أيها الأغبياء ألا تفهمون أنَّ الواقع أراد التغيير ولن يثنيه عن ذلك شيء، هكذا يقول الواقع في حديثه الذي أجريته معه، كنت أتمنى أن أفهم منه ما يريد وقبل أن يبدأ الحديث معي قال لي قل لمَن يريد البقاء كما هو: أيها الأغبياء أنا أريد التغيير للأفضل ولن يثنيني عن ذلك شيء سواءً رضيتم أو أبيتم، فالتغيير هو سنة الحياة التي أعيشها، وسنة الله في الأرض, فمنذ قيام الثورة وأنتم تحاولون عرقلتي، ولكن هيهات.. هيهات سوف تبؤون بالفشل، كعادة من يحاول البقاء على خطواته التي دائمًا كانت سبيل لإعادته إلى نقطة الصفر، ولم يحاول أن يجد طريقًا آخر حتى لو كان هذا الطريق مليئًا بالتعب والمشقة، ولا عذر لمن يتحجج بذلك.

 

وحين سألته ألم تؤثر فيك وتعبث اليأس إلى قلبك محاولتهم أن يعودوا بك إلى سابق عهدك؟ قال الحمد لله ذلك لم يؤثر في ولم يثنني ذلك عن التغيير.

 

قلت له لماذا؟ قال: لأن الكثير.. والكثير يقف في صفي ويساندونني والشعب المصري أيضًا أصبح مولعًا بي وبالتغيير للأفضل، وقامت بيننا علاقة صداقة سوف تقف في وجه من يحاولون العودة بنا إلى واقعي المؤلم الذي كنت مجبرًا على البقاء فيه.

 

هل ترى أن الشعب المصري سوف يظل على بقائه معك، أم أنه سوف ييأس من أول جولة؟ الواقع: كان هذا في وجود بقايا النظام السابق، في المناصب التي تسمح لهم بعرقلة القرارات التي تهدف إلى التغيير للأفضل، في وجود من يخدم الثورة المضادة للتغيير، أما الآن فالشعب المصري هو من يقف في وجه الثورة المضادة يدافع ويدعو للتغيير إلى الأفضل ولن يرضى الشعب بغير الأفضل بعد الآن.

 

هل تتوقع أن يكون المستقبل أفضل؟ بإذن الله سيكون المستقبل أفضل من الأمس، ولكن هذا لن يتم إلاَّ بمساعدتكم في ذلك.

 

بماذا تنصحنا؟ اتقوا الله، واجتهدوا كل في مجال عمله، لا يرضى أحدكم بأن يكون جيدًا في مجال عمله ولكن بأن بكون الأبراع وبذلك إن شاء الله سنلحق بالركب قليلاً.

 

وفي النهاية كان هذا تخيل بسيط لواقع عاش الكثير فيه الألم، واقع أراد التغيير، أراد أن يسلك طريق الأفضلية، وجد الطريق ووضع قدمه عليه وبدأ فيه أولى خطواته، ولكن ما زالت هناك قلة- لا تعرف شيئًا- تحاول أن تعود لسابق عهدها، تعود إلى عهد دفعنا له الكثير من دماء إخوننا وأخواتنا، عشنا فيه آلامًا، ومع ذلك نجد هؤلاء يستخدمون كل ما يستطيعون للعودة إلى هذا الواقع المؤلم الذي سبب لنا الكثير من المتاعب، لمصالح شخصية، واستفادات من هذا الواقع الفاسد، ولكن هيهات لكم؛ فالشعب أراد التغيير ودفع من أجل ذلك الثمن، وأنتم لم تدفعوا شيئًا بل على العكس أخذتم ثمن خيانتكم للشعب أضعافًا كثيرةً، ومع ذلك تردون أن تسرقوا منا حريتنا بعبوديتكم، وثمن لم تدفعوه، كيف السبيل إلى ذلك أيها الأغبياء كما سماكم واقع التغيير!!

 

سنظل نساند التغيير ونقف بجوار من يريد التغيير للأفضل مهما فعلتم، سننقد كل من يخطأ ونرشده إلى الطريق القويم مرة أخرى، سيكون نقدنا موضوعيًّا بنَّاءً، وليس موجهًا، لن نطالب بعودة العز بن عبد السلام ليقول كلمة حق أمام السلطان، فنحن كلنا سنصبح العز بن عبد السلام إذا جار الحاكم، وسنصبح مثل صحابة رسول الله إذا عدل الحاكم.
أترككم لغبائكم، لعل الغباء يفكر في التغيير هو الآخر ويترككم.

-------------------------

• [email protected]