.

 

لقد قسم الله للمرأة أن تعيش بجوار رجل كزوجة له.. كما قسم الله للرجل أن يعيش بجوار امرأة كزوج لها.. ومن هنا برزت أهمية أن تعرف المرأة نفسية الرجل وأن يعرف الرجل نفسية المرأة حتى يتعاملا معًا كزوجين من جنسين مختلفين على علم وفهم.

 

ومن أهم ما يجب أن تعرفه المرأة أنها كثيرًا ما تشعر أن زوجها يتجاهلها ومن ثم لا تشعر بأنه يحبها بالكم والكيف الذي يريحها.. ثم.. تتوالد بذهنها وصدرها مشاعر سلبية تتحكم في كلامها وأسلوبها وسلوكها معه.. ومن ثم.. تطفو المشكلات على السطح وتنتفش وتكبر.

 

إنها باختصار: سوء توهم بتجاهل.. تولد سوء مشاعر.. تجلب سوء حوار وسلوك.. تنتهي بسوء عشرة.

 

إنها يا ابنتي باختصار آخر: عبث الشيطان مع ابن آدم وابنة حواء.

 

إن الذي يجب أن تعلمه المرأة عن الرجل أنه عندما يكون منشغلا بقضية ما أو يفكر في مشكلة ما أو متورط في معضلة ما لا يكاد يرى في الوجود إلا هذه القضية أو المشكلة أو المعضلة.. إنه لا يرى زوجته التي يحبها ولا يستطيع أن يبادلها الحب الذي تريد ولا أن يلحظ حسن ملبسها ولا بهاء هيئتها ولا يقوى على مشاركتها في مشاعرها.. إنه يركز فقط فيما هو فيه.. فإذا ما انتهى انشغاله انتبه لها وأسمعها ما تحب وأراها من نفسه ما تقر به نفسها.

 

يا ابنتي أن زوجك يحبك.. ولقد أعرب عن حبه لك بصراحة.. ولكن على ما يبدو أن مشكلاته كثيرة.. فدعيه وحده عندما يريد أن يكون مع مشكلاته، واقتربي منه حينما يريد قربك، فذاك خير عون تقديمه له بعد الدعاء له والثناء عليه.

 

إن مشكلتك الحقيقية يا ابنتي ليس في شعورك بتجاهل زوجك لك ولكن هي في ضعف ثقتك بنفسك..

 

ولماذا لا تثقين في نفسك؟.. لقد اختارك زوجك من بين بنات حواء كلهم زوجة له وشريكة لحياته.. فأنت في نظره جميلة الجميلات ولا يعلى عليك.. وانتقاك راعية لبيته.. فأنت في تصوره أروع ملكة بيت.. وارتضاك أمًا لأولاده.. فأنت عنده الأمينة عليهم المربية لهم.. طعامه الذي يدخل جوفه من صنع يديك.. وملابسه التي تستر جسده من غسيلك وكيك وطيك.. سره عندك.. وطلبه في عينك.. ورغبته في اقترابك.. وسكينته في حضنك.. وأنت حصنه وهو حصنك..

 

فلماذا تقللين من شأنك؟

حقًا لقد عبث الشيطان برأسك..

 

يا ابنتي.. إنه يحبك بصدق.. فانفضي ما علق بفكرك من هادمات الحياة الزوجية، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وانظري إلى ما لديك من صفات حسنة وخلال رائعة وقدرات مميزة فستجدي لديك الكثير الوفير منها، واستمتعي بقربك من زوجك وحبه لك، واتركيه عندما يريد أن يخلو بنفسه، فسيعود إليك بعد خلوته ليفرغ معك وفيك حبه لك.

أدام الله نعيمه عليك وأسكن قلبك بحبه ورضاه