يصادف اليوم السبت الرابع من أبريل، الذكرى السنوية الثالثة للهجوم الكيماوي الذي نفذته مليشيات المجرم بشار الأسد على مدينة "خان شيخون" بريف إدلب، الذي راح ضحيته أكثر من 100 مدني.

ففي يوم الثلاثاء 4 إبريل 2017 ظهرت فيديوهات وصور من مصادر داخل سوريا تُوضّح هجوم بالسلاح الكيميائي استهدف خان شيخون جنوب إدلب.

وتم نشر صور فوتوغرافية وفيديوهات من مستشفيات عديدة قامت بإسعاف الضحايا، وأظهرت هذه الفيديوهات أن الضحايا يعانون من أعراض تتضمن حدقة دبوسية غير متفاعلة مع الضوء، زبد يخرج من الفم، واختلاجات.

وفي حين أن هذه الأعراض تتوافق مع الأعراض التي تنتج عن التعرض لغاز السارين إلا أنها ليست أعراض حصرية بالتعرض لغاز السارين، بكل الأحوال واستناداً إلى هجمات غاز السارين السابقة في سوريا والأعراض المشابهة التي عانى منها الضحايا في هذه الهجمات يمكننا الوصول إلى خلاصة مفادها أنه تم استخدام غاز السارين في هذا الهجوم.

في الفيديو المرفق أدناه، يشرح الطبيب شاجول إسلام من مستشفى بنش باللغة الإنكليزية الوضع في المستشفى حيث كان يعالج ضحايا الهجوم.

عقب الهجوم تم الإبلاغ عن تعرض أحد مراكز الدفاع المدني - الذي يستخدم كمستشفى - لأضرار نتيجة الغارة جوية بينما كان يتم علاج ضحايا الهجوم الكيميائي السابق ضمنه.

الغارة الجوية التي استهدفت أحد مراكز الدفاع المدني والمستشفى في خان شيخون الذي يقع جزئيا تحت الأرض تم تصويرها عبر الكاميرا لحظة حدوثها.

 

.

hadi abdallah 1

 

ولم تتوقف مليشيات بشار عن استهداف خان شيخون بعد استخدام السلاح الكيماوي، بل واصل قصفه الجوي والبري عليها حتى تمكن في مايو الماضي من السيطرة عليها بمساندة روسيا والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران.

ورغم أن المدينة تقع ضمن منطقة "خفض التصعيد" التي تم التوصل إليها في مباحثات أستانة، إلا أن ذلك لم يمنع النظام وحلفاءه من استهدافها والسيطرة عليها.

ويعيش سكان خان شيخون في المخيمات في حالة حزن على فراقهم لمدينتهم، التي لم يتحرك المجتمع الدولي لا لمحاسبة الجاني ولا لإعادتهم إليها رغم تعرضها للقصف بأكثر الأسلحة المحرمة دوليا.

ويروى النازح محمد أبو أحمد، لمراسل الأناضول ما شهده في المدينة أثناء استهدافها بالسلاح الكيماوي.

ويقول أبو أحمد: "استيقظنا بحدود الساعة 7.30 صباحاً على أصوات طائرات فوق المدينة وبعدها بنحو نصف ساعة رأينا عدد كبير من الجثث في الشوارع".

ويوضح أن "الناس حين سمعوا أن النظام استهدف المدينة بالكيماوي خرج معظمهم من البيوت لا يعرفون ماذا يفعلون ومات من مات خارج منزله ومات آخرون داخل بيتوهم".

ويصف أبو أحمد ما حدث بـ"المجزرة"، مشيراً أن الجثث بقيت لأكثر من ساعتين في الشوارع دون أن يجليها أحد، إذ أصيب كذلك طواقم الدفاع المدني التي أتت لإسعافهم.

ويشير النازح أن قتلى القصف نقلوا بعد ذلك إلى أحد المراكز الصحية، ولكثرة عددهم كانوا مكدسين فوق بعضهم في المركز.

ويذكر الرجل أن النظام سيطر على خان شيخون بعد تدميرها وتشريد أهلها، لافتا إلى أن سكان المدينة توزعوا في مخيمات الشمال السوري.

وأعرب أبو أحمد عن أمنيته بالعودة إلى المدينة ولقاء جيرانه مجددا.

أما النازح "أبو دياب" وهو أيضا من خان شيخون، يقول إنه "لن ينسى ذلك اليوم حين ارتفع دخان أصفر من جانب فرن المدينة وهي النقطة التي ألقي عليها الصواريخ المحملة بالمواد الكيماوية".

ويضيف: "كان الجميع في حالة هلع يصرخون أن المدينة تم استهدافها بالسلاح الكيماوي، وذهبت أنا إلى بيت أختي الواقع بقرب الفرن، حيث بدأت أشعر بحرقة في عيوني لدى اقترابي، وعند وصولي بدراجتي النارية غادرت على الفور وهذا ما قلل من تأثير الغاز علي".

وفي سبتمبر 2017، أكدت لجنة التحقيق الدولية المشتركة، الخاصة بالبحث في استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا، أن النظام السوري استخدم غاز السارين في مجزرة الكيميائي التي وقعت ببلدة "خان شيخون"، يوم 4 أبريل الماضي.

وفي 4 أبريل 2017، قتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام على "خان شيخون"، وسط إدانات دولية واسعة.

وأنشئت اللجنة المشتركة المكلفة بالبحث في استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا، بموجب قرار من مجلس الأمن (رقم 2235)، عام 2015.