يؤكد كل من عرفوه أن وجهه يفيض بالبشر والهدوء.. سمته واحد.. أبٌ في الداخل والخارج، في مصر والسودان وفلسطين ولبنان، يساعد كل محتاج، ويغيث كل ضعيف، ترى في وجهه ملامح إنسان مصري عطوف وحنون بارٍّ بأبناء أمته العربية والإسلامية.

 

إنه الدكتور جمال عبد السلام.. مدير لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب.. شغل منصب الأمين العام لنقابة أطباء القاهرة من نوفمبر 1999م وحتى يوليو 2005م.. من مواليد 28/9/1957م بحي السيدة زينب بالقاهرة.

 

حينما خرج من معتقله في عام 2007م وسألناه عن القسوة التي لاقاها من مرارة الاعتقال؛ أجابنا قائلاً: "سنظل نحمل الخير لمصر، وسنوصِّل عملنا الإغاثي والإنساني"، مشيرًا إلى أنه على مدار عشرين عامًا مضت يرفع شعارًا واحدًا في كل البلدان التي يسافر ويذهب إليها، وهو "هدية من الشعب المصري إلى ... الشقيق".

 

 الصورة غير متاحة
 
د. جمال عبد السلام صاحب نشاط إغاثي واسع؛ شمل العديد من البلدان في العديد من مناطق الحروب والصراعات؛ فقد قام بزيارة إلى السودان والعراق والبوسنة لتفقُّد ومتابعة عدد كبير من المشاريع الإغاثية والإنسانية، فضلاً عن أنه سافر إلى إيران عقب زلزال 2004م؛ من أجل إيصال المساعدات الإنسانية.

 

طالته الاعتقالات مثل سائر المخلصين في عملهم، وتجاوز الظلم بكافة مراحله ليكون اعتقال دكتور جمال عبد السلام تلك المرة هو المرة الثالثة على التوالي بعد اعتقاله مرتين فيما سبق؛ حيث كان الاعتقال الأول لمدة ثلاثة شهور في عام 2007م، أما الثاني فكان منذ أربعة شهور على خلفية أحداث غزة، ولكن الجديد في ذلك الاعتقال أنه لم يكن متوقعًا، وكان متزامنًا مع حكم محكمة جنايات شمال القاهرة التي قضت بالإفراج عن 13 من قيادات الإخوان الذين تمَّ اعتقالهم في الثالث عشر من شهر مايو الماضي، ووجّهت لهم اتهامات باطلة ومفبركة عن تمويل وتنظيم دولي، ولكن جاء قرار الإفراج عنهم ليدحض الباطل ويظهر الحق بتبرئتهم.

 

لسان حاله

﴿وَللهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)﴾ (هود).. كانت أواخر آيات سورة هود هي لسان حال دكتور جمال كما حدثنا نجله عمر؛ الذي قال إن أمر اعتقاله جاء غريبًا ومريبًا، ولم يكن متوقَّعًا، ولا يوجد له أي مبررات واضحة.

 

شهادات

 الصورة غير متاحة

مظاهرة للأطباء للمطالبة بالإفراج عن عبد السلام

د. إبراهيم الزعفراني أمين لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب يقول عن د. جمال عبد السلام إنه يعرف معالم الطريق جيدًا، وقدَّم خدماتٍ جليلةً لأمته المصرية والإسلامية العربية بل والعالمية، من خلال عمله بلجنة الإغاثة؛ حيث إنه أسهم في توفير العديد من الأجهزة الطبية والعلاج لعدد كبير من المستشفيات الحكومية والعيادات في كافة المناطق والبلدان.

 

ويضيف قائلاً إنه "رجل يقظ، بمجرد أن تحدث أي كارثة أو حرب في أي بلد من البلدان؛ يتوجه مسرعًا لإغاثتهم مثلما حدث في تسونامي، كان من أوائل الذين تحرَّكوا وتوجَّهوا لنجدة تلك الشعوب، فالدكتور جمال مغرَم بعمله ويعمل بدأب؛ لدرجة أنه خلال حرب دارفور وزياراته المتعددة تمكَّن من حفظ العديد من المواقع في دارفور ومخيماتها، فضلاً عن أنه أدرك طبائع الناس هناك، وكان يتعامل معهم بودٍّ وترحاب".

 

ويذكر د. الزعفراني أن من كلمات د. جمال الشهيرة التي لا يمكن أن ينساها وكان لسان حاله بها هي "أن رجل الإغاثة وهب نفسه لإغاثة الآخرين.. لا يعرف النوم أو الراحة، وعلى أتمِّ استعداد للمبيت بالطرقات من أجل إغاثتهم؛ مهما كانت الظروف والتضحيات".

 

 الصورة غير متاحة

د. العريان خلال وقفة تضامن مع رفيق دربه جمال عبد السلام

ويوجِّه د. الزعفراني رسالةً إلى الدكتور جمال عبد السلام في تلك الظروف الحالكة، قائلاً: "لا تحزن ولا تهتمّ؛ فلك الشرف وأنت قد أغثت الملايين وكنت سببًا في تفريج كربتهم، ولن يضيِّعَك الله؛ لأن يدك بيضاء، وقد فعلت وقدمت الخير للناس على حدٍّ سواء؛ فبإذن الله سيكون لك الخير كله".

 

ويقول د. عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين إن د. جمال عبد السلام هو رجل الصعاب والشدائد والمحن؛ جاب العديد من البلدان التي شهدت صراعاتٍ وحروبًا، وكان آخر اعتقال له في ديسمبر الماضي؛ على خلفية جهوده المستمرة لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة.

 

ويؤكد أن تاريخ د. جمال عبد السلام حافلٌ، ويشهد له بكمٍّ هائل من البذل والعطاء الذي قدمه في سيبل إغاثة الضعفاء في شتى البلدان المنكوبة.